PDA

View Full Version : المراجعة الأسبوعية لـ "لنفط" و"الذهب"، ونظرة على المستقبل



Bahaeddine
06-21-2020, 19:46
يتحرق السوق شوقًا لإجابة هذا السؤال، خاصة مع قفز أسعار كل من النفط الخام، ونفط برنت بنسبة 9% الأسبوع الماضي، عقب هبوطها الأسبوع السابق له بنسبة 8%.

تسير أسواق السلع في تحركات ولكنها أكثر من دورية فقط، بالطبع لحين وقوع حدث ضخم مثل فيروس كورونا. مع بداية أسبوع 15 يونيو بدا وأن السوق يعود إلى الارتفاع منذ نهاية أبريل، ولم يعد هناك أي مسار للنفط سوى الارتفاع.

بدا الانعكاس في المسار محتملًا، نظرًا لأرقام المخزون القياسية المسجلة الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة، والتي تجاهلها المتداولون، وتجاهلتها صناديق التحوط لأسابيع.

ولكن أوبك+ دخلت المشهد لتقرع طبول التفاؤل وتتعهد بخفض الإنتاج -وهذا ما ألفه السوق من تعهدات ربما تضرب بها المنظمة عرض الحائط مستقبلًا- ولكنها تمكنت بنجاح من كتم أصوات التشاؤم حول الارتفاع القياسي في المخزونات الأمريكية للنفط. وارتفعت مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي لمستوى قياسي عند 539.3 مليون برميل.

بينما قالت أوبك باستمرار تخفيضات الإنتاج، كان لروسيا، أكبر حليف في أوبك+، رأي آخر. قال رئيس الصندوق السيادي الروسي، كيريل ديمتريف، إنه لا يرى أي منطق في تمديد تخفيضات الإنتاج الصارمة في سوق النفط بعد شهر يوليو، في حوار له مع الجريدة الروسية اليومية آر بي سي. يرى ديميتريف تعافيًا في الطلب على الوقود من المستويات شديدة الانخفاض التي سجلها خلال أزمة فيروس كورونا.

رغم ذلك، كانت صناديق التحوط متقلبة في توجهها، وذلك بسبب قرار السعودية باتهام من يخالفون حصصهم الإنتاجية، وإصرارها على تقدمهم بخطة واضحة المعالم تبرز كيفية تنفيذهم لإجراءات التخفيض المنوط بهم تطبيقها. ولكن تلك التخفيضات ستظل موضع شك ما إن قررت روسيا التوقف عن الالتزام.

وصلت مستويات الالتزام في أوبك+ لنسبة 87% خلال شهر مايو. وأي أنباء عن ارتفاع في مستويات الإنتاج ربما تدفع النفط لفقدان الأرباح القوية المسجلة بنسبة 300% على النفط الخام، وبنسبة 170% لخام غرب تكساس الوسيط ولهذه التحفيضات أهمية حرجة، لأن الطلب على الوقود يظل أدنى المستويات المسجلة قبل الوباء بكثير، بسبب القيود على نشاط السفر بالطائرات، والشحن، والقيادة.

لم يخرج أعضاء أوبك+ بأي توصيات في اجتماع الأسبوع الماضي حيال مستويات الإنتاج في شهر أغسطس، إلا أنهم "ركزا على معاقبة من لم يلتزم من الدول، وضغطوا عليهم لتقديم خطط مقنعة بشأن التعويض عن عدم الالتزام بالحصص الإنتاجية في شهري مايو ويونيو،" وفق أوليفر جايكوب من بيتروماتريكس، في زوغ بسويسرا.

قال جايكوب أيضًا إن "تحركات السعر المستقرة نحو الأعلى، تتزامن مع تراجع الحماس الروسي، وتراجع تحركات خفض الإنتاج."

كانت الدول محط الانتقاد بسبب مخالفة الحصة هي: العراق، وكازاخستان، والتي تقدمت بخطط مفصلة لتخفيضات الإنتاج خلال الشهور المقبلة، بعد تجاوزهم حصصهم الإنتاجية في مايو.

بينما هناك دول أخرى، من أمثال نيجيريا، وأنجولا، وتلك الدول بحاجة للتقدم بخطط في 22 يونيو وفق اللجنة الوزراية المشتركة، والتي تشرف على مستويات الالتزام.

أمّا بالنسبة لمخاوف الموجة الثانية لفيروس كورونا، فتبقي الدول الأعضاء على حالة من القلق، نظرًا لما لها من تداعيات اقتصادية.

شهدت الأقاليم الجنوبية والغربية زيادة مقلقة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وزيادة في الحالات التي بحاجة لعناية طبية في المشافي خلال الأسبوع الماضي. أمّا الصين، فشهدت زيادة في الحالات في بكين، ما دفع السلطات الرسمية لرفع مستوى الطوارئ للمستوى الثاني، مع سباق لردع موقف شديد الاحتدام. كما عدلت العاصمة الصينية من مستوى الاستجابةبعد 10 يام من تراجع التصنيف للمستوى الثالث للطوارئ.

كما ننظر هذا الأسبوع أيضًا لتقويم الأعصاير في منطقة الأطلسي، ونراقب ما لها من تأثيرات على تكرير النفط، وفق محللين.

تقول إريكا كومبس، من بي تي يو أناليتكس: "موسم الأعصاير هو أحد المتغيرات التي يمكن أن تضغط على التعافي في سوق النفط، وتدفع السعر لمنطقة سلبية."

سجل النفط زيادة لثماني أسابيع من أصل تسعة، في رالي ممتد. ولكن سيواجه هذا الرالي بعض صعوبات مع توقف الروس عن خفض مستويات الإنتاج، وفق إدوارد مويا، من أو إن دي أيه. "ستتحرك أسعار النفط في نطاق ضيق بزيادة دولار أو اثنين فقط."

وصل الذهب لارتفاع أسبوعين ليتجاوز 1,750 دولار للأونصة، بعد مراجعة للأعلى أجرتها جولدمان ساكس، فرفعت المستويات السعرية بنسبة 11% لـ 2,000 دولار للأوقية على مدار الـ 12 شهر المقبلة.

تبني جولدمان ساكس توقعاتها على بقاء معدلات الفائدة الأمريكية منخفضة لوقت طويل، وتتراجع العملات، على الرغم من خروج عديد من الدول من الإغلاقات التي فرضها فيروس كورونا.

يقول محللو تي دي إس للأوراق المالية: "تطبيق النمو المستمر سيقابلع ترحيب من محبي الذهب، لأن أي انعكاس في التدفق للملاذات الآمنة، سيقابله على الكفة الأخرى طلب استثماري، مع تراجع معدلات الفائدة."

مراجعة سوق الطاقة
حاول ثيران الطاقة إعادة حفز رالي النفط، والتركيز على الطلب على الوقود الذي يتحسن، رغم مخاوف الموجة الثانية لفيروس كورونا.

وتعهد أعضاء أوبك+ الذين خالفوا حصصهم بالسابق بالالتزام هذه المرة، وطرحوا خطط مفصلة لتعديل مستويات الإنتاج.

في هذه الأثناء، كانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تطل على السوق بأرقام الأسبوع السابق للمخزون، والتي ارتفعت كثيرًا عن التوقعات، لتضيف 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، ليصل الإجمالي إلى رقم غير مسبوق عند 539.3 مليون برميل.

بينما الاستجابة الإيجابية لمناورات أوبك الأخيرة كانت طاغية على أي بيانات إضافية. فنشرت الإدارة البيانات الأسبوعية التي تدل على معدلات الطلب على البترول في الولايات المتحدة.

قالت الإدارة إن مخزون البنزين تراجع بـ 1.66 مليون برميل الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات هبوط نسبته 170,000 برميل.

بينما مخزون نواتج التقطير، وأهمها الديزل، هبطت بـ 1.35 مليون برميل يوميًا، مقابل توقعات بارتفاع 2.34 مليون برميل.

أمّا عن الإنتاج الأمريكي فهبط بـ 10.5 مليون برميل يوميًا، بانخفاض نسبته 20% من الأرقام القياسية المسجلة قبل 3 أشهر عند سعر 13.1 مليون برميل.

ولكن كان البعض أقل تفاؤلًا من هذه الرؤية.

تقول أو سي بي سي في مذكرة: "نبقي على وجهة نظرنا مع توقعات الاستمرار بالزيادة هذا العام، ولكن على المدى القريب يقع النفط تحت ضغوط هابطة، ليتجه للأسفل بنهاية الربع الثاني."

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط عند إغلاق يوم الجمعة بـ 61 سنت، لسعر 39.45 دولار للبرميل.

بينما تداول نفط برنت على ارتفاع 0.45 دولار للبرميل، لسعر 41.96 دولار للبرميل.

للأسبوع، ارتفع النفط ب، 9.6% بعد هبوط 8.3% الأسبوع السابق. بينما برنت ارتفع 8.9% بعد هبوط 8.5%.