PDA

View Full Version : ما هي أبرز الأخطاء الاستثمارية الشائعة؟



rakan2019
08-06-2020, 12:17
أظهرت إحدى الدراسات المالية أن أكثر من 70% من المستثمرين لا يملكون خطة واضحة للاستثمار، وهو مؤشر خطير فعلاً، فبدون وجود خطة استثمارية واضحة لا يمكن للمستثمر أن يعرف القواعد التي ستساعده للوصول إلى هدفه من أي استثمار وبالتالي سيتخذ قرارات خاطئة.

غياب خطة واضحة للاستثمار لن يكون لدى المستثمر معرفة واضحة للوقت الذي لديه والسيولة وهامش الخسارة الذي يمكنه تحمله، وكل تلك العوامل تعتبر أساسية في أي قرار سيتخذه المستثمر.



كذلك فإن العديد من المستثمرين يضعون كل إمكانيات محفظتهم المالية في كفة واحدة، وهذا من الأخطاء الكبيرة، فمثلاً لنفترض أن مستثمراً قسم 50% من محفظته المالية في الأسهم و50% في السندات، وفي نهاية العام كانت الأسهم رابحة فيما خسرت السندات أو العكس، في الحالتين فإن الكثير من المستثمرين سينقلون كل إمكانياتهم إلى القطاع الرابح.

هذا التصرف يعتبر سلوكاً خاطئاً بنظر الخبراء فالمستثمر يقوم بذلك بحرمان نفسه من أي أرباح مستقبلية أو مفاجئة قد تحصل في القطاع الذي انسحب منه، عوضاً عن التمعن في مقدار الخسارة والربح في قطاع ومحاولة الاستمرار في الاستثمار ضمنه في حال إمكانية وجود أرباح مستقبلية.



من ناحية أخرى المستثمرون يتعرضون لكم هائل من الأخبار والمعلومات حول السوق والأسهم والأصول المختلفة كل يوم وكل ساعة، وهو شيء من الصعب تجاهله أو الانعزال عنه في ظل آليات العمل والتكنولوجيا المستعملة اليوم.

هذه الأخبار كثيراً ما تساعد المستثمرين على معرفة تفاصيل ما يدور في القطاع الذي يستثمرون فيه، ولها دور كبير في دعم القرارات التي يتخذها المستثمر عبر الأرقام والتوقعات التي تقدمها.



لكن العديد من المستثمرين يلحقون بأنفسهم ضرراً كبيراً باستخدام أخبار السوق بأسلوب خاطئ، حيث يتجهون فوراً للاستثمار في الأسماء التي تتصدر الأخبار، فصعود سهم ما بقوة لا يعني أنه يجب أن يضع المستثمر كل أمواله فيه، فهذا قد يكون استثماراً لأسبوع أو شهر وليس استثماراً طويل المدى يمكن وضع كل الثروة فيه.

الخطأ السابق يودي إلى الخطأ التالي وهو التنقل بالعمل بين الاستثمار والتداول، والفرق واضح حيث أن التداول يهدف لتحقيق ارباح سريعة وآنية في حين أن الاستثمار يهدف لتحقيق ثروة كبيرة على المدى الطويل.



الجميع يرغب بتحقيق الثروة السريعة، لكن التداول ليس بالمضمون أن يحقق لك تلك الثروة، وكون المستثمر معتاداً على الخطط طويلة الأمد فقد يحطم نفسه بالدخول في مجال التداول قصير الأجل، كما أن الجهد الكبير الذي يبذله المستثمر في تنمية استثماره على عدة سنوات ليس من الحكمة أن يقحمه في التداول، فالخيار يجب أن يكون واضحاً إما التداول أو الاستثمار والضياع بينهما لن يؤدي سوى لقرارات خاطئة.

ثلاثة نصائح لتفادي الأخطاء الاستثمارية
خبراء علم الموارد المالية السلوكي لم يكتفوا بتوصيف وتشخصي الأخطاء الأهم التي يقع فيها المستثمرون، بل استعانوا بكل تلك التفاصيل لإيجاد العديد من الطرق لتفادي الأخطاء وأهمها:

أولًا: عوضاً عن الاستثمار بكل الثروة في وقت واحد، يمكن للمستثمر أن يستثمر في السوق بشكل دوري، وهذا يساعده على الاستفادة حتى في حال هبوط السوق إذ يمكنه الشراء بسعر أقل في المرة القادمة، وهنا لا يتمكن التفكير الحدسي من التعامل بسلبية بسبب استفادة التفكير المتمعن من السلبية واستثمارها بشكل إيجابي.

ثانيًا: توزيع الاستثمار خطوة ضرورية جداً لعدم الوقوع في مشاكل كبيرة خصوصاً عند حدوث خسائر في قطاع استثماري معين، وكما يقال باللغة العامية عدم وضع البيض كله في سلة واحدة، فليس هناك قطاع رابح دائماً أو خاسر دائماً والمستثمر عليه وضع الخسارة دائماً في حسبانه، ومحاولة الاستفادة من الأرباح في مختلف القطاعات التي يستثمر بها.

ثالثًا: العلاقة مع مستشارك المالي حيوية وأساسية، ولذلك عليك دائماً كمستثمر أن تعرف جميع التفاصيل التي يقدمها مستشارك، وواحدة من أسوء عادات المستثمرين هو الحرج من السؤال في حال عدم استيعاب تفصيل ما، اسأل دائماً وتأكد من أنك تعرف تماماً وبالتفصيل ما الذي يتحدث عنه مستشارك المالي.