PDA

View Full Version : كيف السبيل إلى إنسان سوي ومجتمع رشيد؟ لاتفوت الموضوع مهم جدا وقابل للرد



alihmila
11-24-2020, 15:51
لا يقصد الدين ولا ترمي الشرائع إلى تغيير الحكومات أو تبديل النظم أو تعديل الأشكال، لكنها تهدف – مباشرة – إلى تقويم الضمائر وترقية الإنسان وتنقية الأصول. فالضمير غاية الكون، والإنسان خليته، والمجتمع وحدته. وإذا استقامت الضمائر توحّد الظاهر والباطن، وتطابق السر والعلن، واختفت الأنانية وضيق الأفق، واتجه الإنسان إلى الأصل والقصد والصميم، وابتعد عن الانحراف والتعصّب والتضليل. وإذا استوى الإنسان عرف نفسه في تبصّر وعرف ربّه في يقين، فتماسك في ذاته وتوافق مع المجتمع وتناغم مع الكون، ووصل إلى السلام الحقيقي. وإذا استنار المجتمع حيا بالحقّ والعدل والاستقامة، وعاش على الروح لا على النصوص... على المعاني لا على ال
ألفاظ... على الجواهر لا على المظاهر. فالأساس الحقيقي يكمن في الضمير... في الإنسان... في المجتمع، وما الحكومات إلّا أعراض لما خفي كما أنّ النظم أغراض لمن يسود. فإذا كان ثمّ اهتمام حقيقي بالإصلاح فلابدّ أن يتوجّه إلى الضمير وأن يُعنى بالإنسان وأن يعالج المجتمع... ومن صلاح الضمير تصلح الحكومات، ومن سداد الإنسان تستقيم النظم، ومن رشاد المجتمع يتحقق الفلاح. إنّ الإنسان والمجتمع (الجماعة) هما المحور والسبيل والغاية... فكيف السبيل إلى إنسان سوي ومجتمع رشيد! وهل يبدأ الأمر بالفرد، أم بالمجتمع؟! إنّ الفرد يتشرب مناهجه ومبادئه من البيئة الاجتماعية؛ ويعتمد الفكر على هذه البيئة، لا في التعبير عن نفسه فحسب، بل في حياته الباطنية كذلك. وفي مجال هذه الحياة تؤثر البيئة الاجتماعية بوصفها مثيراً وبوصفها عاملاً انتخابياً أو انتقائياً؛ ذلك أنّها تشجع وتستوعب كلّ ما يلائم مقتضياتها العامّة، وتقاوم وتصد كلّ ما يتعارض مع حاجاتها، ويقوم المجتمع – أخيراً – بتقديم وسائل ينقل بها الأفكار من جيل إلى جيل، ويضيف بها الجديد منها إلى القديم، مما يُمكّن من تشييد النظم الثقافية كاللغة والعلوم والفنون. وإذا كانت هذه النظم تجعل نمو الفرد أيسر، فإنّها في الوقت نفسه تحصر هذا النمو في نطاق محدد. لكلّ ذلك فإنّ المسألة تبدو جد عسيرة، لأنّ الإنسان السوي لا يظهر إلّا في مجتمع رشيد، والمجتمع الرشيد لا يكون إلّا من أفراد أسوياء... وبدون الأفراد الأسوياء لا ينشأ مجتمع رشيد، وبغير المجتمع الرشيد لا يكون الأفراد أسوياء. من هذا المعنى فإنّ الأوفق أن يبدأ الصلاح على مستوى الفرد والمجتمع معاً بحيث يعين كلّ منهما الآخر ولا يعيق، فيتزايد الصلاح ويستقر في كلّ الضمائر. غير أنّ ذلك مما لا يمكن حدوثه إلّا إذا مسّت المجتمع جذوة مقدسة أو حلّت فيه نعمة إلهية أو حطّت عليه رحمة الله، بحيث تنشر الصلاح في كلّ ضمير، وتبث الاستقامة كلّ بينة، وتُشرب الاستواء كلّ شيء. وإلى أن تتأجج الجذوة أو تتحقق النغمة أو تتألق الرحمة فإنّ على كلّ فرد وكلّ مجتمع أن يسعى إلى الغاية بجد وأن يسير إلى القصد بعزم؛ وذلك من خلال خطوات رشيدة على معالم واضحة.

achika
11-24-2020, 17:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك اخى الفاضل وجزاك خيرا على هذا الموضوع الجميل نعم صحيح يجب على الإنسان أن يكون سويا ومتدينا

alihmila
11-25-2020, 14:36
شكرا لك اخي
بلا اساقامة لا يستقيم اي شئ