PDA

View Full Version : مراجعة حول الامير عبد القادر (ثوري جزائري)



Aminecsc
11-29-2020, 22:52
قبل مئة و ثمانية و ثمانين عاما من تاريخ اليوم و بالضبط في ٢٧ نوفمبر من عام ١٨٣٢ ، التحف شاب ،لم يتجاوز الرابعة و العشرين من العمر ،قضية وطن ليصبح برنوسه و يعلنها ثورة ، أسست لوطن يسمى الجزائر..
بذلك التاريخ و في ذلك اليوم المشهود بايع الشيوخ و النساء و الاطفال و الشباب و الحجر و الشجر ، أميرا منهم على السمع و الطاعة لتكون الحرب اعلان تأسيس و يكون العنوان ، ليس من عاصمة البلاد و لكن من أقصى الغرب الذي اعلن قائد و أمير معسكره من معسكر الصمود ، أن الجزائر لا تختزل في عاصمة تطل على سيدي فرج و لكنها كل تربة و نبتة شيح في هذا البلد، و من تلك التربة، من أديم تلك الأرض يولد بين الثائر و الثائر ، ثائر آخر.
الأمير عبد القادر ، ذلك الشاب الذي رهن وجوده بوجود وطن ، ليكون الأمير المؤسس لدولة تمسى الجزائر، دولة اعترف بها جنرالات فرنسيس ، توهموا للحظات أنهم سيطروا على كل شيء ، فإذا بالتاريخ يصفعهم و إذا بجزائر البرانيس حيث الامير سيد البرنوس يفرض على فرنسا ، أن تعيد كل حساباتها و لسبعة عشر عاما من الكفاح و من ثورة بدوي أغر ، تيقن الفرنسيس أن الجزائر أكبر من أي احتواء و لولا تآمر الأصدقاء و الجيران قبل الأعداء على برنوس الأمير ما ترجل سيد قومه من على زمنه وجواده ليزج به في السجن و يراودوه على الخلافة بوصاية فرنسية لكنه اختار المنفى ليقابل ربه في دمشق الحضارة و قد خلف وراءه سبعة عاما من كفاح الرجال و ثورتهم..
ترحموا على من كان تاريخه ثورة صغر المستعمر و أذنابه ،قدسيتها حينما اسموها انتفاضة لإفراغها من محتواها العميق الذي زلزل كيان المستعمر رغم أنها كانت التأسيس...
ترحموا على أمير طعنوه ميتا رغم أنه كان ابن السابعة و العشرين الذي صمد لسبعة عشر عام في وجه أعتى قوة أنذاك لينتهي سجينا فمنفيا ، فقط لأنه كان ابن برنوسه..
ترحموا على من استيقظ وحيدا في الفيافي ليجد نفسه محاصرا بالخيانة و حين بحث عن نعله و حصانه فلم يجدهما بعد أن تلاعبت بهما أيادي الخيانة..ليقول كلمته الشهيرة في وجه محاصريه : الآن انتهى زمني و موعدكم مع الزمن القادم...
رحمة الله على الأمير..و عذرا ألف عذر سيدي الأمير ، فلم تنقصك شجاعة النصر و لكنه خذلان المقربين من فعلها و يفعلها دوما فيعقر الفرس و الفارس منذ الأقدمين.
95153