PDA

View Full Version : داو جونز غارق في بحر دماء، بينما الذهب يتحدى مستويات دعمه



Dianamohamed
01-04-2022, 00:35
لم ينجو الذهب حتى بصفته ملاذ آمن من العاصفة العاتية التي تجتاح الأسواق وعصفت بكل السلع والعملات والأسهم خلال الجلسة الآسيوية وفي مطلع الجلسة الأوروبية ومع احتمال افتتاح أمريكي دموي بتراجع العقود الآجلة للمؤشرات بعنف نادر ما رأته الأسواق
تراجعت العقود الآجلة للذهب لـ 1,637.40 دولار للأوقية، بينما الذهب في المعاملات الفورية فسجل 1,638.83 دولار للأوقية ويظل الذهب محاصرًا في نطاق تداول شديد الضيق
وسجل اليوم ثاني أيام تراجع الذهب رغم حدة الانهيارات في أسواق الأسهم من كل العالم فرأينا آسيا تهبط عند الافتتاح بمستويات 5% وأكثر وكذلك هبطت المؤشرات العربية ليسجل المؤشر العام السعودي 2.84% مستردًا بعض الخسائر المحققة في بداية الجلسة بهبوطه نحو 6% تقريبًا

frasfathy
02-20-2022, 17:18
كانت الحرب الأهلية الأمريكية كبرى الحروب التي شهدها العالم الغربي في القرن الفاصل بين معركة واترلو - التي وقعت في 18 يونيو 1815 - والحرب العالمية الأولى في 1 أغسطس 1914. لقد انتقلت القوات – التي انتشرت في مساحة تعادل نصف القارة – بالسكك الحديدية وتلقت أوامرها بالتلغراف ، أما الناس فاستلقوا الأخبار من الصحف التي كانت توزع على نطاق واسع ، كما كانت هذه الحرب أيضا أول الصراعات الكبرى التي تندلع في عصر الثورة الصناعية.

كانت الخسائر البشرية غير مسبوقة ، ففي يوم واحد – 17 سبتمبر 1862 – بلغت الخسائر في صفوف جيش الاتحاد في معركة أنتيتام 2108 قتلى و9549 جريحا. لقد تجاوزت هذه الخسائر البشرية تلك التي لحقت بجيش الولايات المتحدة في حرب المكسيك كلها، والتي دامت سنتين. وتجاوز العدد الكلي للقتلى العسكريين على كلا الجانبين المتحاربين – وفق الرقم الرسمي 495.333 – نحو 3 في المائة من عدد السكان الذكور في الولايات المتحدة في العام 1860 ، أي ما يعادل أربعة أضعاف ونصف النسبة المئوية لخسائرنا في الحرب العالمية الثانية.

ولأن الحرب الأهلية كانت أشبه كثيرا بالصراعات العظيمة التي وقعت في القرن العشرين ، مقارنة بسابقاتها كالحروب النابليونية ، فقد واجه كلا الطرفين ضغوطا على خزانة الدولة واقتصادها لم تواجهها أي أمة أخرى على مر التاريخ. إن حقيقة أن الشمال – باقتصاده الأكبر حجما ، وبنظامه الضريبي الحكومي القائم آنذاك – كان قادرا ، على نحو أفضل – على مواجهة تلك الضغوط ، لم تؤد سوى دور محدود في صياغة النتيجة النهائية للحرب.

وبسبب الكساد الذي بدأ في العام 1857 بلغ الدين القومي 64.844 مليون دولار ووصلت الخزانة إلى شفير الإفلاس. وفي ديسمبر من ذلك العام ، في وقت بدأت فيه ولايات أقاصي الجنوب الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي تباعا ، لم يبق ما يكفي من المال لسداد التزاماتها المالية.

وعين ابراهام لنكولن سايمون بي تشيس وزيرا للخزانة. وقد علم تشيس – وهو رجل عظيم الذكاء ، لا ينقصه سوى حس الدعابة ، وهو عضو في مجلس الشيوخ من أوهايو وحاكمها الأسبق – أنه أمام مشكلات لم يعرف لها مثيلا من قبل. وعندما اندلعت الحرب في 15 ابريل 1861 كانت الحكومة الفدرالية تنفق نحو 172 ألف دولار يوميا عشية إندلاع أولى المعارك "معركة بول رن Bull Run". وكانت وزارة الدفاع وحدها تنفق مليون دولار يوميا. ومع نهاية العام ، ارتفاع إنفاق وزارة الدفاع إلى 1.5 مليون دولار في اليوم.

كيف سيتسنى للحكومة تمويل تلك النفقات؟ إن أمام الحكومات ثلاث طرائق فقط لتأمين الأموال اللازمة لسداد التزاماتها المالية. إذ أن بيدها القدرة على فرض الضرائب والاقتراض وإصدار النقد. وقد لجأت الحكومات الفدرالية والكونفدرالية إلى هذه الوسائل جميعا. لقد كان للمزيج الجامع لهذه الوسائل الثلاث التي استخدمت في الشمال والجنوب أثر حاسم.

ومنذ انحلال المصرف الثاني للولايات المتحدة The Second Bank of The United States ، مولت الحكومة الفدرالية معظم حالات العجز المالي التي واجهتها – وأغلبها كان قصير الأجل – من المصارف . ومنذ ذلك الحين ستحور المصارف سندات الحكومة في خزائنها (احتياطياتها) أو تبيعها إلى عملائها الكبار. ولأنه لم يكن ثمة مصرف مركزي في الولايات المتحدة ، فقد دعمت الحكومة كل وسائل اقتراض المال أو تحويله من منطقة إلى أخرى داخل البلاد.

لقد ارتفعت قيمة الدين بحلول 1 يوليو 1861 – وذلك قبل ثلاثة أسابيع من معركة بول ران الأولى – إلى 91 مليون دولار. وعقب ذلك مباشرة ، عندما بينما المعركة أن الحرب قد تتحول إلى حرب طويلة الأجل ، أمن تشيس 50 مليون دولار من مصرفي وول ستريت لاسترداد السندات الفدرالية قبل حلول أجلها وقد باتت تعرف باسم "سبعة فاصلة ثلاثين" ، لأن معدل الفائدة عليها إنما كان 7.30% في المائة. (لقد اختير هذا المعدل كما يبدو لأن الغاية كانت أن تعطى السندات سنتين يوميا عن كل مائة دولار مستثمرة).

وكان مبلغ خمسين مليونا التزاما ثقيلا على وول ستريت آنذاك ، وقدر تشيس أن الدين القومي سيبلغ في العام التالي 517 مليون دولار ، وهو رقم غير مسبوق في التاريخ الأمريكي ، وأدرك الوزير أن المتطلبات المالية للحرب الحديثة لا يمكن توفيرها بالوسائل التقليدية.ولحسن طالغ تشيس (والبلاد أيضا) أنه كان على معرفة بمصرفي فيلادلفي شاب اسمه جاي كوك Jay Cook ، وكان والده عضوا في الكونجرس على أوهايو ، وقد عين جاي كوك وكيلا للحكومة الفدرالية لبيع إصدار جديد من السندات عرف باسم سندات ال"خمسة – عشرين" Five-twenties (وذلك لأنها كانت قابلة للاسترداد في فترة لا تقل عن خمس سنين ولا تتجاوز عشرين ، بمعدل فائدة 6 في المائة ذهبا).

لقد غض كوك الطرف وإلتجأ مباشرة إلى جمهور العامة. ونشر إعلانات مكثفة في الصحف ووزع المنشورات الإعلانية. وقد سعي إلى أن تصدر الخزانة سندات بفئات صغيرة أدناها 50 دولار للسند ، وسمح للمكتتبين عليها سداد قمية اكتتاباتهم على أقساط. وهكذا حاول عامدا إشراك المواطن العادي في شراء الأوراق المالية الحكومية. ووفقا لوصف عضو مجلس الشيوخ جون شيرمان من أوهايو (وهو الشقيق الأكبر للجنرال وليام تيوميش شيرمان) فإن كوك جعل مزايا هذه الاستثمارات "على مرأى الناس في كل بيت من ماين إلى كاليفورنيا ". وهذكا ابتكر كوك حملات بيع السندات Bond Drive وقد باتت عنصرا أساسيا في كل حرب كبرى منذ ذلك الحين.

وكان لذلك أثر عميق في نظرة الأمريكيين إلى موجوداتهم الاستثمارية. ففي ستينيات القرن التاسع عشر لم يكن إلا لقلة من السكان حسابات مصرفية ، ولم يكن مالكو الأوراق المالية – بكل صدورها – يتعدون 1 في المائة من السكان. لقد أبقت معظم العائلات فوائضها النقدية تحت الحشايا. ومع نهاية الحرب كان كوك قد باع سندات إلى نحو 5 في المائة من سكان الولايات الموالية للاتحاد ، فتحول أولئك إلى طلائع الرأسماللين في هذه البلاد. ومن ناحية أخرى على القدر ذاته من الأهمية ، تحرر رأس المال العاطل المخبأ تحت الحشايا ووجه إلى استخدامات منتجة. وقد حقق كوك في حملة بيع السندات نجاحا كبيرا ، بحيث تمكنت الحكومة في مايو من عام 1864 من تأمين المال الكافي لتلبية نفقات وزارة البحرية والدفاع ، أي ما يصل إلى مليوني دولار في اليوم آنذاك.