PDA

View Full Version : ما مدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي



Gehad Anwar
05-12-2022, 08:13
فردت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا غطاء من سحب ضبابية على مستقبل العديد من المجالات الاقتصادية في العالم منذ أن بدأت في فبراير الماضي وبعد أن قرابنا على الشهر الخامس لهذه الملحمة العالمية التي أ<برت منظمة التجارة العالمية إلى أن تخفض توقعاتها للنمو في 2022 للنصف تقريبا عند 2.5 بالمائة كعرض جانبي للحرب والسياسات المترتبة عليها - حسب ما صرحت به د .نغوز أوكونجو رئيسة منظمة التجارة العالمية - فبالإضافة إلى مشاكل سلاسل التوريد الإمداد التي نتجت عن جائحة كورونا فإن العوائق ستزيد من اسعار المواد الغذائية وزادت المخاوف والقلق من أزمة غذاء تلوح بالأفق

فبالرغم من أن أوكرانيا و روسيا تشكلان 2.5 من صادرات التجارة العالمية الا أنهما في غاية الأهمية في قطاعات معينة ويتشكل القلق الأساسي في شعب أوكرانيا الذين نزحوا من منازلهم ولا يجدون ما يكفي من الطعام
وبالطبع فإن الاقتصاد العالمي سوف يعاني بشدة والدول الفقيرة هي التي ستشعر بنقص الإمدادات من المواد الغذائية أكثر من غيرها

وقد تأثرت إمدادات القمح والذرة بسبب غزو روسيا لأوكرانيا وحذرت قطاعات صناعية من أن دول الإتحاد الأوروبي تواجه نقصاً في زيت عباد الشمس حيث يورد ما يقارب ال 47% منه من أوكرانيا بينما ما يقارب نسبة ال 30% منه من روسيا وفقاً لمنظمة ستاندرد أند بورز العالمية

ومع اغلاق الموانئ الأوكرانية فإن أوكرانيا تواجه صعوبات ومعوقات لعملية التصدير وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية أنها في غاية القلق بسبب موجة الجع القادمة خصوصاً في الدول الفقيرة والأقل قدرة على مواجهة ارتفاع تكاليف الإستيراد .

وباستخدام قارة افريقيا كمثال توضيحي فإن 35 بلداً من أصل55 بلد في القارة الإفريقية تستورد سلة من الحبوب على رأسها القمح من روسيا و أوكرانيا و 22 دولة تستورد منها الأسمدة أيضاً

وقد أوضحت الدراسات التي يجريها بنك التنمية الإفريقي بصورة دورية أن أسعار المواد الغذائية سوف يرتفع فيما بين نسبتي 20 : 50 % في الكثير من البلدان

لكن المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية د.أوكونجو تأمل بوجود حلول لمشاكل سلاسل التوريد والإمداد حيث يمكن لبعض الدول أن تغير من أنظمتهم الغذائية والإعتماد على الإنتاج المحلي كما أضافت أن إفريقيا تستثمر في محاصيل القمح والمحاصيل الأخرى التي تحتمل الحرارة على المدى البعيد ضمن سياسات التكيف مع التغيير المناخي

وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية فإن تكلفة بعض السلع الأخرى قد وصلت لمستويات قياسية وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب وفرض عقوبات على روسيا إلى خلل في التوريد وقد أدت إلى ذلك بالفعل !.