PDA

View Full Version : انفجار قنبلة نفطية في اليمن يهدد الاقتصاد العالمي من جديد



Gehad Anwar
06-25-2022, 16:45
**تسريب من ناقلة راسية في البحر الأحمر سيجعل كارثة إكسون فالديز 1989 تبدو وكأنها حفلة شاطئية


من المفهوم أن معظم الطاقة الدبلوماسية الدولية المحدودة المخصصة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن تذهب إلى منع الخسائر في الأرواح .. سواء من إراقة الدماء أو المجاعة ولكن الآن بعد أن تم تمديد الهدنة لمدة شهرين بين الأطراف المتحاربة .. يلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لإحباط نوع مختلف من الكوارث وهو تسرب نفطي يمكن أن يصنف كواحد من أسوأ الكوارث البيئية في العالم ويعطل طريق التجارة العالمية الحيوية !

خلقت الحرب الأهلية ولسنوات عديدة حتى الآن تشتيتاً للإنتباه عن مصير FSO Safer وهي ناقلة نفط عملاقة متهالكة محملة ب 1.1 مليونبرميل من النفط الخام والتي كانت تصدأ عند رسوها قبالة ميناء رأس عيسى في اليمن على السحل الغربي
بذل الحوثيون وهم جماعة معارضة مدعومة من إيرات منذ أن بدأت الحرب في 2014 بعض الجهود لبيع النفط لكن الحرب والعقوبات الدولية ردعت المشترين ثم سمح المتمردون للناقلة بالتحلل مستخدمين احتمال حدوث تسريب كارثي لابتزاز المجتمع الدولي للحصول على المساعدة والشروط المواتية في مفاوضات وقف اطلاق النار

وافق الحوثيون الآن متأخراً على السماح بتفريغ النفط من السفينة لكن الأمم المتحدة والجماعات البيئية مثل غرينبيس تحذر من أن الوقت قصير والمال شحيح وأن صافرة القنبلة الموقوته على وشك الصمت والانفجار بعدها وتسريب الشحنة السامة في البحر الأحمر ...

وهذا لا يهدد فقط الدول الساحلية الثمانية ( اليمن والمملكة العربية السعودية والاردن ومصر والسودان واريتريا واسرائيل وجيبوتي )ولكن أيضاً الشحن الدولي على أحد أكثر طرق التجارة ازدحاماً في العالم ...ولا نحتاج لنكرر أن المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي لا ينقصها حدوث ذلك بلا مبالغات فالذكريات لاتزال جديدة منذ آخر مرة خنق فيها سفينة واحدة أهم ممر مائي للتجارة العالمية

لكن الضرر الذي تسببه Safer سيكون أكبر بكثير من التكاليف التي تكبدها الاقتصاد العالمي من فعلة الجانحة EverGiven في مارس 2021 وتقدر الأمم المتحدة أن الأمر سيستغرق 20 مليار دولار فقط لتنظيف البحر الأحمر أما عن الخسائر التي ستصيب الاقتصاد العالمي فتقديراتها ستكون أكثر من ذلك بكثير جدا

تم بناء Safer في عام 1976 ويبلغ طولها 360 متر وتذكرنا ب Exxon Valdez وهي السفينة التي كانت مركز التسريب الشهير في عام 1989 في Prince William Sound في آلاسكا ...

كانت بالسابق تسما Esso Japan وتم تحويلها إلى مخزن نفط عائم ومنشأة تفريغ وتم بيعها للحكومة اليمنية في عام 1988 ويأتي أسمها الحالي بنطق Saffer نسبة للموقع الصحراوي لاكتشاف النفط لأول مرة في البلاد

آخر فحص للسفينة كان منذ ثماني سنوات من قبل مكتب الشحن الأمريكي قبل الحرب الأهلية بدنها كان بحاجة ماسة للإصلاح وهو رهان آمن على أن معداتها الميكانيكية والإلكترونية بما في ذلك بشكل حاسم معدات مكافحة الحرائق لم تعد صالحة للعمل ويعد الانسكاب من الهيكل المكسور أو الانفجار خطرين ماثلين بوضوح

وتقدر الأمم المتحدة أن عملية تفريغ النفط ستكلف 80 مليون دولار وستكون هناك حاجة أيضا إلى 64 مليون دولار لإستبدال السفينة ومع ذلك كان المانحون شحيحون والأمم المتحدة لديها نقص يقدر ب 20 مليون دولار لعملية التفريغ وتلجأ للتمويل الجماعي عبر الانترنت لسد الفجوة

قد يكون الوقت سلعة نادرة من الصعب بما يكفي التنبؤ بمتى قد ينكسر أو ينفجر ((الصافر)) ولا يقل صعوبة إعاقة مصلحة الحوثيين في الحفاظ على السلام لقد استخدموا في السابق عمليات وقف العداء لمجرد تجديد إمدادات اسلحنهم على الرغمن من تمديد الهدنة الحالية ولم يبد المتمردون الكثير من الاهتمام باتفاق دائم مع الحكومة اليمنية في المنفى وتحالف الدول العربية الداعمة لها

ويجب أن نتيفن من أن الهدنة لم تكن لتستمر هذه المدة الطويلة إذا لم تكن مناسبة لإيران لكبح جماح المتمردين أثناء تفاوضها من أجل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية لكن مع تلاشي احتمالات الانتعاش قد يطلق العنان للحوثيين مرة أخرى ضد أعدائهم المشتركين (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة )

إن استئناف الهجمات الصاروخية للحوثيين ضد المنشآت النفطية السعودية والإماراتية سينهي الهدنة وأي آمال في إنقاذ ناقلة النفط الصافر والبحر الأحمر .. ولكن مع تقييد الشحن البحري الخاص بها بسبب العقوبات الاقتصادية قد تعتبر إيران احتمال حدوث كارثة بيئية في المياه الدولية على أنها مشكلة لشخص آخر

السبيل الوحيد للتغلب على ذلك هو أن يدعم المجتمع الدولي الأمم المتحدة بالأموال و رأس المال الدبلوماسي اللازمين لتنفيذ التفريغ الطارئ للناقلة الصافر حتى في الوقت الذي تضغط فيه على الحوثيين من أجل هدنة أطول يجب أن يتحمل السعوديون والامارتيون الذين سيخسرون من استئناف الاعمال العدائية و أي عائق أمام الشحن في البحر الأحمر نصيبا أكبر من الفاتورة

آخر شيئ يحتاجه الاقتصاد العالمي الآن هو كارثة بيئية على أحد أهم ممرات الشحن

تعليق شخصي على كاتب المقال ... لما تكون شحات وبجح

Morabea89
06-26-2022, 05:28
شكرا عالمعلومات