shouman00
03-10-2014, 16:48
الأولوية للظروف المحليةكان التشابه ملحوظاً إلى حد كبير بين بيان رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بعد اجتماع أخير لمجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي وبين أول شهادة أمام الكونغرس تدلي بها رئيسة*مجلس الاحتياطي الاتحادي*(البنك المركزي) الأميركي جانيت يلين.*فقد أكد الاثنان أن قراراتهما السياسية لن تأخذ بعين الاعتبار سوى الظروف المحلية.وبعبارة أخرى، فإن بلدان الأسواق الناشئة، رغم خضوعها لتأثيرات جانبية كبيرة ناجمة عن السياسات النقدية التي تنتهجها الاقتصادات المتقدمة، أصبحت مسؤولة عن تدبير أمورها بنفسها."أدت السياسات المعمول بها في الاقتصادات المتقدمة للدفع بتدفقات ضخمة ومتقلبة من رأس المال إلى الأسواق الناشئة الكبرى، وارتفاع أسعار الصرف لديها وإلحاق الضرر بقدرتها التنافسية*"وهذا يؤكد ما أدركته السلطات في الأسواق الناشئة لفترة من الوقت. ففي عام 2010 -عقب إعلان بنك الاحتياطي الاتحادي عن جولة ثالثة من التيسير الكمي- اتهم وزير المالية البرازيلي جويدو مانتيغا البلدان المتقدمة بأنها تشن "حرب عُملة" عالمية.فقد أدت السياسات المعمول بها في الاقتصادات المتقدمة إلى الدفع بتدفقات ضخمة ومتقلبة من رأس المال إلى الأسواق الناشئة الكبرى، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الصرف لديها وإلحاق الضرر بقدرتها التنافسية -وهي الظاهرة التي أشارت إليها رئيسة البرازيل ديلما روسوف في وقت لاحق بوصفها "تسونامي رأس المال".ومؤخرا، كان تأثير انسحاب الاقتصادات المتقدمة من الحوافز النقدية بنفس القدر من القوة.فمنذ مايو/أيار الماضي، عندما أعلن الاحتياطي الاتحادي اعتزامه البدء في خفض مشترياته من الأصول تدريجيا، أصبح الوصول إلى رأس المال أكثر صعوبة وأعلى تكلفة بالنسبة للاقتصادات الناشئة -وهو التحول الذي كان مؤلماً بشكل خاص في البلدان التي يضطرها عجز الحساب الجاري الضخم لديها إلى الاعتماد على التمويل الأجنبي.