أسطورة عدم كفاية رأس المال
أسطورة عدم كفاية رأس المال
مرة أخرى أستشهد بأقوال الكسندر إلدر:
«يعتقد معظم الفاشلون أن لو كان لديهم أموال أكثر لحققوا النجاح. لقد تم نبذهم جميعهم من السوق بواسطة سلسلة خسارات أو واحدة ولكن مدمرة للغاية. عادةً، بعد أن يغلق المتداول الهاوي جميع الصفقات الخاسرة في الوقت الحالي، ينعكس السوق و يتحرك في الاتجاه الذي كان يتوقعه في البداية. المتداول المتسرع غاضب من نفسه أو من وسيطه: « لو استطاع الثبات أسبوع أخر، لحقق ثروة كبيرة!»
الفاشلون يفهموم تغيراتجاه السوق كتأكيد على صحة أساليبهم. إنهم يكادحون من أجل كسب مبلغ، يستلفون أو يوفرون لتمويل حساب متواضع . و القصة تعيد نفسها: الفاشل يطير خارج السوق، و من ثم ينعكس السوق، "إثباتاً"، لصحت توقع الفاشل، و لكن الوقت متأخر، من جديد الحساب فارغ. "ولو كان عندي حساب كبير، لكنت بقيت فترة أطول و ربحت"
بعض الخاسرين يجمعون النقود من أقربائهم و معارفهم. يظهرون لهم تسجيلاتهم، و يأكدون لو كان لديهم أكثر سيولة لربحوا. و لكن لو حصلوا على النقود لخسروها، و كأن السوق يسخر منهم!
الفاشل لا يعاني من قلة السيولة، و لكن من الوعي الناقص. إن بمقدوره إهدار مبلغ كبير بنفس سرعة الصغير. إنه شديد المخاطرة مهما كان قيمة مبلغ الحساب. مها كانت استراتجيته جيدة، تسلسل الصفقات الخاسرة لا محال ستخرجه من السوق.
المضاربون دائماً يطرحون عليّ سؤال، ما هو المبلغ الذي يجب أن يكون بحوزتهم لكي يبدأوا اللعبة البورصة. إنهم يظنون أن عليهم أن يتوقعوا أن يخسروا الكثير من الأموال قبل أن يبدأوا بالربح! يذكرونني بالمهندس الذي يبني عدة جسور، محكوم عليهم بالانهيار قبل أن يبني تحفة. هل يمكن للطبيب الجراح أن يقتل عدة مرضى قبل أن يستأصل الزائدة؟
المبتدأ لايعتقد أنه سوف تعاني من خسائر وغير مستعد للتعامل مع مثل هذا الوضع. القناعة بأن السبب هو قلة السيولة، هو الفخ الذي يخفي أمرين مهمين: عدم الانضباط في التداول و عدم وجود خطة واقيعة لإدارة الأموال.
ما يميز الحساب الكبير هو أن تكلفة المعدات و الخدمات بالمقارنة بالحساب القليل هي أقل. الذي يدير صندوق بقيمة مليون دولار و ينفق 10,000 دولار على الكمبيوترات و التأهيل، عليه أن يكسب 1% لكي يعوض مصاريفه. تلك المصاريف تساوي 50% للمتداول صاحب الرأس المال بمقدار 20,000 دولار.المصدر: "أساطير وواقع سوق الفوركس"