خارج الصندوق: ميسي بمواجهة كل لاعبات العالم
Attachment 67116
بدأت "سوق الرياضة" في العالم بأسره تسمع أكثر لصوت اللاعبات حول العالم بمختلف مجالاتهن، من كرة القدم، الى التنس مروراً بكرة السلة، المطلب واحد: عدالة الأجور مع اللاعبين، لكن هذا المطلب يلاقي آراء متعددة ولأسباب منطقية حيناً ويشوبها التمييز الجنسي حيناً آخر. قبل ان نسأل هل يحق للنساء أن يتقاضين الأجر نفيه كاللاعبين الرجال، علينا ان نسأل هل يتأمّن للاعبات الظروف نفسها؟
في تصريح أثار العديد من ردات الفعل، الا انه ربما يكون الأكثر تعقلاً لناحية نوعية المطالب، قالت البريطانية لاعبة نادي برشلونة والمنتخب الانجليزي توني دوغان ان العدالة ليست فقط أجور، بل منشآت تليق باللاعبات، "نريد ملاعب تتسع للحضور الجماهيري، نريد غرف ملابس مشابهة ولو قليلاً لغرف الرجال"، وتضيف: "خضنا الموسم الفائت (برشلونة) مباراة في الواندا ميتروبوليتانو امام 60 الف متفرج، الأرم يعود برمته لنادي أتلتيكو الذي سوّق للمباراة أمام جمهور يعشق ناديه، كانت الأجواء عدائية من قبل الجمهور نحونا، لكن شعرنا اننا في مباراة كرة قدم حقيقية، لكن في المباراة التي تليها، كان على الحكم ان يرسم نقطة الجزاء قبل 10 دقائق من بدء المباراة، هذا ما نريده قبل الأجور، أن تكون مبارياتنا كلها بحماسة وظروف المباراة التي خضناها في مدريد".
مسألة العدالة، وإن اتخذت أكثر طابعاً مادياً، الا ان جوهرها الاساس في طريقة المعاملة ومنه التمييز الجنسي، الأندية العالمية بدأت في مختلف الدوريات الكبرى باتت تعي أهمية الكرة النسائية، وبعد أن كان نادي بحجم ريال مدريد يستبعد الفمرة ها هو اليوم يُعلن عن تأسيس فريق نسائي سينافس بدءاً من الموسم القادم، لم يعد ممكناً لا رياضياً ولا تسويقياً الا يُسمع صوت اللاعبات ومعاملتهن بنفس الطريقة المحترفة لناحية المنشآت الرياضية والتسهيلات.
هل المُطالبات مُحقة؟
عند الحديث عن مطالبة بأجر عادل بين الجنسين تأتي المقارنة بين الدخل الذي يُقدمانه والمجهود الذي يقومان به، اكيد لاعبو برشلونة يؤمّنون مداخيل للنادي أكثر بكثير من لاعبات البلاوغرانا، إن كان للحضور الجماهيري، مبيع القمصان وصولاً للاعلانات، لكن الحديث اليوم يأتي بعد اليقظة الاعلامية الكبيرة المواكبة للرياضة النسائية، إن كان من قبل الشركات الاعلانية بدءاً بأديداس التي اعلنت انها ستقدم العروض نفسها للجنسين أو لناحية ان الضغط من قبل المؤسسات الرسمية وعلى رأسها الأمم المتحدة التي قارنت مؤخراً في تقرير لها بين أجر ليونيل ميسي، اللاعب الأعلى أجراً بالعالم وبين ما تتقاضاه كل لاعبات كرة القدم في 7 دوريات.
وعبّرت المنظمة في تغريدة عبر حسابها الرسمية بالتالي: "يتقاضى لاعب كرة قدم على المستوى العالمي بين الرجال، مثل ليونيل ميسي، 84 مليون دولار سنويا (راتب + مكافآت).
بينما يبلغ الراتب الإجمالي لـ 1693 لاعبة كرة قدم من سبعة أكبر الدوريات العالمية لكرة القدم النسائية نحو (42.6) مليون دولار. (منظمة المرأة في الأمم المتحدة) تدعو إلى المساواة في الأجور في الألعاب الرياضية".
ما هو الفارق الحقيقي في الأجور؟
الحديث بقوة عن عدم المساواة بين أجور اللاعبين يأتي عقب انطلاق كأس العالم للسيدات في فرنسا إذ تم الكشف ان الفيفا خصصت مبلغ 30 مليون دولار جوائز للفائز فيما خصصت 400 مليون دولار للفائز في كأس العالم للرجال 2018 (فرنسا) أي أن الفارق بين المنتخبين هو 370 مليون دولار.
هنا يجب التمييز بين أجور الأندية وأجور المنتخبات، وأكثر من يُنادي بذلك هو المنتخب الأميركي للسيدات الذي ذهب الى كأس العالم الحالي بعد أن رفع دعوة على الاتحاد المحلي لكرة القدم، إذ ان منتخب السيدات أكثر نجاحاً عالمياً وقارياً من منتخب الرجال لكنهن يتقاضين ثلث ما يتقاضاه الرجال علماً انهن يقمن بالدور نفسه ولألوان البلد نفسه.
في دراسة أجريت من قبل "sports intelligence" عن الفارق بين أجور اللاعبين واللاعبات ضمّت 2461 لاعب، 129 نادي في 8 بلدان تبين ان اللاعبون الذكور يتقاضوا مجموع 52.7 مليون باوند بالشهر و 21 ألف باوند كاشفة الدراسة ان هؤلاء يتقاضوا أكثر من المساء بـ101 مرّة شهرياً، بالرغم من احتساب دوري السلة الأميركي للنساء الذي يُعد أكثر دوري من حيث الأجور النسائية في العالم.
Attachment 67117
عند الحديث عن مطالبة بأجر عادل بين الجنسين تأتي المقارنة بين الدخل الذي يُقدمانه والمجهود الذي يقومان به، هل يركض الرجال 90 دقيقة فيما تركض النساء 60؟ هل تلعب النساء على ملاعب من الاسفنج فيما يلعب الرجال على ارضية عشبية؟ هل الوقت بين الشوطين للنساء هو نصف ساعة بينما للرجال هو 10 دقائق؟ هل التبديلات لدى الرجال هي 3 فقط فيما النساء يتمتعن بـ6 تبديلات؟
مبدأ المجهود منتفي ان كانت اللعبة واحدة، ما ينقص اللاعبات هو الاستفادة القصوى من التوعية المنتشرة حالياً خصوصاً مع منافسات كأس العالم للسيدات لتمكين اللاعبات من مساحات ومنشآت للتمرين وخوض المنافسات أفضل من الموجودة حالياً، بالاضافة الى توعية جماهيرية -على غرار ما فعل أتلتيكو مدريد الموسم الفائت- لاستقطاب الجماهير كي يؤازروا فريقهم ما يتأتى عليه ارتفاع في المدخول الذي يقدمه الفريق النسائي لصالح النادي وبالتالي زيادة الأجر ومع زياد الأجر والاعلانات ستتمكن الأندية من الاهتمام بالجهاز الفني والطبي أكثر وصولاً لمستوى فني عالي يليق بالنساء.
