قفز العجز التجاري الأمريكي إلى أعلى مستوى له في 10 سنوات خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وواصلت الصادرات تراجعها، فيما ارتفعت الواردات إلى مستوى قياسي، مما يشير إلى أن السياسات الحمائية (بفرض تعريفات جمركية) التي قامت بها إدارة ترامب والهادفة لتقليص عجز الميزان التجاري قد تكون غير فعالة.

وبحسب وزارة التجارة الامريكي، فقد ارتفاع العجز التجاري بنسبة 1.7% إلى 55.5 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2008.

وتراجعت الصادرات بنسبة 0.14% على أساس شهري إلى 211.05 مليار دولار، في حين ارتفعت الواردات الأمريكية 0.23% إلى 266.53 مليار دولار خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهة أخرى، رفعت وزارة التجارة الأمريكية تقديراتها للعجز في سبتمبر/أيلول، وهذا العجز أعلى من تقديرات المحللين الذين كانوا يتوقعون أن يبلغ 55.2 مليار دولار.

والعجز في قطاع البضائع وحده ارتفع بنسبة 9.8% عما كان في سبتمبر/أيلول.

وسجل العجز في الميزان التجاري للبضائع مع الصين التي تسعى واشنطن للتوصل الى اتفاق تجاري معها بعد إعلان الهدنة بينهما الأسبوع الماضي، ارتفاعا جديدا في أكتوبر/تشرين الأول ليبلغ 38.18 مليار دولار وبنسبة ارتفاع 2%.

وقالت وزارة التجارة إن العجز مع بكين، غير المصحح وفق التبدلات الفصلية، يعد رقما قياسيا مطلقا.

واشترى الأمريكيون في أكتوبر/تشرين الأول كميات أكبر من المواد الاستهلاكية والصيدلانية والسيارات وقطع غيار السيارات. كما اشتروا مزيدا من الخدمات في الخارج، مثل السفر.

في المقابل تراجعت واردات أجهزة الاتصالات وقطع المعلوماتية والحواسيب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أما الصادرات فقد انخفضت في القطاع الغذائي والمشروبات وكذلك قطاع الطيران المدني الأساسي الذي يرفع تقليديا حجم الصادرات الأمريكية.

وحسب التوزع الجغرافي، بلغ العجز في البضائع مع الاتحاد الأوروبي 15.05 مليار دولار، بزيادة تبلغ 6%. وهذا ما سيثير غضب الرئيس ترامب الذي يطالب أوروبا بفتح أسواقها بشكل أكبر أمام المنتجات الأمريكية.

ارتفاع كبير رغم السياسات الحمائية

ارتفع العجز لتجاري المتراكم على مدى عشرة أشهر مع بقية العالم بنسبة 11.4% على الرغم من محاولات ترامب خفضه.

وكان ترامب فرض هذه السنة إجراءات حمائية عديدة خصوصا في قطاع الفولاذ والألمنيوم.

وهو يستهدف خصوصا الصين التي يتهمها بممارسات غير نزيهة عبر دعم الشركات الصينية ماليا لتصدير بضائع بأسعار منخفضة أو عبر النقل القسري للتكنولوجيا الأمريكية.

وأعلن البلدان اللذان يخوضان منذ أشهر معركة تجارية، ويتبادلان فرض الرسوم الجمركية على بضائع قيمتها مئات المليارات من الدولارات، قبل أيام عن بعض الانفراج في العلاقات التجارية بينهما.

وقد أعلن الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ على هامش قمة العشرين في بوينوس آيرس في نهاية الأسبوع الماضي عن تفاهم.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية الخميس أن بكين ستنفذ "فورا" التدابير التجارية التي اتفقت عليها مع الولايات المتحدة خلال الاجتماع.

وقال المتحدث باسم الوزارة غاو فنغ إن "الصين ستطبق فورا (نقاط) الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان على صعيد المنتجات الزراعية والطاقة والسيارات ومنتجات أخرى محددة".

وبالتزامن مع هذا الخلاف مع الصين، تسعى واشنطن للتوصل إلى فتح الأسواق الأوروبية بشكل أكبر أمام بضائعها.

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن ترامب عن هدنة مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي يواجه صعوبة في تطبيق هذا الاتفاق.

وأخيرا حصل ترامب على توقيع اتفاق جديد للتبادل الحر مع كندا والمكسيك. ووقعت الدول الثلاث الجمعة الماضي رسميا اتفاقا جديدا شكل انتصارا للرئيس الأمريكي بعد أشهر من المفاوضات الشاقة.

وبحسب أرقام أكتوبر/تشرين الأول، انخفض العجز التجاري الأميركي مع كندا والمكسيك بنسبة 8.3% و15.2% على التوالي.