قبل يوم التداول (أي لم يمض وقت طويل جدا على البداية، ولكن بعد أن تكون قد قمت بالاستحمام وربما الأكل)، أو في منتصف يوم تداولك، استرخ وأرح عينيك وركز بصرك على الفضاء الذي أمام ناظريك، وليس على الأشياء التي أمامك، بل الفضاء الذي أمامك (جودة مختلفة). تنفس عن طريق الأنف فقط وابدأ في إبطاء معدل تنفسك. مع الحفاظ على ثبات الرأس، ببطء، وبلطف، ومع القليل من الجهد. حرك عينيك ببطء لأعلى ولأسفل، ومن جنب إلى أخر. قلل من الجهد الذي تبذله لكي تركز عينيك للحركة ببطء وبلطف. قم بإجراء هذا لمدة 30 ثانية إلى دقيقة دون أية أفكار حول ما الذي تقوم به تلك العينان أو إذا ما كنت تقوم بالحركة بالطريقة الصحيحة.
ثم ابدأ في جلب وعي لطيف إلى حلقك إلى حيث الموضع الذي يبدأ فيه الاندماج بين الحلق والتنفس. فسوف يبدو الأمر كما لو كنت تتنفس مباشرة من الحلق. فبينما تفعل ذلك، اشعر بنوع من البناء الخفيف هناك. قم بتكرار هذا لبضع دقائق حتى تشعر أن تلك المنطقة قد استرخت قليلا، وبينما يزداد هذا الاسترخاء، تصور أنه يمتد إلى قلبك ويصعد إلى دماغك. فمن المحتمل أن تشعر بهذا الاسترخاء في كلا المنطقتين وأنت تفعل هذا، بينما تحافظ على هدوء تنفسك وثباته. وأخيرا، وبينما تبدأ هذه المناطق في الاسترخاء، اترك الوعي الذي في قلبك يستقر في بطنك، في حين أجعل الوعي الذي في رأسك / دماغك يتحرك نحو الفضاء الموجود بين عينيك. تصرف بلطف مع وعيك وتنفسك وأنت تفعل هذا. مرة أخرى، لا تقلق حول إذا ما كنت تفعل ذلك بشكل صحيح أم لا. يمكنك القيام بذلك لمدة 5-10 دقائق كل يوم، إما قبل أن تبدأ في التداول أو عندما تشعر بأن إمكانات عقلك محدودة.
ما تأثير ذلك عليك؟
يتم القيام بالتداول في الغالب بواسطة عقلنا أو دماغنا أكثر من أي عملية أخرى، وبالتالي فمن السهل جدا خلال كافة عمليات التحليل والتفكير التي نقوم بها، أن تنخفض الطاقة. فمن خلال القيام بهذه التمرين، فإن إراحة أنفاسك تساعدك على تهدئة عقلك وبالفعل تغيير وضع موجاتك الدماغية إلى حالة أكثر استرخاء، وهذا يفتح الأبواب للوعي بأن يدخل إلى حيز تفكيرنا. فعندها نبدأ في ملاحظة العواطف والأفكار والأعذار التي تجعلنا نتردد، ولا نملأ سجل تداولنا، أو نقوم بالأشياء التي نعرف أنها ستساعدنا على إحراز التقدم والنجاح.
وعندها نقوم بتحويل الوعي إلى حلوقنا؛ لأنها هي البوابة بين قلوبنا وعقلنا. فهذا يساعدنا على موازنة الطاقة بين الاثنين، والذي يسمح بدوره بأن تظهر أهدافنا، ونيتنا، ورؤيتنا في أعمالنا؛ فهي تربط ذكائنا بنيتنا، وتعطل أي أعذار أو تردد من الظهور.
ومن خلال توسيع نطاق هذا إلى بطوننا، فهذا يسمح لنا بالتواصل مع حدسنا (هل سبق أن سمعت هذه العبارة: "أشعر به في أحشائي (بحدسي) ؟). فهذا يساعدنا على رصد الفرص التي قد تفوتنا عادة، في حين أن ذلك يقوي كل الأنماط والوقت الذي قضيناه في دراسة الرسوم البيانية.
وأخيرا، من خلال توسيع هذا نطاق إلى المنطقة الواقعة بين أعيننا، فإننا نحد من تركيزنا ونجلب المزيد من حيوية الوعي إلى عملية تداولنا. فهذا يعطينا شعورا أكثر دقة بما يحدث في الرسوم البيانية بينما نقوم بقراءة حركة السعر، مما يجعلنا نرى ليس فقط النمط، ولكن ما هو وراء ذلك وهو ما يشكل النمط. وهو يتيح لنا أن نعكس حركة السعر في السوق بشكل طبيعي دون أي تحيز أو تفكير في الربح، وبالتالي مشاهدتها بشكل أوضع مما يمكننا من رصد واكتشاف الفرص وتحقيق صفقات جيدة.
هذا هو جزء واحد من سلسلة مقالات عن الوعي، واقتحام العادات السلبية وزيادة التركيز في عملية تداولك.