لو أردت كمتداول أن تكون ناجحًا داخل عالم تاجرة الفوركس، فلابد أن تكون قادرًا على التفريق بين استراتيجيات التداول الجيدة والأخرى السيئة، قد تظن أن الطريقة الأكثر تميزا لقياس النجاح هي أن تنظر إلى أعمدة الأرباح والخسائر لأي إستراتيجية تريد تقيمها، ولكن يوجد أشياء أخرى لابد أن تراعيها عند اختيارك لإستراتيجية تداول .
العناصر التي تمييز بين الاستراتيجيات المختلفة:
1- لابد أن تكون استراتيجيات التداول ذات طابع شخص
داخل عالم تداول العملات الأجنبية أن تكون استراتيجيات شخصية أمر أساسي في تحديد نجاحها، وذلك لأسباب وجيهة جدا، ألا وهي كون أسواق الفوركس تعد أكبر أسواق المال و تتسم أيضا بالعاطفية الشديدة في بعض الأحيان، حيث يقوم عدد كبير من المتداولين بتطبيق استراتيجيات تداول مبنية على المخاطرة الشديدة، وهو ما لا يجعلها الخيار الأفضل، وحده هذا السبب ، يمنع أي متداول يفكر في نسخ إستراتيجية تداول متداول آخر، فيجب عليه أن يدرس أجزاء تلك الإستراتيجية جيدا، وكذلك أن يعيد تقيم جانب إدارة المخاطر أيضًا، ليستطيع أن يحدد ما كون تلك الإستراتيجية مناسبة له أم لا .
2- الفهم الكامل للمتوقع
التوقعات أو التنبؤات هي الكلمة يجب أن تستخدم بصورة كبيرة خصوصا عند القيام بتحديد كون إستراتيجية تداول ما جيدة أم سيئة، حينها سيقوم المتداول بادراك أن النظام الذي يقوم بالتداول فيه لديه فرصة جيدة لكسب المال على المدى الطويل، نتيجة توقعه هذا الرقم، ويكون التوقع عن طريق ملاحظة ورصد الحسابات الناتجة، لمعرفة الربح النموذجي الذي تم تحقيقه من لكل منصة تداول، وإذا كان الأمر به خسائر فادحة، فتكون الإستراتيجية فاشلة، ولكن لو كانت النتيجة رابحة، فتكون تلك الإستراتيجية هي الفائزة.
وقد يعطيك ذلك فكرة عن الكم الذي تستطيع توقعه لكل عملية تداول داخل الفوركس، يجب أن تعرف كون المتداول يجني المال أكثر من مرة أو بشكل غير متكرر ليس بتلك الأهمية الكبيرة، وإنما يرجع الأمر إلى ما تعمل عليه الرياضيات بشكل عام، لو قلنا مثلا، أنه يوجد متداولين سيحصلون على المال بنسبة 15 %، لكن هذه الأرباح تعد أكثر بكثير من خسائرهم التي يؤكد النظام أنها مربحة، هل يكون من الحكمة هنا أن يتم التمسك بإستراتيجية كهذه ؟ لا يمكن أن يقوم معظم الناس بذلك، لذلك يجب على المتداول أن يعطى هذا الأمر قدر أكبر من التفكير .
3- هل تبنى الإستراتيجية على مجموعة محددة من المتغيرات
إن بعض الاستراتيجيات تكون مبنية على مجموعة معينة من المتغيرات أو المدخلات، فمثلا لو قلنا بوجود إستراتيجية معروفة باسم ” إستراتيجية لندن النهارية “، والتي يصب تركيزها على ما يحدث داخل أسواق لندن عند قدوم التجار البريطانيون والأوروبيون إلى سوق الفوركس، وذلك كون أكبر كمية من السيولة خلال اليوم تكون أثناء الجلسة الأوروبية، فنجد انه من الطبيعي أن يكون المال الكثير هو تحريك السوق في اتجاه معين، ولو كان المتداول يعمل أو ينام خلال ذلك الوقت، فمن المنطقي عدم نجاح تلك الإستراتيجية معه، ولا يهم كون تلك الإستراتيجية تعمل أم لا في تلك الحالة، ولكن كونها لن تناسب هذا المتداول هو الأهم فعلا، ولحسن الحظ، يوجد العديد من الاستراتيجيات الكافية يمكن أن تكون ناجحة ضمن الحدود.
4- الأسواق في تغير دائم
يجب أن يضع المتداول دوما في اعتباره كون أن الأسواق في تغير دائم ومستمر، في كثير من الأحيان يكون هذا الشعور غائبا، وأحيانًا يكون الاتجاه العام هو الذي يمر بمرحلة من التغير ( قد يعتقد البعض أن هذا هو نفس المعنى )، إن الكثير من المستثمرين على المدى الطويل لديهم تردد كبير للغاية في تغيير الإستراتيجية التي يقومون باستخدامها بشكل يومي، لكن في ساحة التداول، قد يحتاج الموقف أحيانًا أن يغير المتداول إستراتيجيته، لذلك فيجب البحث دائمًا عن أي تغييرات يحتمل حدوثها قد تؤثر في أداء أي إستراتيجية تداول، و الإستراتيجية الجيدة حقًا ستستطيع التكيف بسهولة مع ظروف السوق الجديدة، بينما لا يمكن أن تستمر الإستراتيجية السيئة إذا ما كانت الظروف غير مناسبة.
فلو قلنا مثلا، أن الأسواق فجأة أضحت هادئة ولمدة بضعة أيام متتالية، فيجب بالطبع إدراك وفهم كيفية تداول في هذه المدة، حيث يكون جليا أن الاتجاه على المدى الطويل في الإستراتيجية لن يؤدى عمله جيدا في هذا السيناريو، وبالطبع سيحتاج معظم المتداولين إلى نظامين مختلفين، ولكن يجب إدراك أي النظامين هو الأمثل للاستخدام بنجاح في السيناريو الصحيح