رغم توافر عدة عوامل من شأنها دعم الأسعار العالمية للنفط لا تزال العقود الاجلة للمعدن الأسود تعاني من ضغوط حادة لتغلب مخاوف زيادة المعروض
على عوامل الدعم الحالية إلى حد بعيد عقب إعلان عدة جهات معنية بالنفط، بينها أوبك خفض تقديرات الطلب العالمي في 2019 و2020
وحقق النفط ارتفاعا في أول أيام أسبوع التداول الجاري فقط ليبدأ بعدها مسلسل هبوط استمر حتى نهاية التعاملات الأسبوعية الجمعة مما هبط بالأسعار العالمية للنفط بواقع 3.00% من قيمة الإغلاق الأسبوعي السابق
وهبطت العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى 54.91 دولار للبرميل الجمعة مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة السابقة عند مستوى 55.08 دولار للبرميل
وارتفع الخام الأمريكي إلى أعلى مستوياته على مدا الجلسة الحالية عند 55.66 دولار مقابل أدنى مستوى له في نفس الجلسة عند 54.46 دولار
وتوافرت عدة عوامل كان من شأنها إضفاء المزيد من الإيجابية على تعاملات النفط هذا الأسبوع، لكن الخام الأسود فوت فرص الاستفادة من هذا الدعم بسبب مخاوف انتشرت في الأسواق بعد تقارير أشارت إلى خفض تقديرات الطلب العالمي
المخزونات الأمريكية
من المعروف أن نمو المخزونات الأمريكية يُعد من العوامل التي تؤثر سلبا على أسعار النفط العالمية لكن ما حدث هو العكس تماما هذا الأسبوع بعد تسجيل انخفاض حاد في مخزونات النفط الأمريكية
مما يلقي الضوء على ارتفاع الطلب على النفط في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد على مستوى العالم وهو ما يُعد إيجابيا للأسعار لكن النفط أضاع فرصة لاستفادة من تطورات المخزونات الأمريكية
وشهدت مخزونات النفط الأمريكية هبوطا حادا في الأسبوع المنتهي الجمعة السادس من سبتمبر الجاري وفقا للتقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة الأربعاء الماضي
وهبطت المخزونات الأمريكية من النفط الخام بواقع 6.91- مليون مقابل القراءة المسجلة الأسبوع السابق عند 4.77- مليون برميل وأدنى بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تراجع بواقع 2.6- مليون برميل
كما تراجعت مخزونات مستوع كاشنج الأمريكي بواقع 798 ألف برميل إضافة إلى هبوط مخزونات الجازولين بواقع 682- ألف برميل مقابل التوقعات التي أشارت إلى تراجع أكثر حدة بواقع 857- ألف برميل
في المقابل ارتفعت مخزونات منتجات ومشتقات النفط الخام في الولايات المتحدة بحوالي 2.7 مليون برميل مقابل التوقعات التي أشارت إلى هبوطها بواقع 509- ألف برميل
تراجع نشاط النفط الأمريكي
تراجع عدد منصات الحفر الأمريكية الجمعة وفقا لعملاق خدمات مواقع إنتاج وحقول النفط في الولايات المتحدة بيكر هيوز
وتراجع عدد منصات حفر النفط الأمريكي إلى 733 في الأسبوع المنتهي الجمعة 13 سبتمبر مقابل الأرقام المسجلة الأسبوع الماضي التي أشارت إلى 738 منصة
كما تراجع عدد منصات حفر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى 161 منصة مقابل الأرقام المسجلة الأسبوع الماضي عند 162 منصة
بذلك ينخفض إجمالي عدد منصات الحفر الأمريكية للنفط والغاز الطبيعي إلى 893 منصة مقابل الإجمالي المسجل الأسبوع الماضي عند 904 منصة
ويلقي تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة الضوء على تباطؤ في نشاط النفط الصخري والغاز الطبيعي مما يعمل على التخفيف من حدة مخاوف
تطلع المنتجين الأمريكيين إلى الحصول على نصيب أكبر من السوق استغلال لجهود أوبك في خفض الإنتاج
تصريحات داعمة
على الجانب السلبي، ظهرت تصريحات على لسان الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي الجديد أكد خلالها على التزام السعودية باتفاقات خفض الإنتاج والعمل على تعزيز الأسعار العالمية
بالمزيد من جهود الخفض كما أعلن ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي التزام بلاده بالتعاون مع السعودية في تعزيز أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج وانضم ثامر الغضبان وزير النفط العراقي
إلى مسلسل دعم النفط بعد أكد على ضرورة مناقشة المزيد من جهود خفض الإنتاج
لكن عوامل سلبية وقفت على الجانب الآخر لتحول دون اكتساب النفط زخم صعود أبرزها ما أعلنته منظمة أوبك الأربعاء من خفض لتوقعات الطلب العالمي على النفط بواقع 60 ألف برميل يوميا إلى 1.08 مليون برميل يوميا وذلك لعام 2020
كما أسهم ظهور إشارات إلى إمكانية دخول الاقتصاد العالمي في حالة من التباطؤ في الفترة المقبلة على تعزيز خفض أوبك لتقديرات الطلب
وخفضت جولدمان ساكس تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط الثلاثاء الماضي وفقا للتقرير الصادر عن المجموعة المالية الأمريكية الثلاثاء
وقال التقرير إنه من المرجح أن تتراجع مستويات الطلب العالمي على النفط في 2019 على 1.00 مليون برميل يوميا بهبوط بواقع 100 ألف برميل يوميا
وحققت العقود الآجلة للنفط بنوعيها ارتفاعا بحوالي 7.00% منذ مستهل التعاملات في أسبوع التداول الجاري بدفعة من عدة عوامل لكنها ختمت التعاملات الأسبوعية بهبوط بحوالي 3.00%