Thread: 
Attachment 67113
تابع العالم ليلة أمس حفل إعلان جوائز الأفضل، والذي نظمه الإتحاد الدوليّ لكرة القدم، وفاز بالجائزة الأيقونة الأرجنتينية ليونيل ميسي، نجم برشلونة، وجاء خلفه المدافع الهولندي الدوليّ، فيرجيل فان دايك، وحل بالمركز الثالث، الأيقونة البرتغالية كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس.
ثم احتل المركز الرابع الجناح المصري الدوليّ، محمد صلاح، نجم ليفربول، والأخير تعرض لموقفٍ سيىء من جانب اتحاد بلاده، أثر على حظوظه في التواجد بالمركز الثالث بالقائمة العالمية، وهو ما أتبعه اللاعب بتصرف حاد منه، بإلغاء صفة انتماءه للمنتخب المصري، ورفع علم بلاده، من على صفحة حسابه الرسميّ بموقع تويتر.
وبصفتي كاتب متخصص في الكرة العالمية، ومصري الهوية، فقد آلمني بالطبع تصرف صلاح، الغير مبرر، فالكل يعلم مدى مكانته لدى المصريين، وعند الاتحاد المصري لكرة القدم بالتحديد، وهم كثيرا ما لبوا له طلبات محددة له، وكذلك رضخوا كثيرا لطلبات وكيل اعماله التي وصلت في بعض الأحيان للتهديد والابتزاز، وما حدث من عدم ارسال ترشيح مصر الى الفيفا، هو محض خطأ إداري فاضح بلا شك، ولكن قابله خطأ فادح من صلاح كذلك.
فكان من الطبيعي أن تحزن لو تم اختيار لاعب مكانك- ولو أنها حرية شخصية في المقام الأول لقائد ومدرب الفراعنة- ولكن ما حدث هو إهمال إداري، أو خطأ تقني في غالب الأمر، لم يكن يستدعي من صلاح ردة الفعل هذه المبالغ فيها، والتي تسيء إليه ولبلاده أمام العالم، فلم يسبق أن شاهدنا نجم عالمي في مكانة صلاح يزيل علم بلاده، وانتماءه لمنتخب بلاده، أمر في غاية الأنانية والكبر، مهما كان وليد غضب وحزن، فالكبير يجب أن تكون تصرفاته على نفس درجة الكبر.
فالصورة أمام العالم للأسف محزنة ومخجلة، بتصرف طفولي النزعة، من لاعب تعودنا أن نتحدث عنه بصفته قدوة لكل الصغار، وتعلق به قلوب الجميع صغارا وكبارا، وساندوه مرارا منذما كان مع تشيلسي والفيولا، والجيالوروسي، ثم الريدز مؤخرًا متوهجًا، ساندوه بكل ما أوتوا من قوة حتى في منصات الترشيح لأفضل لاعب للجمهور، ومشاهدة المباريات التي تكتظ بها "القهاوي" وقت مبارياته، يعز علينا أن تأتي هذه الخطوة من صلاح، فهي سقطة له في رأيي تعبر عن كبر وخيلاء تعدى مرحلة الغرور، بالتفكير في توجيه ضربة عقابية سخيفة، فكان متفهما أن تخرج بتصريحات تهاجم فيها القصور الإداري بالإتحاد المصري، فهذا حق لك بالطبع، لكن أكثر من هذا هو أمر غير مقبول، خاصة أنك لم تكن مثلا بالمركز الثاني، هذا الخطأ-الغير مقصود- فوت عليك الجائزة الكبرى، وحتى وقتها لا مبرر لك أن تفعل مثل فعلتك.
أرجو أن يعود نجمنا العالمي- ولن أقول مصري حتى يعيد علم مصر- إلى صوابه، وتنقشع عنه غمامة وغيبة العقل، فتصرفاته باتت تحت منظار، وهفواته باتت عديدة ومتكررة، ولن أخوض بها، ولكن ليس هكذا يكون رد الجميل لبلادك وجمهوره يا أبو مكة، فالعقلية التي طالما تغنينا بها، واشتهاره بالاتزان النفسي، نتمنى أن لا تتعرض للضرر، فالآمال المعقودة عليه كبيرة.. ونصيحة لنجم الريدز.. كن كبيرًا كما عودتنا ودعك من نزق التصرفات.. فالتصرفات الصغيرة تلك لا تليق بك.. يا فخر الريدز.
Subscribe
