البتكوين لا تحظى حاليا باعتراف دولي واسع إلا في بعض السلع والبضائع، والحكومة الألمانية اعترفت بها كنوع من أنواع النقود الإلكترونية، إضافة إلى أن مدينة فانكوفر الكندية لديها أول جهاز صراف آلي لهذه العملة الإلكترونية.

الحقيقة أن تطور النقود في التاريخ الإنساني شهد تحولات كبيرة فبعد أن كانت المبادلات سلعية، اعتمد الإنسان على المعدن النفيس كالذهب والفضة في إصدار العملات ومن ثم المبادلات المالية، ثم تطورت هذه المبادلات إلى أن وصلنا إلى الورق النقدي الذي نحمله اليوم، ويشهد هذا الورق النقدي تطورا في طرق استخدامه إلى أن تحول إلى نقود بلاستيكية، وقد يتحول قريبا بشكل واسع إلى نقود رقمية كما هو حاصل في كثير من المبادلات التي تتم من خلال الإنترنت. ولكن هذه التجربة إذا ما نجحت على نطاق واسع ــــ أي البتكوين ــــ فإنها ستغير من طبيعة النظام البنكي في العالم، فالسياسة النقدية التي تتحكم في وجود النقد وحجمه الذي تفرضه البنوك لن يكون موجودا في عالم البتكوين، كما أن المبادلات السلعية ودخول البنوك طرف مستفيد في مثل هذه المعاملات لن يكون واقعا، إضافة إلى أن كثيرا من الشركات لن تجد نفسها مضطرة لعمليات التحوط من تقلبات النقد مستقبلا إذا ما كان العالم كله يستخدم عملة واحدة.
فالخلاصة أن العالم اليوم قد يشهد تطورا في طرق المبادلات يحدث ثورة عالمية في طرقها، والبتكوين قد تكون تجربة إذا ما نجحت فلن يجد كثير من الناس الحاجة إلى وجود البنوك كوسيط لها في كثير من المعاملات والمبادلات، وستعزز من مفهوم أن العالم أصبح قرية صغيرة.