التاريخ يعيد نفسه History Repeats Itself

جزء كبير من تركيبة التحليل الفني ودراسة سلوك السوق هو في الحقيقة دراسة للسلوك البشري.
وكمثال على ذلك ننظر لأنماط الرسوم البيانية والتي تم التعرف عليها وتصنيفها خلال المئة السنة
السابقة فهي تعكس أنماطاً للسلوك البشري وتبين صورة لأشكال حالة الإرتفاع والإنخفاض النفسية
للسوق. ونظرا لعمل هذه الأنماط الجيد في الماضي فإنه يفترض أنها ستستمر على نفس العمل الجيد
في المستقبل. فهي تعتمد على دراسة السلوك البشري والذي يتجه دائما لما تعود عليها بعدم
تغييرها فتصبح كالعادة. وبطريقة أخرى يمكن تفسير عبارة التاريخ يعيد نفسه بأن الطريق لفهم
المستقبل هو عن طريق دراسة الماضي، أو أن المستقبل هو مجرد تكرار لما حصل في الماضي إن
أحد المكونات الرئيسية للتحليل الفني هو الرسم البياني للأسعار والذي يختلف بحسب رغبات المحلل،
وطريقة رسم المخطط البياني للأسعار تعتمد على محورين، محور رأسي يبين السعر ومحور أفقي يبين
الزمن، وبين هذين المحورين يتم رسم شكل تحرك السعر بعدة أشكال، ويتم استخدام عناصر مختلفة
من المعلومات ولكنها محصورة في سعر الإفتتاح، سعر الإقفال، أعلى سعر، وأدنى سعر.
يستخدم الرسم البياني بالعصا Bar Chart بشكل واسع لدى المحللين، ولرسمه يتم الإستعانة بسعر
الإفتتاح، وسعر الغلق، وأعلى سعر، وأدنى سعر. وشكلها يتكون من خط رأسي قمته توضح أعلى
سعر وأسفلها يوضح أدنى سعر وهناك نتوءات بارزة أفقية، واحدة على يسار العصا وتوضح سعر
الإفتتاح، والأخرى على يمين العصا وتبين سعر الإقفال. كل عصا ترسم تعبر عن مدة زمنية محددة
يقوم بتحديدها المحلل، سابقا كان المحللون يقتصرون على المدة اليومية والأسبوعية والشهرية،
ولكن مع التطور التقني الحاصل أصبحت المدة الزمنية للعصا تتقلص عن اليوم إلى درجة حسابها
بالثانية Second، ولكن كلما كبرت المدة الزمنية للعصا كلما زادت دقة التحليل.
وفي الجهة الأخرى قام اليابانيون باختراع طريقة أخرى في رسم مخطط الأسعار وكانت البداية مع
الأرز وتسمى طريقة الرسم بالشموع Candlesticks وهي أيضا تتكون من سعر الإفتتاح ، وسعر
الغلق، وأعلى سعر ، وأدنى سعر، ولكن طريقة رسمها مختلفة عن العصا، حيث يوصف شكلها
بمستطيل أفقي يسمى جسم الشمعة تعبر أطرافه عن سعر الإفتتاح والغلق، ويمر فيه خيط رفيع يسمى
الظلل ويوضح أعلى سعر وأدنى سعر، وكما هي الحالة في العصا فإن كل شمعة تعبر عن مدة زمنية
محددة يقوم بتحديدها المحلل نفسه.
وهناك أيضا نفر من المحللين يستخدمون رسما بيانيا آخر يسمى الرسم البياني الخطي Chart Line ،
ويعتمد في رسمه على سعر الغلق فقط بحيث يتم وصل خط متواصل بين أسعار الغلق ، وغالبا ما
يعبر بشكل كبير عن الإتجاه العام للسعر فأهميته تنبع من انعكاس رغبة المتاجرين في الإحتفاظ
بعملياتهم مفتوحة خلال الليل أو خلال الأسبوع، والتي بالتالي تعطي انطباعا عن الإتجاه العام للسعر
Trend وأيضا توضح الإنعكاسات في الإتجاه Trend Reversals بشكل سهل وواضح.
سابقا كان يتم التعامل مع هذه المخططات البيانية بأزمان كبيرة تبدأ من اليوم وتنتهي بالشهر،
لهذا كانت المضاربات تأخذ أوقاتا طويلة تتراوح من الأيام إلى الشهر والسنين ، ولكن مع التطور
التقني حاليا أصبح لدى المحلل القدرة على أن يضع استراتيجيات مضاربة قصيرة المدة بعضها لا
يتجاوز الدقائق وذلك يعود لتوفر خدمة أن يقلص المدة الزمنية للمخططات البيانية إلى مدد زمنية
قصيرة تصل إلى الثواني كما سبق وأشرنا، وحاليا تعتبر الأوقات الزمنية المفضلة للمتاجرة لدى البعض
متمثلة في زمن الساعة، وال 4ساعات، واليومي الذي يعتبر مازال متربعا في الفضلية لدى أغلب
المحللين والمتاجرين.
يتم التعامل مع هذه الرسوم البيانية بالتعرف على طريقة تحرك سعر العملة حيث تبين المعلومات
التاريخية طبيعة المستويات التي توقف السعر عندها Resistance، أو ارتكز عليها Support ، أو
انفجر منها Breakout، أو حتى تردد حولها Consolidation، هذه المصطلحات تصنف من
ضمن طرق التحليل الفني الكلاسيكي
هناك عدة ادوات نستخدمها لتحليل المخططات البيانية أحدها هو المخطط البياني بالعصا Bar Chart
أحد أهم عناصر التحليل هي حدود الدعم Support والمقصود بها المستويات التي تعطي دافعا
للسعر بأن يتصاعد ويمنعه من النزول، وحدود المقاومة Resistance والمقصود بها المستويات
التي تمنع أو تحجز السعر من المضي قدما في اتجاه الصعود، هذه الحدود سبب تشكلها يعود
بالشكل الأساسي إلى عقود الخيارات Options التي يتم تداولها في السوق، وغالبا ما تبقى هذه
الحدود بشكل تاريخي حتى لو انتهت عقود الخيارات التي شكلتها وذلك يعود للحالة النفسية
للمتاجرين بشكل طبيعي، وعندما تخترق أحد هذه الحدود فانها تتغير حالتها بمعنى إذا اخترق حاجز
دعم أصبح مقاومة وإذا اخترق حاجز مقاومة أصبح دعما.
وكأحد أبسط هذه الأدوات ويستخدمها أغلب المتاجرين، التعرف على اتجاه السعر Trend Line
والمقصود به هو الإتجاه العام للسعر خلال مدة معينة وكلما طالت هذه المدة كلما زادت مصداقيته
وأصبحت حدوده واضحة.
ينقسم اتجاه السعر Trend Line إلى ثلاثة أنواع أولها الإتجاه التصاعدي Up line Trend بمعنى
ان اتجاه السعر في تزايد ولكن هذا لا يعني انه مرسوم على شكل خط مستقيم، كما هو معروف بأن
طريقة تحرك السعر تعتبر متذبذبة بشكل رأسي، ولكن لكل عصا Bar قاع يمكن استخدامه كنقطة
دعم من ضمن النقاط المشكلة للإتجاه، وطريقة تشكل اتجاه السعر التصاعدي يتم بعنصرين: قمة
صاعدة Ascending Peak وقاع تصاعدي Trough.
يمكننا أن نصف شكل الإتجاه الصاعد بسلم البيت (الدرج) صعودا بحيث أن كل درجة تعتبر نقطة
مقاومة وصعودها يعني اختراق حاجز مقاومة (تصبح قمة سابقة)، وبالتالي تصبح الدرجة دعما للصعود
للدرجة التالية حتى ينتهي الدرج "الإتجاه" بانكسار الإتجاه الصاعد أو بالإستمرار تصاعديا بالإنتقال
للدرجات التالية.
ويسمى النوع الثاني من اتجاه السعر بالإتجاه التنازلي Down Line Trend بمعنى أن اتجاه السعر
في تنازل، وحدوده تكون على الطرف العلوي لكل عصا Bar بشكل مستقيم بعكس اتجاه السعر
التصاعدي، ويتكون أيضا من عنصرين: قمة تنازلية Descending Peaks وقاع تنازلي
Troughs ويمكن وصف شكل الإتجاه التنازلي بنفس المثال أعلاه ولكن بطريقة معاكسة حيث من
المفترض هنا نزول السلم من أعلى إلى أسفل.
والنوع الثالث يسمى اتجاه السعر المحايد Sideways line Trend وشكله يكون باتجاه أفقي،
ويفهم منه أن حالة الطلب والعرض في السوق تعتبر شبه متساوية، ويفضل أغلب المتاجرين البقاء
محايدين (خارج السوق) في حالة وجود مثل هذا الإتجاه لكونه غير واضح الإتجاه على المدى الطويل.
كما يوجد أيضا تصنيف لطبيعة اتجاه السعر وهي كالتالي: الإتجاه العام Major والمقصود به الإتجاه
الرئيسي للسعر على المدى الطويل، والإتجاه المتوسط Intermediate والمقصود به اتجاه السعر
على المدى المتوسط، وأخيرا الإتجاه قصير المدة near term ومن اسمه يعرف بانه يعبر عن اتجاه
السعر خلل مدة قصيرة.
غالبا ما يتم استخدام المخططات البيانية ذات المدة الشهرية والأسبوعية لتحديد الإتجاه العام للسعر
وبعض الأحيان اليومي والذي أيضا يستخدم للتعرف على الإتجاهات متوسطة المدى، ويجدر بالذكر
أن نسبة عظمى من المضاربين اليوميين يستخدمون المخططات البيانية ذات المدد القصيرة
كالساعة والدقيقة للتعرف على الإتجاهات قصيرة المدة لاستخدامها في مضاربتهم اليومية.