السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يقع مسجد الشيخ زايد بإمارة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وقد دشنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ليكون صرحاً دينياً متميزاً يربط بين الثقافة الإسلامية وبين باقي الثقافات مجسداً بذلك رسالة الدين الإسلامي التي تحث على السلم والسلام والتسامح مصداقاً لقوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾
يفتح مسجد الشيخ زايد أبوابه للزوار من مختلف الثقافات على مدار السنة وترتفع نسبة الزيارة في شهر رمضان بصفة خاصة حيث زاره 61681 زائر في العشر الأُولى من الشهر رمضان المبارك وصلى فيه 618 78 وفطر فيه أكثر من 289360 ليصل العدد الإجمالي للزائرين حوالي 659 429 تم استقبالهم في جو ديني مفعم بالتسامح وروح الإخاء يتبادل فيه الجميع قيماً إنسانية نبيلة وقيمة
تاريخ مسجد الشيخ زايد الكبير :
دُشن مشروع جامع الشيخ زايد الكبير من طرف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نهاية تسعينيات القرن الماضي وأشرفت عليه دائرة الشؤون البلدية ليمر بعدها المشروع بمرحلتين رئيستين تمثلت الأولى في وضع اللبنات الأساسية لهذا الصرح المعماري البهي وتثبيت الهيكل الخرساني، أما المرحلة الثانية فشملت أعمال الزخرفة الداخلية والخارجية للمسجد التي تتميز بإعداد الأعمدة والأسقف إضافة إلى الزخارف الوردية والنقوش الزهرية
العمارة الإسلامية للمسجد :
يعتبر جامع الشيخ زايد الكبير صرحاً فنياً استثنائياً يتميز بعمارته الإسلامية العتيقة المشهورة بقببها وأعمدتها الرصينة المزخرفة بأجمل الفسيفساء، حيث نجد كل مظاهر الجمال والبهاء في كل التفاصيل الكبيرة منها والصغيرة. يضم المسجد 82 قبة مقوّى من الداخل بالجبس وألياف البناء ومزخرف بالنقوش النباتية والآيات القرآنية التي تشيد بعظمة الخالق عز وجل. كما يحتوي الجامع على ألف عمود مكسوٍ بالرخام الأبيض المزين برسومات وردية ونباتية تزيد من تناسق الألوان والأشكال خاصة مع وجود الثريات المرصعة بالذهب والتي تعتبر أكبرها تلك الموجودة في قاعة الصلاة الرئيسية والتي يصل قطرها 10 أمتار وارتفاعها 15 متراً وتزنُ اثني عشر طنّاً والتي تنشر بدورها ضوءاً رائعاً على السجادة الكبيرة التي تبلغ مساحتها 5 آلاف و627 متراً مربعاً لتكون بذلك أكبر سجادة يدوية في العالم
المآذن :
يشتمل جامع الشيخ زايد الكبير على أربع مآذن يصل طول كل واحدة منها 106 متراً وتختلف أشكالها الهندسية وتصميماتها، حيث يأتي الجزء العلوي منها على شكل مربع ليحاكي العمارة المغربية والأندلسية أما باقي الأشكال فترجع إلى العصر المملوكي، أما الجزء الأخير فيتخذ شكلاً اسطوانياً يعود إلى الفرن الرابع عشر والذي اتقنه العثمانيون آنذاك. كما يوجد مصباح في أعلى المئذنة مزين بفسيفساء من زجاج ومطلي بالذهب يرجع تصميمه إلى العصر الفاطمي
الصحن والمحيطات :
يعتبر صحن الجامع من أكبر الصحون الموجودة في المساجد بالعالم الإسلامي حيث تصل مساحته إلى 17 ألف متر مربع وقد صممت أرضيته ببلاطات خرسانية كبيرة موضوعة على ركائز ضخمة مغلفة بأجود أنواع الرخام، كما تمت زخرفته بألوان وأشكال نباتية مدهشة. أما الصحن الخارجي فيضم أعمدةً مكسوة بأحجار وتصميمات على شكل زهور ونباتات لها تيجان مغطاة بالذهب
وقد تمت إحاطة المسجد ببحيرات مائية تبرز جماله وبهاءه ، حيث يعكس الماء التصاميم والفسيفساء الذي عمل عليه عمال مهرة من مختلف بقاع العالم
مكتبة الجامع:
تضم المكتبة أكثر من ثلاثة آلاف عنوان تنقسم على مجالات علمية وثقافية ودينية مختلفة مترجمة جميعها إلى اثني عشرة لغة بالإضافة إلى احتوائها على الكتب المرجعية. وتقدم المكتبة العديد من الخدمات للزائرين والقراء النهمين الذين يرغبون باكتشاف دُّررِّ هذه المنشأة الرائعة التي تم تصميمها من طرف المصمم إحسان أبو سيعد والذي حافظ على الطابع الإسلامي التقليدي للجامع وجعل من المكتبة جزءاً لا يتجزأ من مسجد الشيخ زايد
ياريت اذا عجبكم الموضوع تضغطو على شكرا وتقييم
تقبلو مرورى وبالتوفيق لكم جميعا