المحلل الفني هو أي شخص يقوم بتسجيل ودراسة وتحليل الرسوم البيانية الأسعار ومتابعة اتجاهاتها والأشكال النمطية المختلفة التي ترسمها حركة هذه الأسعار.
وذلك خلافا لما يقوم به المحل لون الأساسيون من متابعة الأخبار الاقتصادية للسوق عامة القوائم المالية والبيانات والمعلومات الخاصة بنتائج أعمال الوحدات الاقتصادية المختلفة
فهو يتابع تاريخ حركة الأسعار بالسوق ويقوم بيناء التوقعات لحركتها المستقبلية بناء على ما تم في الماضي، ويضع تصورا للرؤية القادمة للأسعار بناء على خط سيرها السابق وموقع وعلاقة السعر الحالي بالأسعار التاريخية بالسوق. ويهتم أيضا بدراسة قوى العرض والطلب بالأسواق المتمثلة في حجم التداول ومؤشرات فنية أخرى مختلفة ومتعددة
ويقوم المحلل الفني بتحديد التوقعات المستقبلية للأسعار من خلال دراسته الحركة سعر المنتج )السهم، العملة، بضاعه معينة، أو أي سلعة يجري تداولها بالأسواق المالية في الماضي. فالرسم البياني للأسعار يرصد تاريخ حركته، بالإضافة إلى توضيحه الاتجاه فإنه يظهر أنماطا سعرية عديدة مختلفة ويبين مناطق الدعم والمقاومة. ويعتبر البعض هذه المعلومات التاريخية للأسعار أهم سلاح في ترسانة المضارب أو المستثمر الضمان كسب معركة البقاء في حلبة الاستثمار،
ويعترف المحلل الفني بعدم قدرته على معرفة قمم وقواعد الأسعار وباستحالة الشراء بأدنى سعر والبيع بأعلاه. إلا أنه يقول بإمكانية معرفة اتجاه الأسعار ويهدف إلى تحقيق الأرباح بالإمساك باتجاه الأسعار أصعودا أو هبوطا( والتعلق به لأطول فترة ممكنة خلال رحلته والهروب من السوق بمجرد عدم وضوح الرؤية المستقبلية لحركة الأسعار وظهور أي بوادر خطر تنذر باحتمال تغير الاتجاه . ويصدق القول إن الكذابين فقط هم الذين يشترون بأقل الأسعار ويبيعون بأعلاها.
ولا يمكن، بطبيعة الحال لأي محلل فني الادعاء بمعرفة الإجابات لكل الأسئلة الدائرة في أذهان المتعاملين بالسوق: فمن يدع معرفة كل الإجابات، بالقطع لا يعرف جميع الأسئلة. إلا أنه من المؤكد أن الدراسة المتأنية لخرائط الأسعار المختلفة ومراقبة المؤشرات الفنية المتعددة ستجيب على أهم الأسئلة المطروحة من قبلهم
إن المحلل التي يتعامل مع احتمالات، وبالتالي فإن كلمات يجب و" لابد وبالتأكيد" لا وجود لها في قاموسه. فالسوق لا يعرف الحتميات؛ لأن الأسعار لها القدرة على التحرك في كل اتجاه )إلى أعلى، أدنى أو جانبيا(، كما يمكنها تغيير مسيرتها في أي وقت من الأوقات. وعليه فإنه يستحيل التنبؤ بكل شيء يمكن حدوثه، من كوارث طبيعية إلى ثورات شعبية ومن فوضى سياسية إلى تغيرات اقتصادية واجتماعية مفاجئة واكتشافات تكنولوجية جديدة . إن وجود مركز معين بالسوق معناه وجود مخاطرة مؤكدة.
ومن الضروري العمل على تقليل المخاطر بقدر المستطاع الحماية من الآثار السلبية التقلبات الأسعار غير المتوقعة، وهو ما يجب أن يقوم به المحلل الفني، فعليه ليس فقط البحث عن الفرص المواتية لتحقيق الأرباح بل أيضا وضع سياسات التداول الكفيلة
التقليل من مخاطر السوق market.risk