تستكشف أغلب البنوك المركزية العملات الرقمية، وتعتبر دولة الصين بالذات في هذه المهمة لأكثر من ست سنوات.
حيث بدأت الصين تطوير عملتها الرقمية “dcep” في سنة 2014 حيث أسس السيد “شيشوان زو” محافظ بنك الصين الشعبي آنذاك، معهد أبحاث العملات الرقمية بهدف استكشاف استخدام العملة الرقمية المحتملة لبنك الشعب الصيني الذي يعتبر البنك المركزي للبلاد.
شهدت السنوات القليلة التالية ولادة عدد من مراكز البحوث المنتشرة في جميع أنحاء البلاد التي تبحث في العملات الرقمية وتقنية البلوكشين.
الآن بعد مرور 6 سنوات بدأت تظهر بوادر تطوير عملة “dcep” التي هي اختصار لـ “العملة الرقمية – الدفع الالكتروني”.
كانت المشاريع التجريبية تجري في كل من “شينزين” و”شيونجان” و “تشنغدو” و “سوتشو” حيث يتم استخدام هذه العملة الرقمية الجديدة لخدمات معينة مثل النقل والتعليم والرعاية الصحية والسلع والخدمات الاستهلاكية الأخرى.
بمعنى أنها تكتسب مكانة لها ببطء، بينما وبالنسبة للنظرة من خارج دولة الصين، فتبدو dcep بشكل مروع مثل أي حل دفع نقدي آخر.
في بلد أصبح فيه النقد لا يستخدم إلا نادرا بشكل متزايد، ما الفائدة من الحصول على dcep ؟
قدم “داينغ بينغ” جواب يلتمس فيه البحث عن المنطق الكامن وراء تطوير عملة dcep وتصميمها، والذي سنستعرضه في هذا المقال.
عملة مركزية بشكل موسع:
مثل معظم العملات الرقمية للبنوك المركزية، ولدت عملة dcep لتحل محل التداول النقدي، المعروف باسم m0.
على الرغم من كون الصين واحدة من أكثر الاقتصادات غير النقدية تقدما في العالم، إلا أن النقد لا يزال أداة سائدة أيضا.
لجعل وظيفة dcep تشبه وظيفة العملة النقدية، اخترع البنك المركزي الصيني نظاما يسمى “روابط الحساب الموسع” والذي تم استخدامه في أنظمة الدفع الإلكترونية التقليدية، حيث لا يمكن أن تتم المعاملة إلا بين حسابين مصرفيين.
بينما في نظام decp، يمكن أن تحدث المعاملات بين محفظتي dcep، على الرغم من عدم ارتباطهما بأي حساب مصرفي.
حيث تعمل هذه المعاملة المباشرة مثل النقد لأنها تزيل الوسطاء الماليين مثل البنوك من المعاملة.
ويتم فعل كل ذلك دون تقنية البلوكشين.
بسبب الطبيعة التي تم تصميم بها عملة dcep، جادل أنصارها بأنه يمكن تحقيق درجة معتدلة من عدم الكشف عن الهوية مع تجنب غسيل الأموال وعدم مخالفة القواعد.
الفكرة هي أنه نظرا لأن الأشخاص يمكنهم التعامل بحرية من محفظة إلى أخرى، يمكن حذف العديد من تفاصيل المعاملات.
إذا كان هذا هو السيناريو، فيمكن زيادة الإهتمام بالكريبتو وتوسع استخدامه لأنه وبعد أن تصبح النقود رقمية، قد يتدفق بعضها بشكل كبير إلى سوق الكريبتو حيث يتداول الناس مع بعضهم البعض.
ستكون مراقبة مثل هذه المعاملات أصعب بكثير.
لكن بالرغم من ذلك، فإن dcep هي أموال قابلة للبرمجة وفي يد الحكومة.
إذ يمكن للحكومة إلغاء تنشيط المحفظة أو عكس المعاملة، فيمكنها القيام بذلك بنقرة واحدة.
بمعنى أن هذه العملة ليست مثل العملات القائمة على تقنية البلوكشين والتي لا يمكن عكس معاملة أو توقيفها، بل هي عملة رقمية مركزية للغاية.