"التاريخ يعيد نفسه" إنها جملة شائعة يقولها معظم المستثمرين لأنه في معظم الأسواق المالية يمكننا استخدام التحليل الأساسي والفني من أجل التنبؤ بالحركات المستقبلية
لاقتصاد معين أو أداة مالية من خلال تحليل الأحداث الماضية التي حدثت في الماضي ، و الشيء الرئيسي الذي يجعل تحليل الماضي يمكن أن يساعدنا في التنبؤ بالمستقبل
هو أن معظم الاقتصاديات في العالم تتحرك في دورة تسمى الدورة الاقتصادية ، وتتكرر هذه الدورة من وقت لآخر ، حيث توجد العديد من المراحل الاقتصادية الدورة وهي:
- التوسع: عادة ما يكون للاقتصاد في تلك المرحلة تدفق مستمر من العرض النقدي والاستثمارات في الاقتصاد بالإضافة إلى زيادة في الإنتاج والمبيعات والوظائف
والدخل وزيادة في قدرة الشركات على سداد ديونها ، وبالتالي فإن النمو الاقتصادي في هذه المرحلة يزيد عادةً خطوة بخطوة.
- الذروة: يصل الاقتصاد في تلك المرحلة إلى أقصى مستوى نمو له حيث ترتفع الأسعار ويزداد مستوى التضخم وتتوقف معظم المؤشرات الاقتصادية عن النمو مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
- الركود: في تلك المرحلة يحدث انخفاض كبير في إجمالي الطلب نتيجة ارتفاع التضخم وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض في المبيعات والإنتاج مما يؤدي بدوره إلى زيادة البطالة والدخل.
- الاكتئاب: في تلك المرحلة ، يفشل معظم المستهلكين والشركات في تأمين الائتمان ، وهذا يؤدي إلى زيادة حالات الإفلاس وانخفاض الاستثمارات وثقة المستهلك.
- الحوض الصغير: في تلك المرحلة يصل العرض والطلب على جميع المنتجات والخدمات إلى أدنى مستوى لها وفي هذه المرحلة ينتهي الكساد.
- الانتعاش: في هذه المرحلة يزداد الطلب مرة أخرى نتيجة للانخفاض الكبير الذي حدث في أسعار معظم المنتجات والخدمات ، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج مرة أخرى
وزيادة في الوظائف والدخل ، وهذا يؤدي إلى زيادة في النمو الاقتصادي ثم يبدأ الاقتصاد في الانتقال إلى مرحلة التوسع مرة أخرى.
عادة ما تتكرر جميع المراحل المذكورة أعلاه خلال الدورة الاقتصادية ، وترتبط أسعار معظم العملات والأسهم والأدوات المالية الأخرى بكل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية وهذا هو السبب
في أننا نرى عادةً أن التاريخ يعيد نفسه ، لأنه عندما نجحنا في تحليل كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية جيدًا ، سنتمكن من التنبؤ بما سيحدث في الدورة المقبلة وهذا يمكن أن يساعدنا
في التنبؤ بالأداء المستقبلي للاقتصاد ، والأسعار المستقبلية لمعظم الأسهم والعملات حيث تتكرر مراحل الدورة الاقتصادية مرارًا وتكرارًا بعد كل دورة اقتصادية وهذا يجعل التاريخ يعيد نفسه.