ثروة الإنسان


حتى منتصف القرن العشرين كانت كوريا الجنوبية واحدة من أفقر الدول الآسيوية، حيث كان معدل دخل الفرد السنوي أقل من 100 دولار، مع متوسط صادرات سنوي لا يتجاوز 40 مليون دولار، فلا موارد طبيعية، ومساحة جغرافية محدودة ناهيك عن الدمار والفوضى والاضطرابات السياسية التي كانت تعاني منها، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي كناتج للحرب الكورية التي لم تخلف إلا الدمار في معظم القطاعات، هذه الحالة أوصلت الدولة إلى درجة أنها أصبحت تعيش بشكل رئيسي على المعونات والمساعدات الخارجية.

وعلى الرغم من كل تلك الظروف المحيطة بها، وفي فترة لا تتعدى العشرين عامًا، وبالتحديد من منتصف السبعينيات إلى بداية التسعينيات، استطاعت أن تخرج كوريا من بين الموتى وأصبحت واحدة من أهم الدول الاقتصادية في العالم، حيث تمكنت الحكومة القائمة في تلك الفترة من تحقيق هذه الطفرة من خلال تنفيذها للعديد من الإصلاحات الاقتصادية الجوهرية وتطبيقها لخطط التنمية الاقتصادية.

حيث ركزت على دعم الشركات المحلية الكبرى وتبني رؤية وأهداف هذه الشركات ذاتها في تحقيق التنمية، بالإضافة إلى توفير المناخ الاستثماري لجذب الشركات الأجنبية، وغيرها من الإصلاحات الأخرى.