العمل الصالح: إنّ القوى البشرية المُرَشَّدة أصبحت أهم عوامل الإنتاج كما أنّها أصلح عناصر الاستهلاك، من هنا تعين على المجتمع أن يرعى قواه البشرية وأن يرشّدها وأن يوجهها إلى العمل النافع له وللإنسانية، المفيد للحياة، والمخلّص للفرد من الاستسلام للكسل والاستنامة للأحلام والعيش على أمجاد الماضي. وحُسن استغلال الوقت فيما يفيد، وحُسن استثمار الجهد فيما ينتج، وحُسن استهلاك النتاج والموارد والطاقات – كلّ ذلك أمر ضروري ولازم لصلاح الفرد وصلاح المجتمع وسلام الجميع. فليس العمل الصالح صلاة أو صوماً أو زكاة من المال فحسب، إنّه – إلى جانب ذلك – عمل سليم منتج للحياة مفيد للإنسانية واقٍ للذات من التدهور والتحلّل والانحدار. إنّه العمل الذي يجعل الفرد في يقظة دائمة لنفسه ولأُسرته وللمجتمع، وعطاء مستمر من ذاته ومن جهده ومن وجوده، وخلق دائم لشخصية حية وطباع نظيفة وعقل متطلع. إنّ المجتمع الرشيد هو المجتمع الواعي الحي العامل... المجتمع الذي يحتفي بكلّ فرد فيه ويحتفل بكلّ موهبة تظهر، وهو المجتمع الذي يجعل نسيجه الروح وتاجه الإنسانية، فيستقبل القدسية والجلالة ويستهدف السلام للإنسان