تعطي توجيهاً عاماً؟ على الاستراتيجية، كما على تعزيز الخبرة والمهارات أو زيادة الموارد والفرص، أن تشير إلى السبيل العام من دون أن تحدد مقاربة ضيّقة معيّنة (مثلاً: استخدام برنامج محدّد للتدريب على المهارات).
تناسب الموارد والفرص؟ الاستراتيجية الجيّدة تستفيد من الموارد والمقدرات أو الإمكانات، كاستعداد الناس للعمل، أو كتقليد المساعدة الذاتية والفخر المجتمعي. وتشمل أيضاً فرصاً جديدة كالاهتمام العام الناشئ بالسلامة في الحي السكني أو جهود التنمية الاقتصادية المتوازية في مجتمع الأعمال.
تقلّل من المقاومة والحواجز؟ عندما تخطّط المبادرات لإنجاز أمور مهمّة فلا مهرب من المقاومة (وحتّى المعارضة). ولكن، ليس من المفترض أن توفّر الاستراتيجيات سبباً للمعارضين لمهاجمة المبادرة. فالاستراتيجيات الجيّدة تجذب الحلفاء وتردع المعارضين.
تطال المتأثّرين؟ لمواجهة المسألة أو المشكلة على الاستراتيجيات أن تربط بين التدخّل والأطراف الذين ينبغي أن ينتفعوا منه. على سبيل المثال، إذا كانت رسالة المبادرة تتمثّل في توفير وظائف لائقة للناس فهل إن الاستراتيجيات (توفير التعليم والتدريب على المهارات، وخلق فرص العمل...) تطال العاطلين عن العمل حالياً؟
تدفع قدماً بالرسالة؟ هل يمكن للاستراتيجيات معاً أن تُحدث فرقاً في الرسالة والأهداف؟ إذا كان الغرض خفض مشكلة ما، كالبطالة مثلاً، هل تكفي الاستراتيجيات لإحداث فرق في معدّلات التوظيف؟ وإذا كان الغرض تجنّب مشكلة ما، كإساءة استخدام مواد الإدمان، فهل تمّ تغيير العوامل المساهمة في الخطر (والحماية) بشكل كافٍ لخفض استخدام الكحول، والتبغ، والمخدّرات الأخرى؟
لماذا الحاجة إلى بناء استراتيجيات؟
إنّ بناء الاستراتيجيات هو بالفعل طريقة لتركيز جهودكم والتفكير في كيفية القيام بالأمور. ومن خلال ذلك، يمكنكم تحقيق الميزات التالية:
الاستفادة من الموارد والفرص الناشئة
الاستجابة بفعالية للمقاومة والحواجز
استخدام الوقت، والطاقة، والموارد بكفاءة أكبر
متى يجب بناء استراتيجية لمبادرتكم؟
إنّ بناء الاستراتيجيات هي الخطوة الرابعة في عملية التخطيط الاستراتيجي (الرؤية، والرسالة، والأهداف، والاستراتيجيات، وخطط العمل) التي تناولناها في بداية هذا الفصل. وبناء الاستراتيجيات هو الخطوة الأساسية بين إيجاد أهدافكم وإجراء التغييرات لبلوغها. يجب دائماً تشكيل الاستراتيجيات قبل التصرّف، لا أن نقرّر كيفية القيام بأمرٍ ما بعد أن نكون قد قمنا به. ومن دون فكرة واضحة عن الكيفية فقد تهدر أعمال مجموعتكم الوقت والجهد، وتفشل في الاستفادة من الفرص الناشئة. كذلك، يجب تحديث الاستراتيجيات بشكل دوري لتلبية احتياجات البيئة المتغيّرة، بما في ذلك الفرص الجديدة والمعارضة الناشئة على جهود المجموعة.
كيف نبني الاستراتيجيات؟
مرّة أخرى، نُشير إلى أصدقائنا في "تحالف خفض الخطر" المفترض الذي يأمل خفض مخاطر التزويج المبكر وحمل الأمهات المراهقات في مجتمعه المحلّي. سنمرّ على عملية بناء الاستراتيجيات مع هذه المجموعة لنشرح بشكل أفضل كلاً من: مَن، وماذا، ولماذا، المتعلّقة بالاستراتيجية.
وكما في العملية التي خضتموها لكتابة رؤيتكم ورسالتكم وتحديد أهدافكم، يتضمّن بناء الاستراتيجيات عملية التفاكر (العصف الذهني) والتكلّم مع أعضاء المجتمع المحلّي.
1. تنظيم اجتماع للتفاكر مع أعضاء من منظّمتكم وأعضاء من المجتمع المحلّي:
لنتذكّر أنّ الناس يعملون بالطريقة الفضلى في بيئة مريحة ومرحّبة. ويمكنكم المساعدة على تحقيق ذلك من خلال:
جعل الاجتماعات أماكن حيث يشعر جميع الأعضاء أنّه يتمّ الاستماع إلى أفكارهم وتقديرها، وحيث يمكن التعبير بكلّ صراحة عن النقد البنّاء. وللمساعدة على تلبية هذه الغايات يمكن أن تضعوا "قواعد أساسية" ليشعر الناس بالحرية في التعبير عن أنفسهم. وقد تشمل القواعد الأساسية:
شخص واحد يتكلّم في كلّ مرّة
لا يُسمح بمقاطعة الغير
تُحترم أفكار الجميع
جلب المراوح أو المدافئ (إذا دعت الحاجة) لكي يرتاح الناس.
الطلب من الأعضاء مرافقة بعضهم البعض إلى المنازل أو إلى سياراتهم، أو إلى محطّات النقل، أو إلى محطّة الباص، إذا استمرّ الاجتماع حتى وقت متأخّر.
توفير مرطبات ومأكولات الخفيفة. لا ينبغي أبداً الاستهانة بالمأكولات المصنوعة في البيت، والمشروبات، وغيرها.
أقام تحالف خفض الخطر جلسات تفاكر بين أعضاء المنظّمة. دعى مراهقين، ,آباء وأمهات، ومعلّمين، ومستشارين، وأعضاء من المجموعات الدينية، وغيرهم من القادة المحليين للمشاركة في جلسات الاستماع. واستُعملت هذه الجلسات للمساعدة على تطوير استراتيجيات لخفض مخاطر التزوسج المبكر وحمل الأمهات المراهقات. والحلوى المصنوعة في البيت، والفاكهة، والقهوة ساهمت في جعل المشاركين يشعرون بأنّهم موضع ترحيب.