في الأسبوع الثالث من شهر مارس سجلت البورصة الأمريكية أسوأ أداء منذ عامين، ومؤشر "داو جونز" تعرض لهبوط بمستويات تجاوزت الـ1400 نقطة، مع انخفاض كبير في باقي المؤشرات.

وتعددت الأسباب إلي دفعت البورصة الأمريكية لهذا الأداء، بين قرارات السياسة النقدية، والمشاكل السياسية والتجارية للولايات المتحدة، إلى جانب أزمة "فيسبوك" التي تسببت في خسائر ليس فقط داخل الولايات المتحدة لكن في آسيا.

ومع هذا الأداء انقسم المحللون حول الإجابة على سؤال "ماذا بعد؟"، بين اقتصاديين أصحاب نظرة متفائلة بالقادم، وآخرين يؤكدون أن التراجع الأكبر لما تأت بعد.

ماذا قدمت البورصة الأمريكية للمستثمرين بالربع الأول؟

بعد أن تمكن مؤشر "داو جونز" من تحطيم الأرقام القياسية في بداية العام، وتجاوز مستوى 26 ألف نقطة، تعرض لموجة التصحيح التي أصابت كل المؤشرات في فبراير الماضي.

وأفقدت تلك الموجة المؤشر الأمريكي نحو 3000 نقطة، حيث هبط أدنى 24 ألف نقطة، وعلى الرغم من ذلك فإن الأسهم الأمريكية تجاوزت تلك المحنة، واستطاعت بعض مؤشراتها استعادة الأرقام القياسية من جديد في الشهر الجاري.

وفي بداية الشهر الجاري ارتفع مؤشر "ناسداك" لأعلى مستوياته وربح في الأسبوع الأول من مارس ما يقرب من 800 نقطة.

ولكن تلك المكاسب تلاشت من جديد في الثلث الأخير من مارس الحالي، لعوامل عديدة، ليسجل مؤشر "داو جونز" في الأسبوع المنتهي في 23 مارس أكبر تراجع أسبوعي في عامين.

وفي أول 3 أشهر من العام الجاري، تراجع مؤشر "داو جونز" بنحو 2.5%، فيما سجل خسائر بنسبة 3.7% في مارس.

فيما حقق "ناسداك" مكاسب في الربع الأول بنسبة 2.3% فيما تراجع بنسبة 2.9% في مارس.

أما مؤشر "ستاندرد آند بورز" فانخفض بنحو 1.2% في الفترة من يناير وحتى مارس، فيما بلغت خسائره في الشهر الجاري 1.6%.

السياسة النقدية

ومع تعدد أسباب هبوط "وول ستريت" في الشهر الجاري، فإن السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي أحد أبرز أسباب التراجع، حيث اتخذ البنك في الشهر الجاري أول قرار لزيادة معدل الفائدة في 2018.

ومع زيادة تكلفة معدل الاقتراض تتأثر الشركات والمستهلكين، حيث يُخفض المستهلكون معدل إنفاقهم، وتتأثر الشركات بتراجع الطلب على منتجاتها، الأمر الذي يؤدي لانخفاض ربحيتها وتقييم أسهمها.

كما أن ارتفاع تكلفة الاقتراض يضر بالشركات الصاعدة التي تتجه للاقتراض إلى تقوية مركزها، ومع ارتفاع تكلفة هذا الاقتراض، تحجم عنه، مما يعطل مشاريع التنمية لديها.