طوكيو: بعد عامين من النمو المتواصل يعاني إقتصاد اليابان من إنكماش مقلق:
الخميس 15 نوفمبر 2018
بعد سنتين من النمو المتواصل، انكمش الاقتصاد الياباني أكثر من المتوقع في الربع الثالث من العام حيث تأثر بكوارث طبيعية و تراجع الصادرات و هو مؤشر يثير القلق على ان الحماية التجارية بدات تلقي بظلالها على الطلب الخارجي. و تفيد معطيات أولية أعلنتها الحكومة اليابانية، الأربعاء بأن إجمالي الناتج الداخلي تراجع بنسبة 0.3 في المائة في الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين عما كان عليه في الربع السابق.
و يضيف انكماش ثالث أكبر اقتصاد عالمي إلى دلائل متزايدة على ضعف الاقتصاد العالمي، حيث تفقد الصين و أوروبا القوة الدافعة .
و تمسكت حكومة اليابان برؤيتها و هي أن الاقتصاد يواصل الانتعاش على نحو معتدل و عزت الانكماش إلى تأثير زلزال و اعاصير تسببت في توقف مصانع و تقلص الاستهلاك.
و تحدث وزير الانعاش الاقتصادي "توشيميتسو موتيجي" على الفور عن تأثير الكوارث الطبيعية حسبما نقلت الصحف مؤكداً أنها انتكاسة مؤقتة لكن بعض المحللين يرون أن مثل هذه العوامل غير المتكررة لا يمكن أن تفسر بمفردها التباطؤ الاقتصادي في إشارة إلى إنخفاضات مزعجة في الصادرات في ظل تباطؤ الطلب الصيني و تداعيات تصعيد النزاعات التجارية العالمية.
و قال "كاتسونوري كيتاكورا" المحلل في مجموعة "سوميتومو ميتوسي تراست أست مانيجمنت" لوكالة الصحافة الفرنسية إن الامطار و الاعاصير و الزلازل كبحت استهلاك العائلات و استثمارات الشركات و الصادرات و اوضح أن الكوارث أجبرت المستهلكين على البقاء في منازلهم و ادت الى توقف المصانع الى جانب الاضطراب في كل الجوانب اللوجيستية كما أشار إلى أن مطار كانساي بالقرب من أوساكا اضطر للتوقف مؤقتا بعد تعرضه لإعصار عنيف مما ادى إلى انخفاض عدد السياح و إرسال البضائع البضائع إلى الخارج.
من جهته تحدث "كوهي إيواهارا" المحلل في مجموعة "ناتيكسيس جابان سيكيوريتيز" لوكالة الصحافة الفرنسية عن عامل آخر بدأ يؤثر على الأرخبيل و قال إن " الشكوك المرتبطة بالحرب التجارية ( بين واشنطن و بكين) تزداد و نشهد تباطؤ في الصين هذا يؤثر تدريجيا على اليابان"
و أظهرت بيانات حكومية أمس ان معدل الإنكماش على أساس سنوي في الفترة بين يوليو و سبتمبر بلغ 1.2 في المائة و جاء أكبر من المعدل المسجل في توقعات اولية بإنخفاض واحد في المائة و في أعقاب نمو بنسبة ثلاثة في المائة في الربع السابق و بوتيرة سنوية أي أنه إذا استمر الوضع الذي سجل في الفصل الثالث على مدى السنة بأكملها فسيتراجع إجمالي الناتج بنسبة 1.2 في المائة .
و يرجع الانكماش بدرجة كبيرة الى انخفاض بنسبة 1.8 في المائة في الصادرات و هي أكبر نسبة هبوط في اكثر من ثلاثة اعوام و كشفت البيانات أن الانفاق الرأسمالي انخفض 0.2 في المائة لأول مرة منذ عامين بعد زيادة 3.1 في المائة في الفترة بين أبريل و يونيو.