أسطورة إستحالة الكسب في سوق الفوركس
كتب في الموارد ذات الشأن أن 90% من العاملين في الأسواق المالية الهامشية، يفقدون أموالهم. وللأسف، هذا هو الحال بالفعل. دعونا نحاول فهم أسباب ذلك. إذا حاولنا تحليل عمل هؤلاء الخاسرين، فسوف نرى أن المتداول الخاسر:
لا يعرف أساسيات التحليل (الفني، الأساسي أو غيرهم). على سؤال ماهي شمعة الرجل المشنوق؟ يجيبك أنه لا يتابع الأفلام الهندية.
لا يفهم فلسفة التداول. وسوف أوضح من تجربتي الشخصية. عندما كنت محللاً تقنياً شاباً جلست لأحلل أداة مالية معينة، لنفترض الين. نظرت إلى "الأسبوعي" المؤشرات تشير إلى الأسفل، "اليومي" أيضاً للأسفل، "أربع أيام" كذلك للأسفل، ......، إلى "5 دقائق" للأسفل، جميل، لا يوجد نتاقض! أدخل السوق للأسفل.... النتيجة مخيبة. الثقة في التحليل الفني اهتزت و تزعزعت. بعد التمعّين تبيّن لي أن المخطأ هو أنا و ليس التحليل التقني. "الأسبوعي" و "اليومي" أظهرا أن الاتجاه العام هابط. أما البيانات القصيرة أظهرت أن حركة الاتجاه جارية بالفعل و قد تكون وصلت إلى القاع. فرصة بيع مثالية كانت لو أن "الأسبوعي" و "اليومي" أشارا إلى الاتجاه الهابط، أما "أربع ساعات" إلى الاتجاه الصاعد (أي جاري التراجع بالفعل)، و أخيراً "الساعي" أشار إلى إنتهاء الاتجاه الصعودي (مثلاً، التفارق الصاعد) .
لا يراعي مبادئ إدارة الأموال "Money Management":
لا يقوم بوضع أوامر الوقف أبداً.
يستخدم أوامر الوقف قصيرة جداً. أوامر الحد في الفوركس يجب أن لا يكون أقرب من 40-50 نقطة من نقطة الدخول. الأوامر القربية محكومة بالفشل، حيث أنك من المأكد لن تستطيع أن تدخل عند القاع. الخطأ عادتاً يساوي 10-15 نقطة. أضف إلى ذلك 5 نقاط سبريد. إذا أخذنا بعين الإعتبار الصدى السوقي "10-15 نقطة"، فنحصل على أن أوامر الحد، الموجودين على مسافة أقرب من 40-50 نقطة من نقطة الدخول، عملياً لا تعيش أكثر من المركز نفسه.
لا يطبق قاعدة النسبة : الربح \ الخسارة = 2 \ 1
يحاول تثيبت 5 نقاط أرباح، و لكن على استعداد لتحمل خسارة 100 نقطة أو أكثر. في هذه الاستراتجية كي لا تخسر عليك على الأقل، مقلبل كل 20 صفقة مربحة 20 × 5 = 100 نقطة أرباح، أن لا تتجاوز خساراتك مرة واحدة بـ 100 نقطة. أي نسبة الصفقات الناجحة تساوي 95.24%. حتى سوروس ليس بمقدوره تحقيق هذه النسبة. المحلل المحترف يعطي نسبة توقعات صائبة ما يتراوح بين 75-80%.
و الخ.
يستخدم في التحليل الفترات "الصغيرة" شخصياً أعتقد أن في السوق يوجد ضجيج بما يقارب 10 نقاط (حصل البنك على طلب كبير من عميل، الذي خفض السعر فرضاً بـ 5 نقاط. بعد عدة دقائق عاد السعر إلى مستواه السابق. أضف إلى ذلك أن أي مؤشر دلالي يختلف بعدة نقاط). لنأخذ الوضع التالي كمُسَلَّمة (بديهيّة لا تقبل الجدل). عندها :
تحليل الإطار الزمني لمخطط الدقيقة الواحدة يسمح لنا رصد حركة من 15 نقطة (على سبيل المثال). 10 نقاط هي ضجيج السوق أي 66%.
تحليل الإطار الزمني لمخطط الـ 5 دقائق يسمح لنا رصد حركة من 30 نقطة. ضجيج السوق 33%.
تحليل الإطار الزمني لمخطط الـ 5 ساعات يسمح لنا رصد حركة من 100 نقطة. ضجيج السوق 10%.
تحليل الإطار الزمني اليومي يسمح لنا رصد حركة من 500 نقطة. ضجيج السوق 2%.
الأرقام الشرطية، المهم هنا هو المبدأ. عندما نحلل الفترات الصغيرة نحن نحاول أن نتوقع الضجيج، أما عند تحليل الفترات الطويلة فنحن نتوقع السوق. في رأيي الخاص، لا يمكن التنبؤ بالضجيج. على العكس، السوق قابل للتحليل و التوقع لذا علينا تحليل الفترات الطويلة.
إن لم تتمكن من الكسب على الفوركس، أقرأ أعلاه بتمعن و اهتمام و استخلص النتائج. و هي التالية: لكي يكون تداولك على الفوركس مكسب وناجح ، عليك الإلمام بالسوق و التقيّد بالقواعد، كإدارة الأموال مثلاً.المصدر: "أساطير وواقع سوق الفوركس"