نقصد بتقنيات حصد الأرباح - كما أسلفنا - المناورات والتكتيكات التي يستخدمها المتاجر في تحصيل ربحه . وهي تختلف من شخص إلى آخر . وكلما ازداد علم المتاجر وارتقت خبرته تميز بأسلوبه الخاص في المتاجرة . لا أتحدث هنا عن استراتيجيات أو تحليلات ، بل أتحدث عن البصمة أو التتش أو اللمسة الفنية التي تميز الخبراء والمتميزين . فأنا قد أعمل على استراتيجية زيد من الناس ، ولا يلزم أن تكون لي استراتيجيتي الخاصة . فأنا أخشى أن يأتي يوم يكون فيه عدد الاستراتيجيات أكثر من عدد المتاجرين العرب . أنا سعيد باستراتيجية ليكويد أو صقر الجزيرة أو غيرهما من الاستراتيجيات الناجحة ، أو أن أعمل على التحليل الفني أو الأساسي أو عليهما معاً ، وتكون لي لمستي الخاصة ومنهجي في اصطياد النقاط ومتابعتها أو الاكتفاء منها بما يناسبني . هذا هو ما أقصده هنا .
ومناورة عين الصقر - كما يبدو من سلوك الصقر في تتبع الفريسة - تعتمد على المراقبة من عل . يتابع بناظريه بحيث يَرى ولا يُرى ، حتى إذا رأى الفريسة تحولت لديه في لحظة إلى طريدة . ينطلق بسرعة البرق ، ويسقط عليها ، ويشلها عن الحركة قبل أن يجهز عليها ، ثم تكون قد صارت له .
ومن المتاجرين من يتبع هذا الأسلوب بحنكة واحترافية شديدة . ولا يظنن ظان أن هذا الأسلوب سهل . فالمتاجر - كما نعلم - تحكه يده ، ويريد الدخول ، ويتعجل العمل ، وإذا رأى الفرصة غير متاحة لدخوله ليوم أو يومين قد يقتل نفسه صبراً ، حتى لو دخل دخولاً صحيحاً أصابته الرعشة كلما ازدادت نقاطه نقطة ، فيمني نفسه بالخروج على أقل ربح ، أما لو ذهب السعر جهة الخسارة صبر ، وصبر وحرك الوقف وارتبك حتى يقفل الصفقة على خيبة كبيرة . أما صاحبنا الصقر ، فجالس يترقب ، يشغل نفسه عن الصفقات بالتحضير والقراءة والمتابعة ، وربما بالبعد عن الجهاز ليعود في بداية شمعة الأربع ساعات أو حتى في اليوم التالي حسب القالب الزمني الذي يعمل عليه ، وهو مستعد دائماً للانقضاض "في الوقت المناسب" .
فإذا لاحت الفرصة في الأفق أعد نفسه ، والتقط نفساً عميقاً ، فآخر ، فثالث ، وإذا به على رأس الطريدة قد وضع نقاط الدخول والهدف والوقف ، ثم حمل الفريسة ورحل بها إلى القمة ليتناولها حلالاً بلالاً .
إذاً ، فأسلوب صاحبنا هو في انتظار وصول السعر لنقطة يعرفها ويتابعها ، ويعلم أن مداها هو سعر معين يضع نقطة وقفه بعده ، وسيصل السعر حتماً إلى نقطة معينة هي دعم أو مقاومة قوية يضع هدفه عليها ، وهنا يضع نقطة الدخول . وبعد أن ينعم بالفريسة يبقى على قمته السامقة في انتظار فريسة أخرى ، ولا يهمه مهما انتظر ، فالفرصة - بإذن الله -قادمة قادمة .