الرئيس ترامب يلقي خطابه بمناسبة ترشيح الحزب الجمهوري له للتنافس على دورة رئاسية جديدة
ألقى الرئيس دونالد ترامب خطابا في اختتام مؤتمر الحزب الجمهوري وقال إن الانتخابات المقبلة ستكون "الأكثر أهمية" في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار في الخطاب، الذي أعلن فيه قبوله بتسمية الحزب له مرشحا عنه للتنافس على دورة رئاسية ثانية، إلى قائمة انجازاته خلال دورة رئاسته الأولى، كما انتقد منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وقد ظل الرئيس يتحدث لأكثر من ساعة، مقدما مزاعم عديدة، نحاول هنا أن ندقق في مدى صدقيتها.

الزعم الأول: "إذا اعطيتم السلطة لبايدن، سيوقف اليسار المتطرف تمويل دوائر الشرطة في عموم أمريكا"
هاجم ترامب منافسه الديمقراطي في قضية تطبيق القانون والنظام على خلفية القلاقل والأحداث الأخيرة التي التي شهدتها المدن الأمريكية.

وقد تصاعدت الدعوات "لوقف تمويل الشرطة" منذ مقتل جورج فلويد في مينابوليس في مايو/ أيار الماضي.


ويزعم ترامب وجمهوريون آخرون أن بايدن يؤيد ذلك، بيد أن بايدن سبق أن كرر مرارا أنه لا يؤيد ذلك.

وقال في مقابلة مع محطة سي بي أس نيوز: "لا أدعم إيقاف تمويل الشرطة".

وكرر بايدن وجهة نظره تلك في مقال كتبه لصحيفة يو أس تودي، دعا فيه إلى إصلاح جهاز الشرطة.

وكتب فيه "لا أدعم إيقاف تمويل الشرطة. والجواب الأفضل هو منح دوائر الشرطة الموارد التي تحتاجها لتحقيق إصلاحات جدية، وتخصيص أموال فيدرالية أخرى لإتمام هذه الإصلاحات".

وقال أيضا إنه سيقدم "300 مليون دولار إضافية "لتنشيط الشرطة المجتمعية".

الزعم الثاني: "لقد بنينا 300 ميل من السياج الحدودي"
منذ يناير/كانون الثاني 2017، عند تولي ترامب الرئاسة، أكتمل بناء 275 ميلا على امتداد الحدود مع المكسيك، بحسب آخر تقارير سلطة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.

بيد أن معظم ذلك كان مجرد استبدال لبنى موجودة أصلا على الحدود.
لم يبن سوى 30 ميلا فقط من الجدار الجديد على الحدود مع المكسيك
فقد بني ما مجموعه 245 ميلا من الجدار في موضع حواجز السياج القديمة نفسها.

وفي الواقع لم يبن سوى 30 ميلا فقط من الجدار الجديد. ومعظمها (25 ميلا) ضمن ما يعرف بـ "الجدار الثانوي" الذي بُني لتعزيز الحاجز الحدودي الأولي.

وتمتد حدود الولايات المتحدة مع المكسيك على مسافة 2000 ميل.

الزعم الثالث: "وفرنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 9 ملايين وظيفة. وهذا سجل قياسي جديد".
هنا، يزعم الرئيس ترامب أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى "أسرع بكثير من" من الدول الغربية الأخرى من آثار تفشي فيروس كورونا.

وهذه حقيقة - منذ أبريل/نيسان 2020 - أضيف نحو 9 ملايين شخص إلى جداول الأجور والرواتب الأمريكية، بحسب إحصاءات مكتب العمل في الولايات المتحدة.

بيد أن ترامب لم يذكر هل أن هذه الزيادة أعقبت الخسارة الكبرى بحذف نحو 22 مليون شخص من جداول الرواتب والأجور في شهر مارس/ آذار، عندما فرضت إجراءات للتعامل مع تفشي الوباء.

الزعم الرابع: "إن الولايات المتحدة من بين أقل الدول من ناحية معدل حالات الوفيات من أي دولة كبرى في العالم"
لم يذكر الرئيس ترامب أن في الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جراء كوفيد-19 في العالم، وهو نحو 180 ألف حالة وفاة.

وبدلا من ذلك، ركز على ذكر معدل الوفيات -وهي نسبة الوفيات إلى عدد الحالات المؤكدة. أي من ظهر فحص الفيروس لديهم إيجايا، وكم مات منهم.

ومن الصحيح القول أن المعدل في الولايات المتحدة منخفض نسبيا بالمقارنة مع معظم الدول الأوروبية الرئيسية وبضمنها بريطانيا.

في الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جراء كوفيد-19 في العالم، وهو نحو 180 ألف حالة وفاة
بيد أن الولايات المتحدة ليست صاحبة أقل معدل في العالم، بل إن هناك دولا أخرى هي على سبيل المثال لا الحصر: النرويج واليابان وكوريا الجنوبية وكلها تمتلك معدلات وفيات منخفضة.

وتجري الدول المختلفة فحوصها للكشف عن حالات الإصابة بالفيروس بطرق مختلفة، مما يعني أن المقارنات بينها أمر صعب.

إن معدل حالات الوفيات المنخفض يعني أن عملية فحص واسعة النطاق قد كشفت عن الكثير من حالات الإصابة المعتدلة، التي ليس من المرجح أن يتوفى أصحابها في المقام الأول.

الزعم الخامس: "هو (بايدن) قد تعهد بزيادة 4 ترليونات دولار من الضرائب على كل العوائل الأمريكية تقريبا"
كان ترامب على صواب في الإشارة إلى أن بايدن سيعمل على زيادة الإيرادات الضريبية بنحو 4 ترليونات دولار (خلال عقد)، بحسب تحليل مركز السياسة الضريبية.

بيد أن هذا الزعم مضلل لأن الضرائب ستستهدف الأمريكيين الأغنياء وليس "كل العوائل الأمريكية تقريبا".

وخلص مركز السياسة الضريبية إلى أن 93 في المئة من الزيادات الضريبية ستدفع من دافعي الضرائب ممن هم في الخمس الأعلى من ملاك العقارات.

وسيرى ذوي الدخول العالية "زيادات ضريبية ملحوظة أكثر من ملاك العقارات في مجاميع حساب دخل أخرى، وستكون بصيغة دولارات تجبى منهم أو حصة من دخولهم".

الزعم السادس: "محونا خلافة تنظيم الدولة الاسلامية بنسبة مئة في المئة".
من الصحيح القول إن المساحة التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وأعلن دولة "خلافته" عليها في عام 2014 في سوريا والعراق، قد انتهت خلال الفترة التي كان فيها ترامب في الرئاسة.

وقد هزم التحالف بقيادة الولايات المتحدة الجماعة في آخر معاقلها في سوريا في مارس/آذار 2019.

استعادت القوات العراقية مدينة الموصل في يوليو/تموز 2017
وفي أغسطس/ آب، حدد مسؤول عسكري أمريكي رفيع ما هو مطلوب لإلحاق هزيمة نهائية دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية ،مشيرا إلى أن الجماعة ما زالت تشكل تهديدا.

بيد أنه وكما أفادت في بي بي سي في تغطيتها حينذاك "على الرغم من القضاء على وجود دولة الخلافة، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية بقي قوة متمرسة في القتال وجيدة التنظيم وما زالت "هزيمتها الدائمة غير مؤكدة".

الزعم السابع: "سنحمي دائما وبقوة المرضى الذين لديهم حالات مرضية سابقة قائمة، وهذا تعهد من الحزب الجمهوري كله"
هذه الإشارة إلى مطلب يرى أن على شركات التأمين أن لا تتقاضى أجورا ممن لديهم حالات مرضية سابقة ما زالت قائمة، كذوي الأمراض المزمنة.

وقد باتت هذه الفقرة قانونا بعد توقيع الرئيس باراك أوباما على قانون الرعاية الصحية الميسّرة، الذي عُرف بقانون رعاية أوباما أو "أوباماكير".

دونالد ترامب يقبل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة
جو بايدن مرشح رسمي للديمقراطيين الذين يعدون بإنهاء "فوضى" دونالد ترامب
ترامب: الطريقة الوحيدة لانتزاع الانتخابات منا هي التزوير
بيد أن ترامب والحزب الجمهوري يريدان إلغاء هذا القانون واستبداله، وقد فشلا في ذلك على الرغم من ضغطهما لتحقيق ذلك في الكونغرس.

وفي يونيو/حزيران طلبت الإدارة من المحكمة العليا في الولايات المتحدة أن تبطل هذا القانون نهائيا، والذي يتضمن هذه الأحكام المتعلقة بذوي الحالات المرضية السابقة القائمة.

يسعى ترامب لإلغاء قانون الرعاية الصحية الميسرة الذي أصدره أوباما
وإذا نجحت إدارة ترامب في ذلك، فليس من الواضح ما البديل الذي ستضعه محل هذا القانون. لقد سبق أن لمح الرئيس ترامب إلى أنه قد يوفر تأمينا يغطي هؤلاء الأشخاص ذوي الحالات المرضية السابقة التي مازالت قئمة. ولكن ليس ثمة أي تفاصيل توضح ذلك.

الزعم الثامن: "حلفاؤنا في الناتو، على سبيل المثال، كانوا بعيدين جدا عن الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية، ولكن بعد حثي الشديد لهم وافقوا على دفع 130 مليار دولار أكثر سنويا"
إن الهدف الحالي المحدد للإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي (ناتو) هو الوصول إلى نسبة 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي لكل دولة بحلول 2024.

وتنفق الولايات المتحدة بشكل تقديري عام 3.4 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع في عام 2019، بحسب تقديرات حلف الناتو، بينما معدل الإنفاق الدفاعي في الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف وكندا هو 1.55 في المئة.

و يجادل ترامب بأن الدول الأعضاء في الحلف لا تنفق بما فيه الكفاية على الدفاع لدعم الحلف وأن الولايات المتحدة تتحمل هذا العبء.

أما المبلغ الذي ذكره الرئيس -130 مليار دولار- فهو كمية ما أضيف منذ عام 2016 وليس في العام الواحد.

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في ديسمبر/كانون الأول 2019 "منذ 2016، أضافت كندا والحلفاء الأوربيون 130 مليار دولار إضافية إلى ميزانيات الدفاع. وسيزداد المبلغ إلى 400 مليار دولار أمريكي بحلول 2024"
.