لم يستطع الذهب اليوم التمسك بالأرباح المحدودة التي سجلها عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية والدالة على أعلى وتيرة لارتفاع التضخم في 30 عام.

يرتفع الذهب عادة على خلفية عوامل معروفة منها:

1- ارتفاع التضخم
2- انتشار المخاوف من التقلبات في أسواق المخاطرة
3- ضعف الدولار، بسبب ضخ الأموال الرخيصة في السوق
4- معدلات الفائدة المنخفضة
5- عجز الميزانية المرتفع
جميع العوامل السالفة الذكر تجعل قيمة مؤشر الدولار الأمريكي منخفضة في المستقبل، بما يدفع الذهب للصعود؛ نظرًا لطبيعة العلاقة العكسية التي تربط الأصلين. ولكن مؤخرًا فقدت الأسواق بوصلتها مع تضارب آراء الفيدرالي.

فعلى الرغم من استمرار السياسة فائقة التيسير وارتفاع التضخم يقف الذهب محلك سر، وما يصعده في شهور يفقده في جلسات بتصريحات مخيفة بعض الشيء.

وتدل حركة الذهب البطيئة على خوف شديد في الأسواق من وقف الفيدرالي التيسيرات المالية القوية.

في شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يوم الأربعاء قال إن الفيدرالي لن يرفع الفائدة اعتمادًا على البيانات الحالية لأنها بيانات غير واضحة لأنها تتولد من اقتصاد مر بأسوأ أحواله في عقود.

واستطرد باول قائلًا إن التضخم سيظل ضمن نطاق هدف الفيدرالي، والفائدة لن ترتفع إلا بوصول الاقتصاد للتوظيف الكامل، واستقرار النمو.

ولكن في تصريحات لتلفزيون بلومبرج يرى وزير الخزانة الأمريكي الأسبق، لورانس سومرز، ارتفاع التضخم الأمريكي بنسبة 5% على أساس سنوي بنهاية 2021.

وبالعودة لشهادة باول ننقل النص التالي:

"أحد أعضاء اللجنة: هل سيسمح الفيدرالي بوصول التضخم لنسبة 5%؟

باول: لن نسمح بانطلاق التضخم لـ 5%."

اقرأ: عاجل: تصريحات جديدة من رئيس الفيدرالي، باول

عاجل - شاهد: رئيس الفيدرالي يدلي بشهادته في الكونجرس

بيد أن حزم التحفيز الفضفاضة من إدارة بايدن، قد تضع الفيدرالي في مأزق، وتدفعه لرفع الفائدة في وقت أبكر من المتوقع.

قال سومرز: "باعتقادي سيكون التضخم بنهاية العام الجاري قريب من 5%."

"سيفاجئني وصول التضخم لنسبة 5% دون تداعيات على توقعات التضخم."

سومرز، وهو مساهم يتلقى أجره من بلومبرج، توقع بأن حزم التحفيز الضخمة المتدفقة مع عودة الاقتصاد للعمل ستولد ضغوط سعرية.

وبهذه التعليقات المتضاربة من مسؤولين سابقين ومن مسؤولي الفيدرالي يظل الذهب عاجز عن الاستفادة من الحزم الضخمة أو من التضخم المرتفع.

ويرى المحللون بأن عودة الذهب لمستوى 1,800 دولار للأوقية شديدة الأهمية لتحديد الاتجاه. لأن الرؤية الفنية تضع المتوسط المتحرك لـ 100 يوم عند هذا المستوى، وعجز الذهب عن استعادته يتركه بلا اتجاه؛ ويتحرك في نطاق سعري محدود.

ورغم هذا يرى محللون بأن الذهب ربما سيحاول العودة لهذا المستوى خلال الأسبوع المقبل.

ويرى المحلل آدم باتون من فوركس لايف أن عدم عودة الذهب لـ 1,800 دولار للأوقية سيكون إشارة لبيعه.