من إعداد Markets.com

دعونا نحلل ما كنا ننتظره من فيسبوك قبل إصدارهم لتقريرهم ربع السنوي الأول وما حدث فعلياً في نهاية المطاف. بهذا الشكل، سنفهم بشكل أفضل ما علينا توقعه من الشركة في المستقبل- على مدار ربع السنة الثاني، وعند إصدارهم لتقرير المكاسب ربع السنوي الثاني.

ماذا نعرف عن فيسبوك قبل آخر تقرير لهم؟
1. نعرف أنه في 3 من آخر 4 أرباع سنوية، بلغ متوسط مكاسبها الإيجابية حوالي 12.81% .

2. ونعرف أن أسهم فيسبوك (FB) ارتفعت بنسبة 9% في الأشهر الثلاثة الماضية، وأن أسهمها تكاد تصل إلى أعلى ذروة لها على الإطلاق .

3. كما نعرف أن فيسبوك تشهد نمواً قوياً من ناحية أعداد المستخدمين النشطين شهرياً، والذين ارتفعت أعدادهم بنسبة 13.4% في ربع السنة الأخير. ومن بين هؤلاء، شهدت أعداد المستخدمين النشطين شهرياً على الهاتف الخلوي نمواً قوياً، حيث يرتفع عددهم بنسبة 25.8% سنة وراء سنة .

4. ونعرف أيضاً أنه في ربع السنة الرابع، ارتفعت مكاسب فيسبوك بنسبة 34% لتبلغ 701 مليون دولار- وارتفعت إيراداتها بنسبة 49% إلى 3.58 مليار دولار .

5. ونعرف أن الإعلانات على الهاتف الخلوي، وكذلك الفيديو، تشهد طفرة.

كانت تلك الجزئية الأخيرة- حول إيرادات الإعلانات، بالغة الأهمية بشكل خاص، بما أن 92.7 من إجمالي إيرادات فيسبوك في عام 2014 كان مصدرها الإعلانات . بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير أبحاث من eMarketer أنه من المتوقع أن تكون الإعلانات على الهاتف الخلوي المحرك الأكبر للنمو، وأنه من المرجح أن يزيد المعلنين من نفقاتهم بنسبة 60% في عام 2015، لتصل إلى 64.25 مليار دولار (وتتخطى 158 مليار دولار بحلول عام 2018) .

من جهة أخرى، نعرف أيضاً أن فيسبوك تنفق الكثير من الأموال: في ربع السنة الرابع، قفز إجمالي النفقات بنسبة 87% عن ربع السنة الرابع لعام 2013، لتبلغ 2.7 مليار دولار . تضاعفت نفقات الأبحاث والتطوير لأكثر من الضعف، لتبلغ 1.1 مليار دولار . وانخفضت هوامش التشغيل إلى نسبة 29% عن نسبة 44% قبلها بعام فقط. . كانت فيسبوك تنفق الكثير، وكان عليهم الإثبات أن النفقات وانخفاض الهوامش سيكون لها نتائج إيجابية طويلة الأمد. ولم يحققوا أرباحاً نقدية بعد من استثمارات ضخمة في إنستغرام ومسنجر وواتس أب .

وكان ثمة عامل آخر يشغل بال المستثمرين- وهو أن تأرجح أسعار صرف العملة الأجنبية قد يؤثر على المكاسب . وكان ذلك ينطبق بشكل خاص على فيسبوك لأنها تجني أكثر من نصف إيراداتها من خارج الولايات المتحدة.

ماذا كانت نتائج تقرير المكاسب لربع السنة الأول من عام 2015؟
قدمت فيسبوك أرقاماً رائعة في تقاريرها. لقد استمر نموها من ناحية الحجم، وأشارت أرقامها إلى 1.44 مليار مستخدم نشط شهرياً (بارتفاع 13% سنة وراء سنة)، و936 مليون مستخدم نشط يومياً (بارتفاع 17% سنة وراء سنة). وشهد قطاع الهواتف الخلوية نمواً هائلاً أيضاً- يستخدم 1.25 مليار شخص فيسبوك على الهواتف الخلوية كل شهر، بزيادة 240 مليون عن العام الماضي. وبلغ عدد المستخدمين النشطين على الهاتف الخلوي اليوميين 798 مليون- بزيادة 31% سنة وراء سنة .

ارتفع إجمالي الإيرادات بنسبة 42%. وارتفعت إيرادات الإعلانات بنسبة 46% لتبلغ 3.3 مليار دولار (أقل من توقعات المحللين، والتي بلغت 3.56 مليار دولار). وارتفعت إيرادات الإعلانات على الهاتف الخلوي بنسبة 82%، وشكلت 73% من جميع الإعلانات .

بالإضافة إلى فيسبوك، استمرت أعداد مستخدمي إنستغرام ومسنجر وواتس أب بالنمو، وتخطت حواجز 300 مليون و600 مليون و800 مليون مستخدم نشط شهرياً على التوالي. بلغ صافي الدخل بعد المبادئ المحاسبية المتعارف عليها والمقبولة عموماً 518 مليون دولار أو 0.18 دولار لكل سهم، بينما بلغ صافي الدخل قبل المبادئ المحاسبية المتعارف عليها والمقبولة عموماً 1.2 مليار دولار أو 0.42 دولار لكل سهم (أكثر قليلاً من مبلغ الـ0.40 دولار التي توقعها المحللون) .

من ناحية النفقات، أثناء ربع السنة الأول، أنفقت فيسبوك 29.9% من إيراداتها— 1.6 مليار دولار — على الأبحاث والتطوير. بعبارة أخرى، أنفقت الشركة الكثير على الاكتساب والتوظيف على مدار ربع السنة. وهذا أكثر كثيراً من مبلغ الـ455 مليون دولار التي أنفقتها فيسبوك قبلها بعام واحد. وعلى ضوء النفقات الكبرى، انخفض هامش التشغيل من نسبة 43% إلى 26%.

ما الذي يحمله المستقبل؟
من الواضح أنه لا أحد يمكنه توقع ما يحمله المستقبل لشركة فيسبوك. ولكن يبدو أن فيسبوك تنفق مبالغ ضخمة على الهواتف الخلوية والفيديو – وتحتل فيسبوك وفيسبوك مسنجر وواتس أب وإنستغرام أربعة مراكز من بين أفضل مراكز تنزيل التطبيقات غير بالألعاب الإلكترونية على مستوى العالم.

بدأت الإعلانات على الهاتف الخلوي تحقق إمكانياتها الضخمة للتو، وتحتل فيسبوك واجهتها، وهي على أهبة الاستعداد لتحقيق مكاسب هائلة من ورائها. ولكنها تتحرك ببطء فيما يتعلق بالإعلانات على إنستغرام وواتس أب، حتى تقيس على الأرجح ما يريد المستخدمين أو ما لا يريدون رؤيته على وجه الدقة.

أحد العوامل الأخرى لصالح فيسبوك هو ميول الدولار الأمريكي الأخيرة. أدت تقوية الدولار الأمريكي في السنة الماضية إلى تخفيض معدل نمو إجمالي إيرادات ربع السنة الأول بحوالي 7 نقاط مئوية، أو حوالي 190 مليون دولار . مع إضعاف الدولار مؤخراً، وبما أن نسبة كبيرة من إيرادات فيسبوك تتدفق من خارج الولايات المتحدة، من المرجح للغاية أن يبدأ سعر الصرف بالعمل لصالح فيسبوك.

تلخيصاً لكل ما ذكرناه أعلاه، يبدو أن ربع السنة القادم سيكون إيجابياً مثل الأرباع السنوية السابقة، ويبدو الأكثر تشويقاً حتى الآن.