تجارة النفط
النفط كمادة يتكون من الهيدروكربونات وهو يعتبر مادة سائلة كثيفة قابلة للاشتعال لونها اسود يميل الى الاخضرار المتواجدة في الطبقة العليا من القشرة الأرضية. وهو مادة تختلف طبيعتها من مكان الى آخر اذ انها غير متجانسة. واذا حاولنا المقارنة بين النفط وسائر مصادر توليد الطاقة كالغاز الطبيعي والفحم فمن المؤكد سنجد تفوق لصالح النفط وهذا يعود لقدرته الفائقة على توليد الطاقة الحرارية وأيضا الى كونه مادة سائلة.
كانت ازمة النفط الكبرى عام 2008 ففي نهاية عام 2007 ارتفعت اسعار النفط بشكل كبير جدا والتي اجتازت كل الحواجز اذ استمر في الصعود من 60 دولار مخترقا سعر 80 دولار للبرميل في بداية عام 2008 وفي شهر مارس من نفس العام اخترق سعر ال 100 للبرميل الواحد ووصل ذروته في شهر يوليو من نفس العام ليصل الى 147.27 للبرميل ولكنه عاود السعر نحو اتجاه هبوطي قوي وذلك بعد المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي والذي بسببه وصل سعر البرميل في شهر اكتوبر من عام 2008 الى 60 دولار للبرميل محققا اقل مستوى له وبحسب هذا الانخفاض يكون قد حقق 32% خسارة من قيمته.
يقوم العالم باستهلاك 85 مليون برميل للنفط بشكل يومي 21% من بينها تستهلكها الولايات المتحدة وبهذا تكون الولايات المتحدة اكبر مستهلك للنفط على مستوى العالم بحيث انها تقوم باستهلاك ما يقارب ربع الانتاج العالمي وحدها. ان انتاج النفط عالميا وصل قمته بين عام 2008 وعام 2011 وذلك بحسب احصائيات الهيئة العالمية ewg ولكن هذا الانتاج سوف يقل بشكل تدريجي بحيث انه حسب التوقعات المستقبلية سيكون هناك فارق بين الحاجة للنفط عالميا وبين معدل الانتاج. وبحسب الاحصائية فانه في عام 2020 الانتاج البترولي سيكون 60 مليون برميل يوميا بينما الاحتياج العالمي اليومي حينها سيكون 100 مليون برميل مما سيؤدي الى ارتفاع سعر البرميل اكثر واكثر.
ان اكثر ثلاث دول انتاجا للنفط بحسب اخر التحديثات لعام 2014:
1- روسيا بمعدل انتاج يومي 10 مليون و900 الف برميل يوميا
2- السعودية بمعدل انتاج يومي 9 مليون و900 الف برميل يوميا
3- الولايات المتحدة بمعدل انتاج يومي 8 مليون و 453 الف برميل يوميا
يعيش العالم تغيرات اقتصادية عديدة مهمة والتي جعلت من تجارة السلع تجارة اساسية لا تتجزأ في عالم التداول ومن أهم هذه السلع الذهب النفط والفضة. وبحسب الاقتصاد العالمي فان النفط الخام هو أكثر السلع المتداولة في التجارة العالمية ومن هذا المنطلق فان تغيرات اسعار تجارة النفط هي محط انظار واهتمام كل سكان العالم وذلك لدورها الكبير في التأثير المباشر على الاقتصاد العالمي فالنفط لا يزال يتصدر قائمة مصادر الطاقة الاكثر استخداما ومنفعة على المستوى العالمي بالرغم من كل الضغوطات والمضائق الاقتصادية. بعد ان اصبح النفط احدى اهم واقوى المصالح اللازمة والمطلوبة لدى القوى الدولية العظمى في ارجاء العالم سادت آراء عدة والتي تسعى الى ضمان استمرارية توفر النفط.
يدخل النفط ايضا ضمن خانة المعادن النفيسة التي يتم تداولها في اسواق المال العالمية لكونه الاكثر شيوعا وانتشارا على مستوى العالم ولأنه يعتبر أداة والتي تعكس الاوضاع الاقتصادية في أي دولة كانت من دول العالم فهنالك العديد من الدول التي ترتبط وتتعلق حياتها الاقتصادية والصناعية بالنفط بشكل مباشر.
تكون تجارة النفط في تداول الاسواق العالمية عبر منصة الكترونية والتي هي نفسها منصة تداول العملات في سوق الفوركس ويحمل البترول فيها رمز oil فان تجارة النفط وتداول العملات متشابهين كثيرا من حيث نظام التداول.
تتحرك اسعار النفط بناءا لتحركات الطلب والعرض ووفقا للتحركات والاخبار الاقتصادية والسياسية العالمية والتي تؤثر وبشكل مباشر على التغير والتقلب في اسعار النفط ومن هنا فان المتداول يقوم ببيع النفط او شرائه وفقا لنتائج هذه الاخبار والتحليلات وعلى اثر ذلك فان التجارة بالنفط محفوف بالمخاطر نوعا ما لتذبذب السلعة في ولعدم استقرارها والذي يصعّب التنبؤ والتوقع لتحركات السوق واسعار النفط.