هناك طريقة أخرى للربح فى الفوركس ألا و هى التداول الآلى. على الرغم من أن التداول فى العملات يعتبر إستثمارا إلا أنه يختلف عن الإستثمارات الأخرى مثل حسابات pamm (نموذج إدارة الحسابات محددة النسبة) أو كإستثمار الأموال فى حسابات إدارة المشاريع.
إن جوهر التداول الآلى هو أن يفتح المتداول حساب تداول مع أحد سمسارة الفوركس, و من خلال منصة تداول آليه متصلة بحساب متداول آخر محترف يتم نسخ كل صفقات المتداول المحترف أوتوماتيكيا إلى حساب تداول المستثمر الغير محترف.
إسلوب إستثمار كهذا له الكثير من المميزات و لكن عيوبه ليست بالقليلة أيضا.
كيف يعمل تداول الفوركس الآلى؟
عموما يمكننا أن نقسم هذا النظام إلى أربعة أقسام رئيسية.
المتداولون- المحترفون (أو الذى نعتقد أنهم كذلك) و هم أصحاب الباع الطويل فى سوق العملات و الذى تتصل حساباتهم بأنظمة التداول الإجتماعى و يتم نسخ إشاراتهم إلى حسابات المستثمرين.
منصة التداول الآلى (شبكة التداول الإجتماعى)- و هى شركة مستقلة و تعتبر العامود الفقرى أو محور الربط الأساسى لنظام التداول الآلى. هذه المنصات توفر إمكانية بحث منظم و توصل المتداولين المحترفين و تنظم الطرق التقنية لإنتقال الإشارات من المتداولين (مزودى الإشارة) إلى سمسارة الفوركس و الذين بدورهم يمررون الإشارات إلى المستثمرين.
السماسرة- و هم الشركات التى يفتح المستثمرون حسابات تداول بها, تلك الحسابات التى تستقبل إشارات التداول من المتداولين المحترفين.
المستثمرون و هم أخر السلسلة و الذى تستقبل حساباتهم الإشارات.
عملية نقل إشارات التداول من المتداولين تبدو كما هو موضح فى الرسم التالى:
نظام تداول آلي
كما قلت مسبقا, العنصر الأساسى لهذا النظام هو منصة التداول الآلية و التى تجمع المستثمرين و المتداولين مع سمسارة الفوركس فى شبكة تداول واحدة.
سوف أتحدث عن أكثر منصات التداول الآلية شهرة فى المقالات القادمة و لكن من الضرورى أن نذكر المحاولات التى يقوم بها السماسرة لعمل نوع خاص من أنظمة التداول الآلى لعملائهم, نظام ينسخ الصفقات من حسابات عملائهم بعضهم لبعض. غير أننى لا أتذكر أى منصة ناجحة من هذا النوع. إلى الآن حسابات pamm ستبقى الأكثر شهرة نوع الاستثمار داخل سمسار واحد. لذلك, لن أتحدث عن منصات التداول الآلية المصنوعة بسماسرة… أو على الأقل فى هذا المقال.
أكثر الخصائص البارزة لنظام التداول الآلى هى القدرة على جمع المتداولين المحترفين مع المستثمرين الذين يستخدمون سماسرة فوركس مختلفين و هكذا يزيد العدد المحتمل للمشتركين القادرين على الإتصال بشبكة تداول إجتماعية واحدة.
مميزات التداول الآلى
غياب المخاطر الغير تداوليه. يقوم المستثمر بإيداع كل أمواله فى حساب تداول خاص عند سمسار فوركس يثق فيه. يكون للمستثمر القدرة الكاملة على غلق أى أو كل صفقاته فى أى وقت وفقا لما يراه مناسبا و حتى سحب الأموال من حسابه إذا أراد.
القدرة على ضبط نظام إدارة المخاطر بالتحكم فى حجم الصفقة. المستثمر لديه القدرة على نسخ إشارات التداول لأى حجم عقد و ضبط مستوى الخطورة على المستوى الذى يرغب.
فى أنظمة التداول الآلى يستطيع المستثمر أن يضبط مستوى الخطورة بزيادة أو نقص مستوى الحمل على إيداعه, و هكذا تتحول إشارات تداول أى متتداول إلى فرص إستثمارية قليلة المخاطر أو العكس, فقط بالتحكم فى حجم النشاط التداولى المنسوخ.
القدرة على نسخ إشارات تداول من مزودى إشارة مختلفين فى نفس الوقت. بعد فتح حساب تداول, يحصل المستثمر على فرصة الإتصال بأى عدد من مزودى الإشارة لتنويع مخاطر محفظته الإستثمارية.
يحصل المستثمر على فرصة الإتصال بأى عدد من مزودى الإشارة
عيوب التداول الآلى
عدم وجود الدافع لدى المتداول لجنى الأرباح للمستثمر. فى رأيى, هذه واحدة من أكبر المشاكل فى نظام التداول الآلى. فى الحقيقة, معظم الأنظمة مبنية على أن المتداول (مزود الإشارة) لا يحصل على أى نسبة من الأرباح الذى يجنيها للمستثمر و لكن يحصل على نسبة ثابتة لمجرد إتصال المستثمرين بإشاراته دون أخذ أى إعتبار للنتائج.
و بهذه الطريقة لا يوجد أى حافز للمتداول لجنى الأرباح للمستثمرين. فقط, يهتم المتداولون أن يكون لديهم إحصائيات تداول جيدة لجذب مستثمرين أكثر و الحصول على أموال أكثر على شكل رسوم. لن ينسخ المستثمرون إشارات لم يظهر صاحبها نتائج تداول جيدة.
فى الواقع يبدو أن معظم المتداولين يميلون إلى إختيار خطط تداول تتطلب الكثير من الأنشطة التداولية و هكذا يزيدون من أرباحهم بحصولهم على مقابل لإشاراتهم و فيكثر الإشتراك فى إشاراتهم و تكثر الرسوم التى يحصلون عليها. حتى المتداولون الذين لديهم خطة تداول مربحة قد يقومون بصفقات إضافية لا داع لها إلا زيادة الرسوم؛ و هذا يؤدى إلى أرباح أكثر للمتداول و أرباح أقل للمستثمر.
أنا أرى أن هذه مشكلة كبيرة, فأعضاء الفريق الناجح لابد أن يكون لهم نفس الأهداف, و هذا ما لا نراه فى معظم أنظمة التداول الآلى. عندما تختلف الأهداف فإنه يكون من الصعب و من المستحيل عمليا تحقيق أى أهداف حقيقية.