وجدت هذه الفقرات في تمهيد كتاب التحليل الفني للأسواق المالية للدكتور عبد المجيد المهيلمي، ورغبت في مشاركتها معكم كمعلومات عامة فقط
قديماً عندما كانت كاليفورنيا خاضعة للحكم المكسيكي ، كانت مصارعة الثيران وسيلة التسلية المحبذة لعمال المناجم فيها . وبمرور الوقت وعلى سبيل التغيير أضاف بعض المكسيكيين نزالاً من نوع مبتكر يثيرونه بين الثيران التي كان كولومبوس أول من جلبها إلى العالم الجديد والدببة التي كانت تستوطن الشاطئ الغربي لأمريكا. وعلى الرغم من أن هذا النوع من المعارك اتسم بالشراسة ، فإنه كان في معظم الأحوال قصيراً ، سرعان ما ينتهي إما بقيام الثور بنطح الدب بكل قوة وقذفه في الهواء أو بتمكن الدب من صد هجوم الثور وطرحه أرضاً مستعملاً مخالبه الكبيرة الحادة في كسر رقبته والقضاء عليه
وهذا النوع الأخير من المصارعة استوحاه الكاتب الأسباني " دون جوزيه دي لا فيجا " وكان وراء إطلاقه اصطلاح " الثيران و الدببة " على المتناحرين في سوق الأوراق المالية. فكان بالتالي أول من استخدم هذا الوصف في سنة 1688 م لكي يعبر به عن الطرفين " المشترين و البائعين " اللذين لا يكفان عن التناطح لفرض إرادتيهما على السوق وتحديد اتجاه الأسعار فيه. ومع اكتشاف الذهب ونشاط حركة تداول أسهم المناجم في كل من سان فرانسيسكو ونيويورك ، ثم ازدهار المعاملات كثيراً إبان الحرب الأهلية الأمريكية شاع استخدام تعبير الثور و الدب في كتابات المعلقين على مايدور في الأسواق المالية . وتدريجياً استقر الاصطلاح في لغة البورصة حتى صار من الكلمات الدارجة في حوارات المضاربين و المستثمرين
والآن دعونا نقترب قليلاً من أرض الملعب لنرى بوضوح أكثر ما يجري من صراع فيها. إن السوق هو الحلبة الجديدة التي يتصارع فيها الدببة والثيران. وما الثيران إلا المستثمرون ، أي الفريق الذي يتوقع ويأمل ويعمل على ارتقاع الأسعار.أما الدببة فهم البائعون ، أي الفريق الذي يتوقع و يأمل و يعمل على انخفاضها . والفريقان لا يكفان عن بذل الجهد ، فريق الثور ( الصعوديون ) يريد رفع الأسعار فهذه هي خطته لتحقيق الربح . وفريق الدب ( النزوليون ) لا يدخر حيلة لكي تنخفض تلك الأسعار ، فمكسبه يتحقق عن طريق طرح خصمه أرضاً