انت طموحك
كثيرة هي الاشياء التي يرغب الانسان في فعلها ، بعضها يتحقق ، وكأنه أمر بديهي ، وبعضها يحاول تحقيقه ولكنه يفشل ، وبعضها يستحيل تحقيقه مهما طال العمر، وهنا يظهر مفهوم الطموح لدى الانسان في حياته ، وهو بكل بساطة ماذا تريد ان تكون ؟؟؟ ولأين تريد الوصول ؟؟ وما هي قمتك في كل أمور حياتك بتشكيلتها وصغائرها ؟؟ وما هو التصميم الخارجي الذي تراه لنفسك عندما يكتمل نصاب مؤهلاتك ؟ وبالطبع هو مختلف مقياسه من شخص لاخر.
في بادىء الأمر ، الحياة التي نعيشها نتيجة لمحاولات في كل شيء ، وقالوا قديما .. شرف التجربة يكفي.. هذا عند الأكثر من البشر ، وهو مقياس أقرب للطبيعي ، لكن هناك اشخاص لا يكفيهم التجربة بل وصلوا وبكل جرأة لمنصة الابداع وامتلكوا القدرة على التغيير وهم الصفوة من البشر ، ولا شك بأنهم يمتلكون امكانيات خاصة جعلتهم يمتلكون القدرة على التجربة وتحقيق النجاح ، لكنهم ليسوا من كوكب اخر ، وتكوينهم لا يختلف عن الطين بشيء ، وعقولهم ليست بخلطة سحرية ، كل ما في الامر حاولوا وأصروا واجتهدوا ، وتعبوا كثيييرا ، من أجل الوصول لما وصولوا اليه .
جميعنا بدأ من نفس المستوى الخلقي ، ولكن السؤال : متى يبدأ المشي ؟ ومتي يحين الانطلاق ؟ والى اين سيصل كل واحد ؟ هذا ما يحدده مكنونك وافكارك التي تكتسبها .
في الحقيقة هي تراكم للخبرات التي نكتسبها ، وأيضا كيفية استغلالها ، فهناك من يعيش ويموت وهو مكانه ، فهو فاقد لطموحه ، لا يعرف ماذا يفعل اصلا في حياته ، وهناك من سكن كثيرا وفجأة انطلق وكان متأخرا ، ولكنه وصل الى شيء يلبي لهفته ، وهناك من بدأ بهمة كبيرة ، وحاول واجتهد ولكنه لم يوفق واعتقد بأنه فشل ، وللأسف توقف ، مع أنه لو أكمل لنجح ووصل الى ما يصبو اليه ،وهناك من امتلك همة الجبال وعزيمة الرجال وفضول الانثى ووصل بعد مراحل المسايسة للحلم ، والمراوغة للطموح وحقق الهدف ، كل هذه الحالات متعلقة بأمر واحد ، وهو الهمة ، حسب مقدورها يوصف ما وصل اليه الانسان ، فالكثير من يمتلك العلم ولم يفعل شيئا والكثر من يمتلك المال ولم يفعل شيئا ، والكثير من امتلك الاثنين ، وبقى على حاله ، وعلى النقيض هناك من بدأ صفرا ، واصبح رقما كبيرا ، ما فرق بينهم جمبيعا هو مفهوم الهمة .
دائرة الدنيا بدأت ولازالت لم تتوقف ، ان وقفت تركتك لوحدك وهي ماضية لأن غيرك ينتظرها وينادي عليها ، وان انطلقت اصبحت أمامها تدفعك بكل قوة ، لكن هنا يجب ان تحكم عقلك متى تندفع معها ، ومتى تتركها تمضي وتقف لتأخذ قسطا من الراحة واختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ...لو تعلق قلب احدكم بالثريا لنالها..
بقلم : حسام صبحي معروف