لم يبدل المركزي الاوروبي من موقفه، ولم يُدخل تعديلات على سياسته النقدية، ولم ينكر ان ارتفاع اليورو دليل قاطع على عودة الثقة الى اوروبا وعملتها. جلّ ما قاله ان التضخم ميّال الى التراجع أكثر من الارتفاع وانه معني بارتفاع اسعار اليورو وهو يراقب تحركاته. بهذا، وخلال دقائق قليلة أعاد اليورو الى مستويات منخفضة ملغيا كل الامال بامكانية تحقيق قمة جديدة راهن عليها السوق بغالبية واضحة.
حتى ولو ان رئيس المركزي أكد انه غير معني بتحديد هدف لليورو، وحتى ولو انه قال بوضوح ان الارتفاعات هي دليل ثقة متجددة فان السوق التفت فقط الى قوله بان سعر العملة مهمة ايضا للنمو ولثبات الاسعار واستقرارها معتبرا ان تخفيض الفائدة قد يكون خيارا ممكنا في الاشهر القليلة القادمة.
أقول دراجي ان هي أضيفت الى ملاحظات الرئيس الفرنسي المعترض على لامبالة الجميع تجاه ارتفاعات اليورو، وان هي أضيفت الى ما يحيط برئيس الوزراء الاسباني من اتهامات بالفساد ويجعل الوضع السياسي غير مستقر، والى ما يجري في ايطاليا من تقدم متجدد لبرلوسكوني في الاستفتاءات، فهي*تصبح مفهومة ومبرّرة للتراجعات الحادة التي شهدتها العملة الموحدة فاذا ال 1.3400 محطة راوحت حولها لساعات في جلسة التداول الاسيوي.
وهل ان تخفيض الفائدة خيار واقعي يستحق الرهان عليه انطلاقا من ملاحظة دراجي السابق ذكرها؟
الجواب واضح ولو انه غير قاطع: من المستبعد جدا ان يلجأ المركزي هذا العام الى تخفيض الفائدة. الملاحظة التي بنى السوق تحركات الامس عليها سنشهد في وقت غير بعيد التغاء لمفاعيلها. المهم في امر اليورو حاليا والاكثر تاثيرا بتحركاته هو الواقع الذي يقول ان البنوك المركزية الاخرى تعوّم الاسواق بالسيولة بينما المركزي الاوروبي يسحبها من الاسواق. بناء عليه فانها لن تكون مفاجاة اطلاقا ان شهدنا عودة ارتفاع اليورو(*في الاشهر القادمة*)*بعد امتصاص السوق لصدمة دراجي الطارئة. عودة اليورو الى التراجع نتركها على علاقة بسياسة الفدرالي الاميركي وقراره بتخفيض او انهاء سياسة التيسير الكمي الشهرية المعتمدة حاليا. هذا منتظر ان يتم في النصف الثاني من العام الحالي.
الخلاصة: ارتفاع اليورو في النصف الاول من العام وتراجعه في النصف الثاني ان تحققت التوقعات المذكورة آنفا...
*
اسيويا فان الاشارة الايجابية جاءت مجددا من الصين وقالت ان نموها بخير، حيث ان ميزان التجارة سجل ارتفاعا للصادرات وحقق فائضا بلغ ال 29.2 بليون دولار في حين اقتصرت التوقعات على 24.3 بليون دولار .
بخلاف ذلك فان عجز اليابان التجاري فاق التوقعات مجددا ببلوغه ال 264 بليون ين والتوقعات اقتصرت على ال 144 بليون. الين الى المزيد من الضعف بحسب رهانات السوق الراجحة وارتفاعاته مجرد تصحيحات مؤقتة..
اليوم هو اليوم الثاني من القمة الاقتصادية الاوروبية ويصدر من الولايات المتحدة ميزان التجارة في ال 13.30 جمت.