يعقد القادة الاوروبيون قمة الخميس والجمعة يفترض ان يسعوا خلالها الى اعطاء الاتحاد الاوروبي وسائل كافية تسمح بتمويل الاستثمارات التي تؤدي الى ايجاد وظائف حتى 2020، في مفاوضات ستكون طويلة وشاقة على ما يبدو.
وما زال التوصل الى حل بعيد المنال لان الجميع يتوقع مفاوضات طويلة وصعبة تستمر حتى ساعة متأخرة من ليل الخميس الجمعة او حتى نهار السبت.
وقد تهمش هذه المفاوضات المواضيع الاخرى، كالوضع في مالي والاستراتيجية للمساعدة في متابعة الثورات العربية واتفاقات التبادل الحر المقبلة الواجب التفاوض بشأنها خصوصا مع الولايات المتحدة.
وليتسنى الوقت لمناقشة هذه المواضيع على الدول ال27 الاتفاق ليلا على الموازنة الاوروبية. وقال رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي في رسالة الدعوة "هناك الحاح للتوصل الى اتفاق".
وكان يفترض ان تبدأ القمة في الساعة 14,00 تغ، لكن موعدها ارجىء حتى الساعة 16,30 تغ لتحسين مقترحات التسوية.
وسيطرح فان رومبوي على الطاولة مقترحا جديدا. وسيكون حجم التعهدات 956,9 مليار يورو وهو السقف المسموح به وما بين 900 و905 مليار يورو للمدفوعات، اي النفقات الفعلية، بحسب اخر المعلومات التي حصلت عليها وكالة فرانس برس.
وفي جميع الاحوال، ستكون موازنة 2014-2020 المتأثرة بالتقشف، اقل من الفترة السابقة 2007-2013 التي كانت تتخطى الالف مليار.
وهذا يمثل اقتطاعا كبيرا، خفض بقيمة 13 مليارا في التعهدات و30 مليارا في المدفوعات مقارنة مع مقترح تشرين الثاني/نوفمبر.
وهذا ما كان طلبه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي لا يفكر الا في المدفوعات التي يتفهمها المواطنون اكثر. وهو ايضا ما كانت ترغب فيه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وستشمل الاقتطاعات مبالغ مخصصة للبنية التحتية المقسمة الى النصف وتنخفض من 40 الى "اقل من 20 مليار يورو" للسنوات السبع المقبلة.
ويقول المفاوضون في المفوضية الاوروبية "علينا القيام بخيارات". وكانت الموازنة المخصصة للبنى التحتية تؤمن وظائف جديدة في مجالات الاتصالات والانترنت وموارد الطاقة المتجددة.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي اليو دي روبو "المطروح على الطاولة مخيب يفتقر الى رؤية للسياسات الصناعية".
كما اجريت اقتطاعات على نفقات تسيير المؤسسات ووسائل عمل جهاز العمل الخارجي، ولكن ايضا على صندوق التنمية وصندوق التضامن لتمويل نشاطات المطاعم الخيرية للفقراء من سبعة الى 4,5 مليار يورو.
والمبالغ التي ستجمع ستخصص لتقديم مساعدات مباشرة للسياسة الزراعية المشتركة الغالية على فرنسا التي هي اول دولة مستفيدة ولسياسة التماسك للمناطق الاقل تطورا في الاتحاد الاوروبي.
وطال القسم الاكبر من الاقتطاعات في تسوية تشرين الثاني/نوفمبر، هاتين السياستين.
ومقابل خفض نفقات التضامن اقترح فان رومبوي مبادرة لايجاد وظائف للشباب. لكن المبالغ المخصصة لذلك متواضعة قيمتها بين خمسة الى ستة مليارات يورو على سبع سنوات بحسب معلومات حصلت عليها فرانس برس توزع على مناطق الاتحاد الاوروبي الاكثر تأثرا ببطالة الشباب.
ورفض البرلمان الاوروبي اي اقتطاعات اضافية وهدد برفض الاتفاق المبرم على هذه الاسس.
وطلب من الرئيس فرنسوا هولاند الذي اتى الثلاثاء ليعرض على النواب الاوروبيين تصوره لاوروبا، رفض مثل هذه التسوية. وقال "واجبي هو البحث عن تسوية".
الا ان رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي هدد علنا برفض اتفاق سيء.
وسيكون موضع النقاش الخميس تحسين مقترح فان رومبوي للوصول الى توازن بين المواقف الاكثر تشددا والخطوط الحمراء للبرلمان الاوروبي.
وذكر مصدر فرنسي "نحاول الحد من الاقتطاعات". واكد هولاند تمسكه بذلك خلال لقاء مساء الاربعاء في باريس مع ميركل.
وقال مفاوض اوروبي "لن يكون الامر ممكنا. سيكمن التفاوض في اعادة التوزيع لارضاء الجميع".
وهناك شبه يقين بالتوصل الى اتفاق. اذ علاوة على الوضع الكارثي لاوروبا فان الفشل سيؤدي الى الخسارة بدء بالمانيا التي قد تخسر مليار يورو من التخفيضات حصلت عليها على قيمة مساهمتها في الفترة من 2007 الى 2013.