بعد الحماسة التي أثرها دراغي في الأسواق، الاقتصاديات الأوروبية اليوم على موعد مع مؤشرات الثقة
تتواصل الضغوط السلبية على الأسواق الأوروبية مع بداية الجلسة الصباحية استمرارا لتأثير تصريحات دراغي يوم الأمس، و التي أشار إلى أن قوة اليورو سوف تضعف مسيرة النمو الاقتصادي في منطقة اليورو، و هذا ما سوف يزيد الحاجة إلى مزيد من التيسير النقدي، أما اليوم فسوف تعود الأسواق للتداول بكامل قوتها مع عودة الاقتصاد الأمريكي من عطلة يوم الرؤوساء و ترقب المستثمرين لمؤشرات الثقة الأوروبية.
-مؤشر zew للشعور العام تجاه الاقتصاد في منطقة اليورو و الذي من المتوقع أن تتحسن بعد أن سجلت في كانون الثاني 31.2.
-يتوقع ان يسجل المؤشر في ألمانيا خلال شباط 35.0 من السابق 31.5.
حققت مؤشرات الثقة تجاه اقتصاديات منطقة اليورو خلال الشهر الماضي نجاحا كبيرا جدا مستفيدة من التقدم الذي أحرزته منطقة اليورو ببداية الخروج من أزمة الديون الأوروبية التي سيطرت على المنطقة خلال الثلاثة أعوام الماضية، و استفادت مستويات الثقة من الآثار الايجابية من إقرار البنك المركزي الأوروبي عمليات السوق المفتوحة التي كان لها الأثر الايجابي الواضح في تقليص تكاليف الاقتراض للبلدان الأوروبية المتعثرة، فعمليات السوق المفتوحة تهدف بشكل أساسي لتخفيض العائد على السندات الحكومية للبلدان الاوروبية على رأسها أسبانيا و ايطاليا.
تلقى مستويات الثقة الأوروبية الدعم من الانخفاض الملموس في العائد على السندات الأسبانية، و يتوقع أن تواصل انخفاضها خاصة باستمرار التأثير الايجابي للدعم المتواصل من محافظ البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي للسيطرة على المعضلة الأوروبية المتفاقمة.
إذا جاءت قراءات مؤشرات الثقة هذا الشهر قريبة من المستويات عليا التي سجلها الشهر الماضي، فأن هذا سوف يقلص من الخسائر الأخيرة التي تكبدها اليورو، و سيكون امتداد لتأثير الايجابي لتصريحات العديد من المسئولين الأوروبيين بأن منطقة اليورو قد انهت الأسوأ من أزمة الديون الأوروبية.
على الرغم التحسن الكبير في مؤشرات الثقة الاوروبية، إلا أننا لا يسعنا نكران حقيقة بأن الاقتصاديات الأوروبية لا تزال تعاني مرحلة حرجة خاصة مع الارتفاع الكبير في معدلات البطالة حول 11.7% في شباط الماضي على الرغم من الانخفاض الأخير من مستويات 11.8%.
إما إذ جاءت القراءة أسوا من التوقعات فأن هذا سوف يشير إلى هشاشة أداء اقتصاديات منطقة اليورو التي لا تزال تعاني من تداعيات أزمة الديون الأوروبية خاصة مع الانكماش الأخير في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو خلال الربع الأخير من العام الماضي دون التقديرات بنسبة 0.6% مقارنة بالربع الثالث بنسبة 0.2%.
ضمن الحديث عن تصريحات دراغي و التي كان لها يوم الأمس الأثر السلبي على اليورو الذي يتداول بتمام الساعة 08:38 بتوقيت غرينتش +2 1.3351 مقارنة بالأعلى عند 1.3364 و الادنى عند 1.3337، و خاصة بعد أن أكد دراغي بأن اقتصاديات منطقة اليورو لا تزال تعاني من الضعف العام في الطلب الخارجي بالإضافة إلى هشاشة مستويات الثقة عند المستهلكين والمستثمرين.