هل سيسمح تراجع سعر اليورو في النهاية بانقاذ العملة الموحدة؟
الأثنين يوليو 16 , 2012
يشهد سعر صرف اليورو تراجعا منذ اشهر وبات يقترب من عتبة 1,20 دولارا بسبب القلق من الآفاق الاقتصادية في منطقة اليورو، لكن هذا التراجع قد يكون مفيدا للعملة الاوروبية الموحدة.
وقال محللون في كومرسبنك ان اليورو لم يعد عملة موثوقة لان قلة من المستثمرين مستعدون للاحتفاظ بهذه العملة. ويضيف المحللون ان الارتياح الذي اعقب القمة الاوروبية في نهاية يونيو تحول الى تشكيك في العملة الموحدة، وبات اليورو تحت الضغط امام العملات الرئيسية الاخرى منذ اكثر من اسبوعين.
وكان سعر اليورو تحسن بعد اعلان القادة الاوروبيين عن تطبيق آلية قبل نهاية العام تسمح باعادة رسملة مباشرة للمصارف بشروط عبر صندوق انقاذ الاستقرار المالي والالية الاوروبية للاستقرار.
لكن حيال القلق المتنامي من صحة القطاع المصرفي الاسباني واقتصاد البلد كله وايضا ايطاليا, خسرت العملة الاوروبية اكثر من 4% من قيمتها امام الدولار حتى انها تراجعت الجمعة الى 1,2163 دولارا في ادنى مستوى لها منذ 29 حزيران/يونيو 2010.
وقالت كاثلين بروكس المحللة لدى “فوريكس دوت كوم” ان السوق باتت تتوقع ان يتراجع سعر اليورو الى 1,20 دولارا، وهذا بالنسبة لبعض المراقبين ليس بالنبأ السيء.
كما يؤكد خبراء في سوق العملات لدى “بنك اوف اميركا ميريل لينش” ان تراجع سعر اليورو قد يسمح في النهاية بانقاذه. ويرى هؤلاء الخبراء ان تراجعا كبيرا لسعر صرف اليورو امام الدولار سيسمح بتعويض جزء كبير من فقدان قدرة ايطاليا مثلا على التنافس حيال الولايات المتحدة منذ العمل بالعملة الواحدة.
لكن اضعاف اليورو سيسمح بتعزيز قدرة اهم اقتصادين في منطقة اليورو — المانيا وفرنسا — على المنافسة لاعطاء دفع لنمو شبه معدوم.
وكشفت بعض الدراسات تراجعا بنسبة 10% في السعر الفعلي لصرف اليورو امام العملات الاخرى (وليس فقط امام الدولار) يسمح بكسب 0,7 نقطة نمو في منطقة اليورو.
واعتبر ميشال مارتينيز كبير الاقتصاديين في مصرف سوسييتيه جنرال لمنطقة اليورو انه يجب عدم المبالغة في شأن هذا الواقع خصوصا “واننا نحتاج الى ستة اشهر على الاقل لنشعر بنتائجه”.
واضاف انه يجب الا ننسى سبب تراجع العملة الواحدة اي ازمة الديون التي تدفع الحكومات الى مضاعفة خطط التقشف التي لها في النهاية آثارا اكثر سلبية على النمو.
والصين التي دعمت منطقة اليورو منذ بداية الازمة خصوصا من خلال شراء العملة الاوروبية لتنويع احتياطها من العملات, قد لا تكون قادرة على تقديم مساعدة كبيرة لها.
لذ ان ضعف اليورو يخفض قيمة اصولها من هذه العملة, ويمكن ان يؤثر على صادرات الصين الى اوروبا ويزيد من تباطؤ نمو البلاد, ثاني اقتصاد عالمي.
وحذرت بروكس من ان ضعف سعر صرف اليورو حتى وان تراجع تحت عتبة 1,15 دولارا, قد يكون موقتا حيال الدولار الذي قد يخضع قريبا لضغوط مع اقتراب استحقاق انتخابات الرئاسة الاميركية وما يصاحبها من شكوك سياسية واقتصادية.