Thread: 
الإستراتيجية السحرية في التداول بسوق الفوركس – الإطار الزمني اليومي للرسوم البيانية
لنواجه أنفسنا بالحقيقة فهناك 95% ممن يقرأ هذه المقالة على الأرجح ليسوا متداولين ناجحين بشكل دائم، وفي الواقع ربما قد قمتم بإهدار رصيد حساب تداولكم بالكامل أكثر من مرة حتى الآن. لعلك تقوم بالدخول في صفقة ثم تجلس عندها أمام شاشة التداول تحدق في مؤشر السوق وهو يتحرك شيئا فشيئا أو قراءة أخبار الاقتصاد لمدة ساعتين، غير قادر على التفكير في أي شيء أخر سوى ما قد يحدث لصفقة تداولك، وربما لا يداعب النوم جفونك ليلا لأنك قد أدمنت بشدة مراقبة الرسوم البياني للخمس دقائق ومشاهدة كل نقطة تطرأ على تغير قيمة السعر إلى درجة أن كل ما يمكنك التفكير به هو السوق وحسب، إذا كان أي مما سبق يبدو مألوفا لك بدرجة كبيرة فمن الواضح أن وقت التغيير قد حان، وهذا هو الوقت الأنسب لتقوم بتركيز جهود تداولك على الإطار الزمني اليومي للرسوم البيانية.
لابد وأنكم سمعتم بالمثل القديم القائل "إذا فعلت ما تفعله دائماً سوف تحصل على ما تحصل عليه دائماً" ... حسنا حاول الآن تغيير طرقتك لتتغير مها النتائج ... فالدرس الوحيد الذي تعلمته في بداية مشواري المهني في التداول والذي ساعدني أيما مساعدة، هو أن الضوضاء والإشارات الخادعة للرسوم البيانية ذات الخمس والخمس عشرة دقيقة (الأطر الزمنية الأقصر) لم تكن تستحق بكل بساطة الوقت الذي أهدر فيها أو المال الذي أنفق عليها، وإنني اعتقد أن التداول على الرسوم البيانية اليومية قد تجد فيها ضالتك المنشودة والحل السحري للتداول في الأسواق، والسبب كالتالي ...
إن التداول باستخدام الأطر الزمنية ذات الخمس دقائق (والأطر الزمنية القصيرة الأخرى) تقلل من فرص نجاحك وتعد نوعا من المقامرة في نظر الكثيرين:
سأخبركم حالا بأمر ربما لم تفكروا به من قبل ... وهو أنكم في حاجة فقط لربح صفقة واحدة كبيرة شهريا حتى تصبحوا من المتداولين الناجحين. نعم – هذا صحيح، صفقة واحدة كبيرة شهريا.
قد تتساءل وتقول كيف يمكن تحقيق ذلك؟ حسنا، أؤكد لك إن رجعت وألقيت نظرة على تاريخ حساب تداولك على الفور فربما تجد الإجابة بنفسك. أفهمت ، يخسر معظمكم المال لأنكم تقومون بالتداول كثيرا، والسبب في كثرة قيامكم بالتداول هو تمسككم بالإفراط في تحليل السوق، ومتغيرات أخبار سوق الفوركس، والأطر الزمنية الأقصر على الرسوم البيانية (إنني أعتبر أي "شارت" أقل من ساعة واحدة "تايم فريم قصير").
ولعل البعض منكم يعلم أن هذا الإفراط في الانشغال بالسوق وهو السبب في خسارتكم المال بصفة منتظمة أو سعيكم جاهدين لتوفير لقمة عيشكم، وبرغم معرفتك أنها تعيقك عن تحقيق النجاح في الأسواق، إلا أنك لا يمكنك التخلص من إدمانك للتداول على الأطر الزمنية القصيرة والإفراط في تحليل الأسواق، ولكن الحقيقة الصريحة الصادمة في الموضوع هو أنك على الأرجح لن تحقق النجاح كمتداول حتى تقوم أولا بالتخلص من ذلك الإدمان.
والآن هذا هو سبب اعتقادي الجازم بأن تداول الأطر الزمنية القصيرة هو مضيعة للوقت والمال:
إن التداول على "شارت" الخمس دقائق يحفز مراكز المكافأة في دماغك ... ويشعرك بالمتعة الفورية. إن التحلي بالصبر والانضباط للتركيز فقط على "الشارت" اليومي يتطلب مزيدا من الجهد من أكثر مناطق مخك تطورا، وبالتالي ما يتضح حقا هو أن المتداولين الذين أدمنوا استخدام الأطر الزمنية القصيرة لا يستطيعون الفكاك من قيد الحافز الفوري الذي يحصلون عليه حينما يدخلون إلى الصفقة...حتى وإن كانت النتائج عادة تأتي عليهم بالخسارة لأنهم في كل مرة يدخلون فيها إلى السوق، فإن أدمغتهم تكون مشبعة بهرمون "الإندورفين" من الإثارة بفكرة احتمال ربح الكثير من المال بمنتهى السرعة، وبالتالي فإن القضية هنا هو أن المتداولين الذين أدمنوا تداول "شارت" الخمس عشرة دقيقة هم في الحقيقة مدمنين للشعور الذي ينتابهم من دخول السوق، وهذا معناه أنهم غير قادرين على استخدام أكثر مناطق الدماغ تقدما في التخطيط وعلى المدى الطويل بصورة فعالة، وهذا لا يعنى أنهم عاجزين عن استخدامها، ولكن يعني فقط أنهم إما لا يعلمون أنهم ادمنوا تداول الأطر الزمنية القصيرة أو لا يعرفون كيفية منع الأمر من الحدوث.
لقد قابلت شخصيا عدد قليل فقط من المتداولين اليوميين الذين يحققون دخلا ثابتا من المال، وغالبيتهم كان يبدو عليهم الإعياء والضعف مثل المدمنين الذين لا يمكنهم التوقف عن التفكير أو الحديث عن شيء سوى المخدرات (السوق)، بالتأكيد من الممكن تحقيق المال من الجلوس أمام شاشة التداول لثمان ساعات يوميا بالتحديق في كل نقطة تطرأ على السعر، ولكن لما بالله عليكم تودون فعل ذلك؟ لنوجه المسألة، فمراقبة السوق ورؤية كل شاردة وواردة ليست بتلك المتعة وليس لها مردود كذلك على الإطلاق.
والآن لنعود مرة أخرى إلى موضوعنا الرئيسي وهو أن التداول على الأطر الزمنية القصيرة يقلل فرص ربحك ويقضي على حساب تداولك، ولكي تركز في التداول على "الشارت" اليومي تحتاج إلى الصبر وإلى الثبات العقلي وهذا يستلزم الذكاء والتفكير الاستشرافي، ويتطلب التحقق من الغرور قبل الدخول كما أن العملية تستلزم نظرة واقعية للأمور، باستطاعة الجميع أن يذهبوا إلى الكازينو ويسعدهم الحظ بضع مرات على ترابيزة القمار، ولكن ما سبب اعتقادك أنه من الممكن بالنسبة لبعض الناس أن تربح في البوكر مرات ومرات، إلى درجة كسبهم للقمة العيش منه؟ ذلك لأنهم قد تبنوا وجهة نظر ذات مدى أطول وأدركوا أن نجاحهم لا تحدده جولة واحدة من لعب الورق، تماما مثل نجاحك في التداول لا تحدده أي صفقة واحدة، وبالتالي إذا أردت أن تحسن تداولك كثيرا، إذن فقد حان الوقت لتنسى رغبة في التحكم بالسوق وفي المتعة الفورية، وابدأ في تبني وجهة نظر على مدى أطول في السوق عن طريق التركيز على الأطر الزمنية للرسوم البيانية اليومية.
يا سيدي، ليس لدي ما يكفي للتداول على الأطر الزمنية اليومية ...
تصلني هذه الرسالة يوميا: يا سيدي، كيف يمكنني تداول الرسوم البيانية اليومية حينما أريد أن أضع نقطة وقف الخسارة على مسافة أكبر وليس لدي الكثير من المال في حساب التداول، ولا أستطيع سوى تحمل تكاليف التداول على "الشارت" ذات الخمس عشرة دقيقة الآن، وعندما أتمكن من زيادة رصيد حسابي سوف أقوم بالتداول على أطر زمنية أطول"...
يفكر كثير من المتداولين بهذه الطريقة، ويرجع ذلك في العادة فقط إلى أنهم لا يعلمون ما يكفي عن تحديد حجم المراكز المالية في التداول بسوق الفوركس أو لأنهم يعتقدون أنهم عن طريق التداول بأحجام مراكز أكبر على "الشارت" الأقصر فسوف يربحون المال بطريقة ما بشكل أسرع.
لذلك دعوني أوضح لكم الأمر الآن : من خلال تحديد حجم المركز المالي، يمكنك القيام بالتداول على "الشارت" اليومية بصورة جيدة بحساب تداول صغير... كل ما عليك هو أن تتداول بحجم مركز مالي أصغر، ولكن لنكن صادقين مع أنفسنا، فإذا كان لديك حساب تداول صغير فلا ينبغي أن تقوم بالتداول بأحجام مراكز مالية كبيرة على أي حال! فمن الضروري أن تتخلص من فكرة الثراء السريع هذه وتفكر في أن التداول على "شارت" الخمس عشرة دقيقة سوف يمنحك بطريقة ما فرص أكثر للربح.
ها هي الصفقة ... نعم هناك صفقات أكثر على "شارت" الخمس عشرة دقيقة، ومع ذلك فهناك كذلك إشارات خادعة أكثر وهناك ضوضاء عشوائية في السوق أكثر، وبالتالي فسوف ينتهي بك الحال وقد دخلت عدد أكبر من الصفقات الخاسرة ووضعت نفسك في ضغوط نفسية أكثر، وهذا كله يؤدي إلى تنمية طريقة تفكير سيئة في التداول وفي النهاية تبدأ في خسارة المزيد والمزيد من المال.
أنظر إلى "الشارت" التالية لسوق الذهب في التداولات اليومية بالأسعار الفورية ، لقد كانت هناك استراتيجية واضحة لنموذج "البن بار" بداية من 16 فبراير والتي ناقشناها من قبل. كان من الواضح أن نموذج هذه الصفقة في نفس خط الاتجاه العام الصعودي القائم، وكان محدد بشكل جيد وتشكل قرب منطقتي دعم... سوق واضحة الاتجاه لمتداولي "البرايس أكشن" أو حركة السعر ذوي الفكر الثاقب مثل الأعضاء لدي، والفكرة هي كالتالي ... إذا ما انتظرت في صبر وحققت صفقة كبرى ناجحة مثل هذه في كل شهر، إذن فأنت تبلي بلاء حسنا، ففلسفتي الأساسية في التداول هي أن تقوم بالتداول في سوق الفوركس مثل القناص، وهذا خير مثال على كيفية القيام بذلك:
eqq
ما سبب ضرورة جعل الإطار الزمني اليومي هو "الشارت" الأساسي خاصتك يبدأ من اليوم ...
"الشارت" اليومي يوفر المزيد من الوضوح فكما ذكرت سابقا فإن الأطر الزمنية القصيرة مليئة بـ"ضوضاء السوق" العشوائية أي (التقلبات التي لا معنى لها) والإشارات الخادعة (غير الدقيقة) سوف تزيل معظم هذه الضوضاء عن طريق التركيز ببساطة على "الشارت" اليومية، فالتركيز على "الشارت" اليومية سوف تمدك كذلك برؤية أوضح للصورة الكلية للسوق وسوف تحسن من قدرتك بصورة طبيعية على قراءة اتجاه السوق على كلا من المدى القريب والبعيد. تمكنك "الشارت " اليومية من تحسين قدرتك على التحيز في السوق بصورة أكثر دقة وفاعلية
إن فهم تحيز الإطار الزمني اليومي في السوق إجمالا هو أمر مهم جدا للقيام بالتداول على "الشارت" اليومية وعلى "شارت" الأربع ساعات أو "شارت" الساعة الواحدة أيضا، وأنا أقوم بتدريس التداول على الإطار الزمني ذو الأربع ساعات وذو الساعة واحدة، ولكن من الضروري جدا إتقان التداول على "الشارت" اليومي أولا حتى تشعر بالاتجاه السائد في السوق، ويسير هذا التدريب بالتوازي مع تحسين مهارة التقدير لديك في التداول بحركة السعر، فينبغي أن تتعلم قراءة السوق والتواصل الدائم بمجريات أحداث ارتفاع موجة الأسعار وانحسارها ... وقد تبدو طريقة بسيطة بعض الشيء ولكن السوق ينبأ بما فيه عن طريق حركة السعر، فإذا أمعنت الاستماع بشكل كافي إلى رسائله التي يبعث بها فيمكنك معرفة إلى أين يتجه لاحقا.
حجم أكبر لمبلغ المخاطرة
بينما مبلغ المال الذي تخاطر به في كل صفقة هو قرار شخصي بحت يعتمد على قدرتك المالية الخاصة، فإن التداول على "الشارت" اليومية تسمح لك بالمخاطرة بقدر أكبر قليلا في كل صفقة من التداول على الأطر الزمنية القصيرة. ملاحظة: أنا لا أعني أنك ينبغي أن تخاطر بالمزيد في كل صفقة، إنما أعني ذلك حينما تقوم بالتداول فقط لثلاث مرات في الشهر أو نحو ذلك، فمن الواضح أنك تستطيع المخاطرة بالمزيد من المال في إحدى الصفقات عما إذا كنت تقوم بالتداول ثلاثين مرة في الشهر، وبالتالي فهذه إجابة على السؤال الذي يقول "يا سيدي، لا يمكنني كسب نفس القدر من المال من التداول على "الشارت" اليومية كما أفعل على الأطر الزمنية القصيرة"... نعم، تستطيع أن تربح لأنك حينما تقوم بالتداول كما القناص فأنت تدخل عدد أقل بكثير من الصفقات بصورة طبيعية عما إذا قمت بالتداول مثل مستخدم المدفع الرشاش، وبالتالي فهذا يتيح لك تداول المزيد من عقود التداول "اللوت" في كل صفقة، ومع ذلك ضع في اعتبارك أن الأمر لا ينجح من الواضح سوى إذا حافظت على انضباطك بالقدر الكافي لكي لا تهم بالعودة إلى السوق للأخذ بالثأر بعد تكبدك لإحدى الصفقات الخاسرة. تقلل "الشارت" اليومية عدد مرات قيامك بالتداول – البطء مع الثبات يضمن الفوز بالسباق
هناك أمر واحد أثق فيه بشدة وهو أن النجاح في التداول بسوق الفوركس يعود إلى حد كبير إلى جودة الصفقات التي تقوم بها ... وليس إلى كمية الصفقات، فبكل بساطة عن طريق خفض عدد مرات قيامك بالتداول سوف تحسن على الفور احتمالات تحقيقك للنجاح على المدى البعيد، فمن الضروري أن تستوعب وتتقبل حقيقة أن اثنين أو ثلاث صفقات جيدة شهريا سوف تزيد من مستوى أدائك أفضل من قيامك بعشرين أو ثلاثين صفقة بدافع الانفعال كل شهر... مهما كان مبلغ الشعور بالمتعة في دخول تلك الصفقة، تذكر أن السلحفاة في القصة فازت بالسباق لأنها كانت رغم بطأها ثابتة على الهدف، بخلاف الشخصية التي تتسم بالسرعة والمليئة بالانفعالات مثل الأرنب...
Subscribe
