إدارة رأس المال تعلمنا كيفية إدارة الخسائر وتعظيم الأرباح . فهي تقودنا إلي غرس مفاهيم الانضباط والمسئولية فينا من خلال الاتساق في عادات التجارة التي نمارسها . فقد نتعلم أحجام الصفقات غير المنتظمة وان نكون علي بينة دائما بكيفية التحديد الصحيح لنقاط الدخول وأوامر وقف الخسارة واخذ الربح , وفوق كل هذا ان ننظر إلي فكرة الخسارة كأحد الأمور الطبيعية بل في واقع الأمر فهي جزء لا يتجزأ من مهنة التجارة ذاتها . هناك عديد من الطرق التي يمكن استخدامها في إدارة الخسارة ولكن لا توجد أية طرق يمكنها ان تجنبك الخسارة بشكل كامل . حتى جورج سورس ارتكب عدد من الأخطاء الفادحة في مشواره الوظيفي الطويل ولكنه رغم هذا يبقي هو المتداول الفذ في نظر اغلب المتداولين . وارين بافيت أيضا اشتري أسهم احدي شركات النفط أثناء الذروة النفطية في العام 2008 كما قام بذات الأمر في التسعينات حين مارس اختيارات خاطئة مع شركة Salomon Brothers. برغم هذا فان كل هؤلاء المتداولين تمكنوا من تحديد أخطائهم بكل سرعة وفضلوا الحد من خسارتهم بدلا من إنكارها وترك الفرصة لها كي تحجب عنهم الفرص الكبيرة التي يمكنها ان تلي هذه الخسائر . إذا أخذنا أمثلة علي هؤلاء الذين رفضوا القبول بالخسائر واختاروا ان يضفوا إليها علي أمل ان تردد أرباح في النهاية ربما كان المثال الأوضح لهم هما Nick Leeson و Jerome Kervielأحدهم أدي إلي إفلاس احد البنوك البريطانية فيما خسر الأخر سبعة مليارات دولار في وقت قصير وكلاهما ذهب إلي السجن في نهاية المطاف .
لهذا فانه يمكن القول ان إدارة رأس المال هي قلب وروح عملية التجارة ذاتها فضلا عن كونها صمام الأمان ضد الأخطاء المحتملة والدرع الذي ستستخدمه في محاربة الخوف واللاعقلانية . وسطاء الفوركس قد يوفرون لك أدوات التحليل الفني وعشرات من المؤشرات ولكن مهارات إدارة رأس المال لا يمكن اكتسابها سوى من خلال الصبر والممارسة الدءوبة والالتزام الكامل بتحقيق النجاح في مجال تجارة الفوركس . علي الجانب الأخر , فان المتداول المتمكن في إدارة رأس المال هو في حقيقة الأمر المتداول القادر علي تحقيق النجاح حيث لن يستغرق الأمر معه كثيرا قبل ان يتقن مهارات التحليل وصناعة الإستراتيجية وبالتالي عند المزج بين كل هذه العوامل سيتمكن في نهاية الأمر من تحقيق الثروة التي يستحقها.