منذ السنة الأولى في هذه الألفية الجديدة ويوميا قبل أن أقوم بالبدء في التداول هناك أمر واحد أقوم بفعله دائما لما يزيد على الساعة وهو التأمل، وخلال هذه الفترة التي تبلغ حوالي 5300 يوم كنت أمارس التأمل أواليوجا، وأمارس هذه التمارين بصحبة معلم التأمل طوال الوقت وحتى وقت كتابتي لهذه السطور، ولقد قضيت ما يزيد على 6000 ساعة من ممارسة التأمل.
وفي عام 2001 تم اعتمادي كمدرب للتأمل، وفي عام 2011 اتممت مدة عام من الاعتكاف على التأمل حيث كنت أمارسه لعدة ساعات يوميا حسب معايير اعتكاف صارمة جدا.
ورغم أن ممارستي للتأمل قد تطورت الآن من خلال التقدم فيها، إلا أنه قد كان هناك ممارسة واحدة عملت عليها منذ يومي الأول بالإضافة إلى ممارسة أخرى منذ عام 2004، وبناء على توصيات معلمتي فقد تضيف ممارستي إليَّ عناصر أخرى، ولكن هاتين الممارستين قد ثبتتا على حالهما لما يزيد على عقد من الزمن.
من سيكولوجيا التداول إلى علم الأعصاب
إذا كنت تبحث عن مؤلفات في سيكولوجية التداول، فهناك بالتأكيد وفرة من علماء النفس في مجال التداول الذين ظهروا في هذا المجال مؤخرا ويتقبلون ممارسة التأمل.
أنا لا أعتقد أنه من المفارقات الغريبة أن يحدث هذا الآن فيعترف علم الأعصاب بوضوح بأن التأمل مفيد للدماغ والجسد والعقل.
vvnn
على الرغم من أنني أعتقد أنه أمر جيد أن يروجوا للتأمل كممارسة مفيدة للتداول (بالإضافة إلى فائدته لطريقة تفكيرك وصحتك النفسية)، ومعظمهم ليس لديه خبرة فعليه به، لذلك فهم يتحدثون فقط عنه من ناحية "المفهوم" أو "الفكر"، وهذا ليس له أي فائدة حقيقية لك، سوى أنه يشجعك على خوض البداية.
تبادل خبرة الممارسة
وتعقيبا على ما قد قيل وبرغم أنني كنت أتحدث عن التأمل على أنه ممارسة لتحسين أداء تداولكم أو أدائكم الذهني منذ سنين مضت الآن (بداية من عام 2011 عندما بدأت العمل على مدونتي فعليا)، وسوف أطلعكم على ممارسة التأمل الرسمية من أجل التداول والتي قمت بمزاولتها لآلاف الساعات.
ولكن عليك الأخذ بالنصيحتين التاليتين:
1. تأكد من قيامك بالممارسة على يد مدرب تأمل خبير يرشدك وينصحك بما يجب عليك القيام به.
2. هذا المدرب سوف يقوم بتقييمك بالنسبة لمستوى ممارستك ويوجهك إذا احتاج الأمر وإلا فسوف تظل تدور في حلقة مفرغة من تكرار الذات وعدم الانفصال عن نفس المعتقدات وطريقة التفكير.
ولو أن الأمر كافيا في حد ذاته لكان نفع معك في أثناء عملية تداولك ولكنه لم ينجح ونفس الشيء ينطبق على التأمل.
تحذير هام !
لمعلوماتك لا يمكنك أن تتعلم التأمل نظريا كوسيلة لإجادة التأمل، فلابد من القيام بالممارسة، ولن يجدي كم الكتب التي قرأتها حول التأمل عن القيام بالأمر بشكل عملي.
وهذا هو الشيء الرائع في التأمل، معدل الذكاء (في الغالب) لا معنى له فيما يخص تقوية ممارسة التأمل جيدا، فقد تتمتع بمعدل ذكاء خارق أو تظل تقرأ لعشرات السنين عن التأمل، إلا أن لا شيء من ذلك سينفعك في أن تحرز تقدما في ممارسة التأمل.
فإن الأمر يتطلب منك الجلوس شخصيا على مقعد والقيام بالتأمل، وليس هناك من سبيل أخر للقيام بذلك.
التأمل من أجل التداول
لم تصمم هذه الممارسة خصيصا للتداول، وإنما تم القيام بها منذ آلاف السنين، ولقد قمت عشرات الأنواع من ممارسات التأمل وفقا لتقاليد بيئتي، ولكن هناك عدد قليل منها قمت بممارسته بشكل مكثف وبانتظام، وسوف أطلعكم على واحدة من هذه الممارسات بأسلوب علمي، وهي ممارسة أعتبرها مناسبة بشكل مذهل لعملية التداول وتحسين أداء تداولكم.
وتسمى هذه الممارسة "شامانتا" ومعناها "الالتزام بالهدوء"، وهناك مراحل عديدة من هذه الممارسة يمر بها المرء قبل أن يصل إلى مرحلة متقدمة، ولكنني سوف أبدأ معكم من نقطة الصفر.
إن القيام بهذه الممارسة له العديد من الفوائد التي سوف أحدثكم عنها من حين لأخر في هذه المقالة، ولكن النقاط التالية هي بعض فوائدها:
1. تزيد من وضوح التفكير
2. تولد رؤية تتجاوز حدود الذكاء
3. تربي العقل على الهدوء
4. تحد من تشوش الفكر
5. يصبح المرء أقل تأثرا بالعواطف والانفعالات بينما تزيد من الذكاء العاطفي
6. تزيد من تمييز الأنماط
ويمكنني أن أظل أسرد في فوائدها لسنين قادمة ولكن هذا يكفي للآن، هيا بنا ننتقل إلى الجانب العملي.
وضعية الجلوس على الكرسي
إن الوضعية التي سوف تتخذها في الممارسة سيكون لها تأثير مباشر على جسمك وعقلك وطاقتك، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الظهر أو لديهم قدر من الألم الجسدي، فأنا أنصحهم بالجلوس على كرسي، وهو مثالي لأن له ظهر مستقيم ومريح بالنسبة لكم للجلوس عليه لفترة طويلة من الوقت.
وبينما أنت جالس يجب أن يكون ظهرك مستقيما وذقنك موازية للأرض، وراحة الكف على الفخذين (وبصرك إلى أسفل).
وينبغي أن تكون ركبتيك متباعدتين بمقام عرض الكتفين (أو أقل قليلا) مع كعبيك قائمين بزاوية 90 درجة تحت الركبتين. وينبغي أن تكون أقدام منبسطة وأصابع القدم متجهه إلى الأمام.