تمت دعوتك إلى تجمع في منزل أحد الأصدقاء وكنت متحمسة للذهاب إلى حد ما. كانت الخطة الوصول على الوقت لتجنب المشي في غرفة مزدحمة ولكن اشتبكت الأمور وتأخرت عن الموعد! فات الأوان لإلغاء الذهاب وما زال الهرب إلى هاواي سابقًا لأوانه!! لذا تستجمعين شجاعتك وتمشين في الغرفة وينتابك ذلك الشعور المروع بالرغبة في الاختباء في أقرب زاوية أو تحت الطاولة أو وضع نظارات داكنة أو أن تنشق الأرض وتبتلعك لكي لا تضطري إلى مواجهة القلق الذي يسببه الآخرون وهم ينظرون إليك.

إن الشخصية الرئيسية في قصتنا لا تعاني من مشكلة طبية نادرة وليست مصابة برهاب اجتماعي. العوارض المذكورة أعلاه يدركها جميع الأشخاص الذين يعانون من خجل متعب.

في الواقع أكثر من 60% من البالغين يعانون أحد أنواع الخجل المتواصل ،من الخجل المزمن ، إلى الخجل الظرفي، ويصيب الرجال والنساء حول العالم. إنه مزيج من التغيرات الجسدية (احمرار، التوتر العضلي، التعرق/تعرق اليدين، ارتفاع دقات القلب، الشعور بالغثيان، تلبك المعدة أو دغدغة المعدة، الرجفان والفم الجاف) والنفسية في الجسم (تمتمة، التوتر، عدم التفاعل، التكلم بصوت منخفض، تواصل بصري غير مريح، الحفاظ على مسافة جسدية). للأسف الكثير من الفرص تضيع على كل من هو حبيس هذه المشاعر لأن العوارض السلوكية تتجلى كما يلي:

- الشعور بالارتباك

- الأفكار السلبية (لماذا فعلت ذلك، أنا بلا فائدة…)

- الخوف من حكم الآخرين عليه

- الخوف من رفضه أو نسيانه

- القلق المفرط

- الشعور بالإحراج

- الجزع

- ضعف الثقة بالنفس

- الحزن/الاكتئاب

إن أسباب الخجل متعددة وتتراوح من العوامل الوراثية إلى التربية من قبل أشخاص لا يتمتعون حتى بأدنى المهارات الاجتماعية المقبولة. بعض علماء النفس يعتقدون أننا ولدنا خجولين بالطبيعة كآلية دفاعية لحماية أنفسنا من التمادي في الجرأة أو مع الغرباء. وبالتالي يعود الأمر لأهلنا لإرشادنا ببطء وبعناية نحو المواقف الاجتماعية الجديدة وتعلم كيفية التحكم بالجزع ونحن نمضي في ذلك.

طبعًا هناك أسباب أخرى مثل الأهل المتعسفين الذين يحطمون دائمًا الثقة لدى أبنائهم من خلال تكتيكات انضباطية متطرفة، وتجارب علنية مهينة، وشقيق كبير وأقرباء وأصدقاء منتقدين، وضعف تقدير الذات وانهيار الثقة بالنفس.

هناك أولئك الأشخاص الذين يبقون في كهوف انعزالهم المحمية لتجنب التواجد في مواقف حيث يمكن أن يتم رفضهم أو السخرية منهم أو التساؤل حول تقديرهم لذاتهم. الأشخاص الخجولون يحاولون التصرف بشكل لا يسترعي انتباه الآخرين ولكن حركاتهم الغريبة للتهرب تجذب انتباه من حولهم.

يتطلب الأمر وقتًا لتخطي الخجل ولكن العلاج ممكن بالتأكيد. مع القليل من الإرشاد وزيادة الوعي الذاتي وبعض الشجاعة يمكن لمعظم الأشخاص تحطيم الخجل وإثبات وجودهم.

إليك بعض النصائح التي ساعدت الكثير من الأشخاص على معالجة هذا الشعور المربك:

1- افهمي أسباب خجلك وكيف يتجلى مصدره في حياتك.

2- أدركي واعرفي أن العالم لا يرى عيوبك حتى وإن كان الجميع ينظرون إليك.

3- كوني مدركة ذاتيًا لأفكارك ومشاعرك أكثر من واعية ذاتيًا.

4- اعرفي أن الآخرين قد يكونون قلقين أو خجولين مثلك.

5- شاركي في ورش عمل لتحسين ثقتك بنفسك وإثبات وجودك.

6- ركزي اكثر على نقاط قوتك بدلًا من القلق حول نقاط الضعف.

7- في التجمعات العامة أزيحي انتباهك عن نفسك وضعيه على الآخرين ومحيطك.

8- اجبري نفسك على البقاء في موقف مزعج فلن تتعلمي شيئًا إن رحلت باكرًا.

9- حاولي عدم المبالغة في التحليل أبدًا.

10- قومي بخطوة تلو الأخرى من خلال وضع نفسك في تجارب جديدة بينما تحاربين الخجل ببطء.

ما يبدأ بالحصول تدريجيًا هو أنك ستعيدين كتابة البرمجة الاجتماعية التي حصلت في السابق، وتتعلمين مهارات تفاعلية جديدة وتشعرين بإحساس رائع من الإنجاز للقيام بهذا التحدي. كنتيجة لذلك سوف تعيشين تجربة اجتماعية أكثر حرية وتستخدمين طاقتك الذهنية على مساعي منتجة أكثر بدلًا من البقاء تحت ظل الخجل من دون ضرورة.