عندما يلوح الصيف في الأفق أشعر بحزن لا يمكن تفسيره لأي شخص إلا لنفسي. حزن يذكرني بآلام بعيدة وخوف بعيد وفراغ شعرت به في فترة بعيدة.

في شهر يوليو منذ 6 سنوات تم تشخيصي بسرطان الثدي لدى قيامي من تلقاء نفسي بإجراء بصورة الماموغرام للثدي بعد أن ساعدت صديقة لي على تأسيس جمعية خيرية لمساعدة النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي حول العالم. صديقتي كانت ناجية من سرطان الثدي وقامت بعمل رهيب في زيادة الوعي حول أهمية البحوث والفحوصات المبكرة. ساندتها لأنني كنت إلى جانبها في كل مرحلة من مراحل الشفاء وآمنت جدًا بقضيتها. ولكن من السهل التعاطف مع الأخروات من دون معرفة ما يشعرن به فعلًا.

ونعم وضعت نفسي مكانهن عندما اكتشفت أنني مصابة بسرطان الثدي. لا حاجة للشرح، كنت مدمرة وكرهت العالم قليلًا وشعرت بالمرارة تجاه النساء المتمتعات بصحة جيدة حولي. لم أفكر بنفسي كشخص لا يرى النعمة متنكرة ولا يمكنه أن يفهم معاناتها بطريقة يجعلها تسمو فوق كل شيء. ولكن تلك التجربة علمتني الكثير عن نفسي كيف أنني لم أعرف حتى كيف أعالج الألم وأنني كنت بحاجة لأتعلم كيف أتعامل مع نفسي قبل التعامل مع سرطان الثدي.

جرى العلاج بسلاسة وخضعت للجراحة وكان زوجي واصدقائي أكثر من مساندين لي. وضع العلاج الكيميائي ثقله على شعري وأسناني ولكن لم أهتم بذلك نظرًا لأنني شعرت أن شخصيتي تغيرت ولم أعد تلك المرأة السعيدة الواثقة من نفسها.

بعد العلاج اتخذت طريقًا غير مرغوب للشفاء وقررت ترك حياتي وأصدقائي وحتى زوجي الذي ساندني كثيرًا تركته وعدت إلى منزل والدي. لم يتفهم ذلك وعارضني بشدة ولكنني كنت مصممة على ترك الجميع ورائي. اعتقدت أنني لم أعد بحاجة أن أكون عبئًا وجزء مني كان يخاف من عودة المرض ولم أكن أرغب بأن يعاني أحد غيري.

قرار غبي بالتأكيد لأن البقاء وحيدة خلال فترة الشفاء خطير جدًا. الأفكار السلبية لم تفارقني وظللت مهووسة بالأكل الجيد والتمارين الجيدة وشرب الكثير من المياه والسوائل ولكن لم أنتبه أبدًا إلى صحتي العاطفية والذهنية.



قضيت 6 أشهر بعيدًا عن الجميع وكان زوجي يطمئن علي بالسر من خلال أهلي ليتأكد أنني بخير.

وبعد 6 أشهر نظم والدي حملة تدخل واسعة فجاء أصدقائي وأفراد عائلتي وانتظروني في غرفتي وتوسلوا إلي أن أعيد النظر وأخرج من الحالة المرضية التي كنت أعيشها. فوافقت رغمًا عني أن أذهب إلى العلاج أولًا لوحدي وبعدها مع زوجي لمساعدتي خلال عملية الشفاء ومرحلة ما بعد الجراحة.

بعد 3 أشهر من التدخل عدت إلى منزلي مع زوجي وبعد 5 أشهر خرجت لتناول العشاء ومشاهدة فيلم معه ومع أصدقائي. تخيلوا أن العشاء والفيلم كانا بمثابة إنجاز لي.

أنا الآن شخص سعيد وخال من السرطان ولكن هذا الحزن الذي أشعر به في بداية الصيف هو بسبب ما قمت به عندما جعلت أصدقائي وعائلتي يختبرون أوقاتًا صعبة ولم أمنح نفسي الفرصة للشفاء كما ينبغي. أشارك قصتي معكن لأنها وبخلاف القصص السعيدة الأخرى نقطة مهمة يجب أن يدركها القراء لتسليط الضوء على أهمية صحتك العاطفية والذهنية وإدراكك بأنك تحتاجين للمساعدة في وقت من الأوقات. امنحي قلبك الفرصة للشفاء وليس جسمك فقط.