عندما شعرت أس.أل، وهي متعهدة تعمل في لندن، بنتوء في ثديها الأيسر في العام 2009 اعتقدت أنها كدمة من رحلتها الأخيرة “اعتقدت أنها كدمة جراء وقوعي على الأرض عند التلة”. انتظرت لعدة أسابيع ولكنها لم تختفي لذا ذهبت للقيام بفحص الثدي وصورة الموجات فوق الصوتية فتم تأكيد وجود النتوء.

“أعلمني الطبيب أنه علي إجراء فحص لنسيج الثدي في نفس اليوم وعرفت عندها أنني مصابة بالسرطان. لقد كان شعورًا مربكًا جدًا”. ظهرت النتائج بعد 10 أيام عشت خلالها أسوأ حالة من الذعر والأرق.

للأسف تم تشخيصها بسرطان الثدي وصدق حدسها. “لم أصدق الأمر في البداية رغم أنني حضرت نفسي لذلك. شعرت أن كل العالم ينهار ولم أستطع أن أفكر بما سيلي بعد ذلك. أخبرني الطبيب أنه بعد استئصال الورم سيتمكن من تحديد درجة السرطان وبدأت أحس أن أيامي معدودة”.

بعد خضوعها للجراحة مرت بحالة اكتئاب حاد فقررت أن تستقيل من عملها وتعزل نفسها عن عائلتها وأصدقائها. “قررت الاستقالة من حياتي ولم أدع عائلتي أو أصدقائي يقنعونني بالعكس فالجراحة كانت بمثابة إعدام لي ولم أفكر أن هناك أمل”.

أظهرت نتائج الجراحة أنها بحاجة إلى جراحة ثانية لاستئصال المزيد من النسيج والتأكد من عدم انتشاره. بعد الجراحة أجرت علاجًا كيميائيًا وشعاعيًا. “كنت مريضة كل الوقت وأتقيأ دائمًا وأظن أنها كانت أدنى مرحلة وصلت إليها خلال العملية. ما زلت أذكر ذلك الصباح حين استيقظت مع شعور بالغثيان وسارعت إلى الحمام وعندما نظرت إلى المرآة لم أعرف نفسي. لم أخف من شعري أو الاصفرار بل من الضعف الذي رأيته في عيني. لست شخصًا ضعيفًا وهذا ما أشعرني أنني غريبة حتى عن نفسي”.

ذلك الصباح قررت أن تذهب في رحلة مع أصدقائها إلى تلال توسكان في إيطاليا للتمتع ببضع أسابيع من الطعام الجيد والطقس الجميل والمناظر الخلابة.

“أذكر أنني وصلت إلى الكوخ الصغير الذي استأجرناه للعطلة ورحت أقفز من السعادة. ظللت أقول إنني حية وكان أصدقائي يضحكون سعداء لرؤيتي هكذا بعد فترة طويلة من الكآبة. كنت ضعيفة نعم ولكنني صممت على محاربة السرطان حتى آخر نفس أقصد آخر نفس له وليس لي. ولم تتوقف أبدًا رحلتي في مكافحته”.

“الآن بعد 3 سنوات خالية من السرطان غيرت نمط حياتي. أقلعت عن السجائر التي كنت أدخنها في المناسبات وبدأت بممارسة الرياضة واليوغا والتأمل لسلامتي الروحية. خففت ساعات العمل وبدأت أكثر من تناول الخضروات وأخفف تناول اللحوم حفاظًاً على حمية غذائية صحية”.

أس.أل تشارك اليوم في ماراثون لندن وتعد بجمع التبرعات لمنظمة بحوث السرطان في بريطانيا.

“كل يوم هو نعمة جديدة وبداية جديدة وتذكير بأنني ربحت الحرب التي بدأتها ضد السرطان”.