من منا يمكن أن يدعى، وبصدق، أنه شخص بلا مخاوف؟ ما من مخلوق حى بلا مخاوف.. فالخوف من حيوان مفترس أو من نشوب حريق يعتبر خوفا طبيعيا يدفع الإنسان لحماية نفسه، لكن هناك خوفا من أمور لا تستحق الخوف، مثل الخوف من القطط أو الخوف من الأدوار المرتفعة.

قالت د. هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى- كلية الطب جامعة عين شمس زميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى، الفوبيا ليست لها علاقة بالضعف فهتلر، واليوغسلافى تيتو، كانا مصابين بفوبيا الخوف من الأماكن المغلقة، وجنكيز خان وموسيلينى كانا يعانيان من فوبيا القطط.

أشارت إلى أن Phobia هو مرض نفسى من أكثر الأمراض النفسية شيوعا، ويعنى الخوف الشديد والمتواصل من مواقف أو نشاطات أو أجسام معينة.

هذا الخوف المتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش فى ضيق وضجر، ويؤدى إلى محاولات واضحة للهروب من موقف يعتبره المريض خطرا على حياته، مما يسبب درجة من العجز فى ممارسة حياته اليومية.

وأكدت أن الإصابة به تنتج بعد تجربة سلبية لخوف ما فى أعماق كل إنسان، من شىء ما، يحتل مساحة معينة، من العقل الذى يختزنه فى لحظة ما لا تظهر إلا بعامل مساعد، أو موقف مشابه، وعندئذ فقط تسترجع العقول الخفية ذلك الموقف القديم وتستعيده، ثم تطلقه فى العقل الواعى هذا ما يحدث داخليا، ويسبب ما يسمى بالفوبيا.

وعن أنواع الفوبيا أضافت هناء أنها عديدة ولا حصر لها منها كالتالى:

- التواجد فى الأماكن العالية.
- أماكن المغلقة.
- الخوف الشديد من المرض- الألم.
- الظلام-الزحام- الحقن- الحيوانات.
- العواصف وما يتبعها من رعد وبرق.

وأوضحت أن الفوبيا تتكون من ثلاث عوامل أساسية:

- يتضمن المكون النفسى الذى يمتاز بشعور الخوف الشديد، حيث يصيب الفرد عند التعرض للشىء المرهوب، المكون البدنى الذى يتميز بخفقان القلب، واضطراب التنفس، والتعرق واصفرار الوجه، أما المكون السلوكى فيهدف إلى تفادى الموقف أو الشىء المرهوب منه والابتعاد عنه.

ولعلاج حالة الفوبيا، يشمل العلاج الدوائى والسلوكى، يأخذ العلاج السلوكى الأهمية القصوى لمثل هؤلاء المرضى الذى يعتمد على عدة طرق، منها طريقة إزالة الحساسية التدريجية التى تعتمد على تعريض المريض للموقف أو الأشياء التى يخاف منها بالتدريج وباستعمال الخيال، من خلال الرسومات أو التماثيل الصغيرة، ثم التعريض للمواقف المخيفة فى الواقع بعد ذلك بالتدريج.