هرمون "السيروتونين" و"الدوبامين"
هذان الهرمونان هما من النواقل العصبية المفرزة في الدماغ وهما إشارات كيميائية تساعد عقلك على التحكم بالوظائف الحيوية للجسم.
يعتبر أفضل وصف لهرمون "السيروتونين" هو أنه إشارة كيميائية مهدئة للسيطرة على أشياء مثل اشتهاء الكربوهيدرات ودورة النوم بمراحلها الخمس والسيطرة على الألم. [5]
هرمون "الدوبامين" هو عكس ذلك لأنه يثير الأحاسيس، وهذا الناقل العصبي يثير دوافعكم عند المستويات المرتفعة وينظم سلوككم ويجعلكم تشتهون الأشياء. وغالبا ما يطلق على "الدوبامين" اسم "محفز المكافآت ". [5] [8]
عند تناولك قطعة من الشوكولاتة أو شعورك بالاهتمام من الجنس الأخر أو ربحك صفقة كبيرة في سوق الفوركس فإن عقلك يكافئك من خلال إفراز هرمون "الدوبامين" لأن جسمك يتلذذ بهذا الشعور ويجعلك ترغب في الحصول على المزيد.
هناك توازن دقيق في العقل السليم بين هرمون "السيروتونين" و"الدوبامين" ولكن في حالة زيادة أحدهما ينخفض مستوى الأخر مما يؤدي إلى اختلال طريقة تفكيرنا والوصول إلى أحد الحدود القصوى للمزاج.
اذا ظللتم تتناولون كعكة الشوكولاتة أو تحققون عدة أرباح كبيرة متتالية في الفوركس – فقد يصيب الدماغ حالة من سيطرة هرمون الدوبامين عليه، ويجعلكم ترغبون في المزيد منه، وبالتالي يضعف مستوى هرمون "السيروتونين" مما يحد من قدرة أدمغتكم على تنظيم هذه العمليات. [6]
هذه هي الطريقة التي يبدأ من خلالها الإدمان.
إن الأشياء مثل الكحول والسجائر والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والأدوية يمكن أن تؤثر على توازن هرمون "الدوبامين – السيروتونين".
إن التداول خلال موجات الارتفاع والانخفاض في سوق الفوركس تدفعنا إلى حالات من الانفعال العاطفي الشديد، وهذا المتداول يلقي باللائمة على مستوى الدوبامين العالي الذي أدى إلى إفراطه الخطير في التداول.
وهو ما يفسر سلسلة الصفقات الرابحة على مدى بضعة أشهر فقد تسببت في إدمانه للشعور بالربح وجعله يخاطر بمبالغ أكبر من المال ومضاعفة حجم حسابه لتحقيق عوائد أكبر بواسطة الرافعة المالية.
يتحول التداول في ظل هذه الظروف إلى إدمان للمخاطرة العالية في القمار الذي صار مثل إدمان "الكوكايين".
هل تساءلت يوما عن سبب تسمية الصورة النمطية للأشخاص المدمنين للجلوس أمام شاشة التداول بمدمني الكوكايين؟ أعتقد أنه بإمكاننا أن نشير بأصابع الاتهام إلى الدوبامين مرة أخرى حيث أنهم مدمنين لهرمون "الدوبامين".
خلال ارتفاع مستويات الدوبامين وانخفاض السيروتونين- لا نكون سعداء في الحقيقة ونحن لا نشعر بالرضى وإنما بدلا من التركيز على ما بأيدينا نركز على ما ليس بحوزتنا بعد.
هل وجدت نفسك يوما تقول أشياء مثل "لو أنني تمكنت اليوم من الفوز بـ 1000 دولار أخرى فقط لأصبحت سعيدا" أو "لو أنني أستطيع أن أجني 100.000 دولار فقط في حسابي فسأكون سعيدا".
ليس لدى الدوبامين الوقت الكافي لكي يقوم بانتظار النتائج - فهو يسعى إلى إمكانية السوق غير المحدودة من المال التي لا يملكها الآن! لذلك يبدأ في استعجال الصفقات لجعل الأمور تسير بشكل أسرع.
إذا شعرت أنك خرجت عن نطاق السيطرة وأنك تعاني من آثار ارتفاع مستوى "الدوبامين" فإن هذا الموقع يقدم بعض العناصر المكملة والتمارين التي يمكنك القيام بها للمساعدة في زيادة مستوى هرمون "السيروتونين" مرة أخرى.