نفرد المذهب الاقتصادي الإسلامي بنظرة اقتصادية عقـائديـة تنبني على كون الإنسان مستخلف من الله في الأرض كما جاء في قوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً " البقرة 30 , والخلافة في الأرض تكون لعمارتها واستثمار خيراتها التي سخرها الله له لقوله تعالى : " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا " هود 61.
والإنسان وهو يمارس دوره في عمارة الأرض عليه أن يأتمر بأوامرالله وينتهي عن نواهيه لقوله تعالى : " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ " الأعراف 54 ، وبذلك يتم الجمع بين الروح والمادة في الاقتصاد ، فتنشأ خاصية الإحساس بالله تعالى ومراقبته في كل نشاط اقتصادي , وذلك بهدف إقامة مجتمع المتقين لتحقيق الغاية الأسمى وهي العبودية لله لقوله تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ " الذاريات 56 .
من هنا يتبين أن النظام الاقتصادي الإسلامي يعتمد على المذهب الاقتصادي الاستخلافي وليس على المذهب الاقتصادي الفردي أو الجماعي أو المختلط بينهما , وحتى عندما يوازن النظام الاقتصادي الإسلامي بين تحقيق مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع فإنه يقوم بذلك باعتبار أن المصلحتين الخاصة والعامة وسيلتين لعمارة الأرض لتحقيق الغاية الأسمى وهي عبادة الله