تكون النتيجة بأن تصبح خاسراً بعد أن كنت رابحاً . هكذا وبكل بساطة !وقد يدفع الخوف المتاجر من الدخول في صفقة على الرغم من أن كافة الأدلة التي يشير لها تحليل الرسم البياني تؤكد سلامة قرار الدخول .وقد يدخل المتاجر في صفقة بعد تحليل طويل ولكن ما أن يدخل حتى يبدأ السعر في معاكسته فيدفعه الخوف من ازدياد الخسارة لغلق الصفقة مبكرأ على خسارة على الرغم من أن التحليل لا يشير إلى ضرورة الخروج فماذا تكون النتيجة ؟تكون النتيجة بأن يعود السعر في إتجاه الربح ولو صبر المتاجر بعض الشئ لأصبح رابحاً بدلاً من أن يخرج خاسراً دون داعي .وهذا ما نقصده عندما نقول بضرورة أن تعتمد على التحليل في الدخول والخروج .وذلك لأن المؤثرات النفسية هي أعدى أعداء المتاجر على الإطلاق وأن تجعل من هذه المشاعر أساس لقرارت البيع والشراء بالنسبة لك فهو انتحار في مجال المضاربة في الأسواق المالية بشكل عام وفي سوق العملات بشكل خاص .فماذا علي أن أفعل ؟إلتزم بالتحليل فعندما يؤكد لك التحليل الفني للرسم البياني من خلال معرفة ميل السعر ونقاط الدعم والمقاومة ومن خلال متابعتك لبيانات المؤشرات ومقارنتك كل ذلك على أكثر من إطار زمني فإذا توصلت بأن العملة سترتفع فقم بشراءها وإذا توصلت إلى أنها ستنخفض قم ببيعها بصرف النظر عن " مشاعرك " حيال ذلك .لا تركض وراء الفرص طمعاً بالربح بل اجعل الفرصة تأتي إليك ودع التحليل هو الذي يؤكد لك ذلك .وعندما تكون داخلاً في صفقة وبدأت المؤشرات تشير لك بأن حركة السعر بدأت في السير بإتجاه معاكس لك فاخرج فوراً حتى لوكنت " تشعر " بأن السعر سيعود ويسير في الاتجاه المربح بالنسبة لك , حيث أن هذا الشعور في الأغلب هو نتيجة لتضارب مشاعر الخوف والطمع وليس ضرباً من ضروب إدراك المستقبل ! .وفي الحقيقة فإن التقيد الصارم بالقاعدة السابقة مسألة ليست بالهينة على الإطلاق , فنحن بشر ويصعب علينا فصل مشاعر الخوف والطمع أثناء سير الصفقة , ولذلك نقول بضرورة الممارسة العملية لأكبر قدر ممكن من الوقت لأن الممارسة العملية هي الوحيدة القادرة على تدريب المتاجر بأن يركز سمعه على ما يقوله التحليل وليس ما تقوله مشاعره الخاصة .القاعدة الخامسةلا تتاجر في الظروف والأوقات غير الملائمةتحليل الرسم البياني ومتابعة أسعار العملات تطلب الكثير من الوقت والجهد الفكري والصبر .فإذا لم تكن مهيئاً جسدياً ونفسياً وفكرياً للمتاجرة فالأفضل أن لا تتاجر في ذلك اليوم .فلا تتاجر وأنت مريض أو في حالة نفسية أو فكرية غير طبيعية فإن ذلك قد يقودك إلى قرارت غير صحيحة ومتعجلة .وإذا أغلقت صفقة خاسرة فالأفضل أن تترك المتاجرة لبضع ساعات حتى تتمكن من استعادة هدوءك النفسي والفكري فلا تلجأ إلى أسلوب " لن أترك المتاجرة اليوم حتى أسترد ما خسرته ! "إن ذلك قد يعود عليك بمزيد من الخسارة !لأنه قد يدفعك للدخول في صفقات بشكل متعجل ومندفع .الخسارة في المتاجرة في البورصة أمر واقع لا محالة مهما بلغت قدراتك وخبرتك .فلا يمكن لأحد أن يصدق توقعه طوال الوقت .وعندما تدرك أن الخسارة في المتاجرة أمر طبيعي لا بد منه وهو ثمن لا بد من دفعه بين الحين والآخر فإن ذلك يساعدك على تقبل هذه الخسارة .خسرت اليوم ؟ لا بأس يمكنك تعويض هذه الخسارة غداً أو بعد غد فالمتاجرة بالعملات مليئة بالفرص وكل ما نريده هو الاستفاده من فرصة واحدة فقط .ولا تنس أن ذلك ينطبق على كافة مجالات الأعمال كما ينطبق على المضاربة بالبورصة وإن كان ظهوره في مجال البورصة أبرز وأكثر وضوحاً من غيره .نعم .. أنت لست مجبراً على أن تفتح صفقه في كل يوم .فإذا لم تكن مهيئاً للمتاجرة فالأفضل أن لا تقدم على المتاجرة حتى تجد الوقت والظرف الملائم .كلمة أخيرةالتذبذب الشديد لحركة أسعار العملات يجعله سوقاً كثير الفرص وشديد الخطورة في نفس الوقت .فكلما زادت نسبة المخاطرة تزيد امكانية الربح .وبالإلتزام بالقواعد السابقة قبل الدخول في مجال المتاجرة الفعلية وبعد الدخول بها سيمكنك من أن تكون رابحاً أغلب الوقت وهذه هي غاية كل المتاجرين الساعين للربح في العمل بالأسواق المالية .والتعامل مع سوق بالغ الحساسية كسوق العملات يتطلب من المتاجر الكثير من الجهد الفكري والنفسي ويتطلب الصبر والإنضباط لأقصى مدى ممكن .