عادة ما نكرر أشياء عديدة في حياتنا وهو ما يسمى بالروتين اليومي ويوماً بعد يوم تصبح عادة لدينا ومن هنا ظهرت فكرة النماذج السعرية بالأسواق المالية فبمجرد ظهور نموذج سعري معين تستعد الأسواق لاحتمالية أن يسير السعر طبقًا لأهداف هذا النموذج كما حدث في مرات عديدة سابقة. وجميعنا يعرف أهم عبارات التحليل الفني "التاريخ يعيد نفسه".
ولكن ما صلة هذه المقدمة بالعنوان؟ نعتقد أن عند قراءتك لهذا العنوان أنك وجدت صعوبة في الإجابة على هذا السؤال ولكن قبل الإجابة عليه يجب عليك فهم كيفية التحقق من صفقاتك الخاسرة أو بمعنى أصح أكبر صفقاتك الخاسرة.
قم بالنظر إلى سجل صفقاتك منذ بداية تداولاتك وقم بإيجاد أسوأ صفقة لديك واسأل نفسك لماذا كبدتك هذه الصفقة تلك الخسارة ولماذا قمت بالدخول في هذه الصفقة في المقام الأول؟ بماذا كنت تفكر عند دخولك هذه الصفقة؟ والأهم من ذلك هل قمت بالتفكير أصلا!
عادة تكون الإجابة أنك دخلت هذه الصفقة لأسباب غير مقنعة وقد يكون إحداها اتباعك لاستراتيجية ضعيفة وفي هذه الحالة يكون قرارك هو قرار نابع من عقلك وليس ما أخبرك به السوق وليس بالضرورة أن تكون أسوأ صفقاتك هي الصفقة التي كبدتك أعلى خسارة فقد تكون صفقة ليست في محلها على الإطلاق مثل دخول صفقة وانعكاس السعر عليك على الفور أو صفقة عكس الاتجاه أو خروجك من صفقة مبكرًا وتفويت ربح كثير كان في طريقه إليك أو خوفك من دخولك صفقة مع أن السوق أعطاك إشارات بأنها صفقة ناجحة.
ومن ضمن الأخطاء الشائعة لدى المتداولين هو تسرعهم في دخول أكثر من صفقة بعد صفقة خاسرة لتعويض الخسارة بأسرع وقت ممكن وسوف تشعر بأنك دائمًا على صواب وأنك قادر على هزيمة السوق وهو ما سوف يعرضك للمزيد من الخسائر وعادة ما تؤدي تلك "الصفقات الانتقامية" إلى خسارة حسابك بالكامل.
ولهذا فإن مراجعتك لصفقات السيئة سوف يضمن لك عدم وقوعك في نفس الخطأ مجددًا ودائمًا اسأل نفسك لماذا قررت الدخول في هذه الصفقة؟ هل اتبعت إشارات صحيحة عند إغلاقي للصفقة أم الخوف هو سبب إغلاقي لها؟ وحاول أيضًا مراجعة شعورك عند اتخاذ قراراتك الخاطئة فإذا حددت شعور متكرر لديك حينها يمكنك التحكم فيه فعدم الاعتراف بوجود خلل ما لن يمكنك أبدًا من إصلاحه! دائمًا تذكر هذه العبارة.
التحكم في مشاعرك والقضاء على عاداتك السيئة ليس سهلًا ولكنه يقربك خطوة كل يوم من طريقة التداول الناجحة.